الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عربدة مقتدى زوبعة في فنجان

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2004 / 4 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هكذا و كأنه تقمص روح و قلب جرذ العوجة في عنترياته و مراوغاته واحتمائه بالمقدسات و الاطفال والنساء و تسسبه في إزهاق الأرواح في سبيل مآربه المريضة و لتحقيق أهداف أعداء شعب العراق وقتلة آبائه و أجداده .
فليس من المستغرب أن يبتهج أيتام صدام و كلابه ويرقصوا للعربدة التي قام بها مقتدى الصدر و غوغاؤه في هذه الأيام و قد شرعت جماهير شعب العراق المظلومة في التفكير بإزالة آثار الخراب و الإستبداد التي لحقت بها لعشرات السنين . فأيتام و أرامل البعث المقبور و أرهابيو حماس و الأوساط المعادية لحرية الشعب العراقي بدأوا يلعبون ورقتهم الأخيرة التي رأوها عند معتوه لا تهمه أرواح البشر و كرامتهم ، رغم تأكدهم من أنها ورقة خاسرة ، لكنهم ألقوها في لعبتهم الخبيثة وفق مبدأ - أن تقلل الخسارة إلى نصفها يعني الربح-. و النقليل من الخسارة هنا يعني أن تحسب الولايات المتحدة أول أطراف دولية أخرى لهم حسابا ما ، و هذا الحساب – إن حصل – سيكون بالضد من مصالح العراقيين و الشيعة منهم على وجه الخصوص.
فالقوى الرجعية في منطقتنا من قوميين و سلفيين يتعامون عن رؤية حقيقة أن عالم بعد 11سبتمبر 2000 هو غير عالم الحرب الباردة ، و غير عالم قبل 11 سبتمبر 2000. إن تعويل المهزومين على عريدة هذا الغلام الأرعن فاشل و وهم مريض لأاسباب عديدة في مقدمتهاا:
- أنه لم يشهد التاريخ البشري قط مثل هذا الوفاق و التفاهم و التعاون بين القوى العظمى مثلما نراه اليوم . و إن الولايات المتحدة اليوم و بالأخص بعد عملية 11 سبتمبر الإرهابية تحظى بتأييد كل بلدان الغرب في حربها على الإرهاب السلفي و حلفائه .و التأييد هنا يعني التنسيق و التفاهم و التشارك . و إن الإرهاب يهدد مصالح الغرب كله دون استثناء. و تدخل عربدة الغلام مقتدى في خانة هذا الإرهاب. وإن العالم عازم العقد على اشتثاث جذور الإرهاب في العالم و خاصة في الشرق الأوسط.
و هذه العملية ليست بالهينة و تستلزمها تضحيات كبيرة و أكثر الاحيان نقع ضحايا أبرياء ، و لكن الشعوب مقتنعة أنها لا تخسر من التغيير سوى قيودها و جلاديها الذين يذبحونها باسمها واسم الأوطان و حماية شرفها و كرامتها. وأن خسارة رئيس ما في الانتخابات و تغيير حكومة ما سواء في الولايات المنحدة أو اي بلد اوروبي لن تغير من الثوابت المتفقة عليها و القاضية في ازالة الأنظمة التي ترعى الإرهاب ، وإبادة قادة الارهاب .

- لا يمكن للقوى التقدمية و اليسارية تأييد قوى ظلامية من قبيل عربدة مقتدى و جرائم حماس و أنصار الإسلام ، فليس ثمة من قاسم مشترك ، بل بالعكس فالجبهتان تقفان في مواجهة بعضهما . وإن أية قوة امبريالية تواجه قوى الظلام في منطقنتا ، إنما هي امبريالية تفدمية يمكن للتقدميين و العلمانيين و اليسار في العراق و المنطقة أن تتعاطى معها و تتفاهم . فالأهداف التي يرتكب الإرهابيون من أجلها جرائمهم البشعة واضحة ألا فهي استعباد المرأة و حبسها في الحرم و التحكم في المجتمع بقوانين رجعية لا تصلح للقرون الوسطى و لا حتى في كهوف طورابورا .

- إن غوغاء مقتدى يتشكلون على الأكثر من عناصر النظام البعثي المقبور ، و هذا يعني فيما يعنيه ، أن الهدف من وراء تحركات هذا اللملوم البائس هو عودة قتلة الشيعة و المجرمين البعثيين بشكل من الأشكال لأخذ الزمام و استئناف الإستبداد العنصري و الشوفيني . و المقابر الجماعية تقف سدا منيعا أمام هذا الحلف غير المقدس. وإن هذا الغوغاء سيكسبون بدلا من أي تأييد لعنة الجماهير المظلومة التي ابتهجت لزوال النظام البعثي و تتطلع إلى حباة حرة كريمة في ظل دولة القانون و العدل. و إن هذه الجماهير لن تقبل العودة إلى أيام الذل و ستمارس حريتها و ممارستها الديمقراطية في البناء و خلق فرص العمل و تطوير القوانين لصالحها و تأمين مستقبلها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق