الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوكامبوا و البشير

محفوظ مديان

2009 / 3 / 31
السياسة والعلاقات الدولية


صدّعت رؤوسنا الدول الغربية التي تتشدق بالديمقراطية بضرورة فصل السّلط عن بعضها البعض , إذ ينبغي في نظر هده الدول استقلال السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية عن السلطة القضائية والفصل بينهما . والهدف من هدا الفصل والتقسيم , حسب "مونتسكيوا" هو ضمان الحرية في كنف الدولة


إلا أنه يجمع الكثير من المراقبين السياسيين أنه هناك ازدواجية في المعايير أصبحت مفضوحة ومكشوفة للملاء تأخذها الدول الغربية بعين الاعتبار , فمن جهة تحرك محكمة العدل الدولية وتحرّضها على استصدار قرار بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير بطلب من مجلس الأمن , ولا يختلف اثنان أن مجلس الأمن هيئة سياسية محكومة مسبقا بضغطة زر من الإدارة الأمريكية , فكيف لمحكمة قانونية تدّعي الشرعية أن تحرّكها هيئة سياسية ...؟


وإذا كانت مذكرة المدعي العام للمحكمة أوكامبوا جاءت لتعوّض النقص والفجوة للمشروع الأمريكي في المنطقة بكل أشكاله وأنها شكل من أدوات الابتزاز والإرهاب والتخويف التي تمارسها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لكل قوّة تقول "لا" للهيمنة والتدخل السّافر الأمريكي في المنطقة ; وإذا استطاعت المذكرة أن تلفّق أكثر من تهمة وجريمة ضد الإنسانية للبشير وتكون هي العنوان الأبرز لمحاولة جرّه لعدالة مركّبة وقضاء مصطنع ومختلق. ففي ظلال هدا الوضع المزري الذي نعيشه مادا يستطيع العرب فعله غير الشجب والاستنكار ورفض قرار المحكمة من أوّله إلى يائه ..؟ أم أنّه من خلال التضامن العربي والتنسيق يستطيع العرب الوقوف سدّا منيعا أمام غطرسة المحكمة وقرارها المجحف بحق السودان.


والمخجل أن السيّد أوكامبوا قد صرّح قبيل صدور مذكرته السخيفة أن البشير معرّض للملاحقة فور مغادرته حدود السودان ; لكن البشير استطاع زيارة عدّة دول منها إريتريا ومصر وليبيا وغادر إلى الدوحة حيث حضر القمة العربية 21 المنعقدة في العاصمة القطرية وهدا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على نهج التحدّي الذي يسلكه السودان أمام المحكمة .


وهكذا استطاع البشير نسف كل إدعاءات أوكامبوا التي زعم فيها أنه قد يلجئوا لاعتراض طائرة البشير في الجوّ واختطافه وإلى ما هنالك من هدا الكلام والدي كان يراد منه خلق جوّ من الرعب داخل النظام السوداني تحديدا...ويبقى السؤال يطرح نفسه ماهي الدّوافع التي جعلت المدعي العام أوكامبوا يتقدّم برفع دعوى ضدّ البشير في هدا الوقت بالذات ؟ وألي يمكن القول بأن هده المذكرة ورقة تفاوضية في أيدي الإدارة الأمريكية لتقديم تنازلات من الجانب السودان في جوانب ذات صلة..؟


لاشك أن هده المذكرة سابقة في تاريخنا المعاصر وتبرز حجم المخاطر التي تواجهنا وتستهدفنا وتمسّ أمننا القومي في الصّميم وتجزم أنّنا في ظرف في منتهى الخطورة وتعكس من زاوية أخرى وجه من وجوه الإخفاق لدى الإدارة الأمريكية والمتعاونين معها , فبعد أن فشلوا في غرز الفتن والتّرويج لها بغية تحقيق " الانفصال المأمول " في دارفور لجئوا لوسيلة جديدة بهدف كسر شوكة النّظام في الخرطوم.

مع تقديري لكم : محفوظ مديان " كاتب وباحث"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - توضيح
سعيد بقرناف ( 2009 / 3 / 30 - 21:03 )
نود شكر الكاتب على موضوعه ونحييه لكنه نعتقد أنه مازل ينقص الموضوع بعض الجوانب القانونية مع اني لا افقه فيها
عموما اشكر الكاتب


2 - لا علاقة لشيء بشيء اخر
عبد الله الغلبزوري ( 2009 / 3 / 31 - 15:38 )
ان مذكرة التوقيف بحق البشير ليست الا مسرحية امريكية صهيونية اتعروفون لماذا رفع اوكامبوا هذه الدعوة ضد البشير اولا كما تعرفون جميعكم بأن القمة العربية كانت ستعقد وليس لها اهداف سوى هدف واحد وهو غزة بعد الحرب الصهيونية ففكر الامريكان واليهود بحيلة تلهي العرب عن قضيتهم الاساسية وهي هذه القمة دون قول شيء عن المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وبذلك نجت اسرائيل من الصوت العربي بمسرحية جميلة جدا عنوانه مذكرة البشير هل هي مذكرة توقيف ام ورقة تشويش
وشكرا


3 - الحقيقة
لبنى ( 2009 / 3 / 31 - 15:39 )
احتاج ان اشكرك على موضوعك وانا اشاطرك في جوانب كثير من ما تفضلت به لانه تعكس ازدواجية الغرب والغرب مع المنتصر دوما فقط

اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت