الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون فوق الجميع

عزيز الحاج

2004 / 4 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا أحد فوق القانون. هذا مبدأ معروف من مبادئ ترسيخ العدالة وحقوق الإنسان ولقيام سلطة ديمقراطية حازمة وشفافة.

إن لعبة إيران في العراق، المدعو مقتدى الصدر، قد انتهك القانون منذ الأيام الأولى لسقوط نظام صدام بدأ بتورطه وأتباعه في اغتيال المصلح الحر الشهيد عبد المجيد الخوئي. أما اليوم فقد خرجت انتهاكاته لأبعد الحدود بالعدوان على الناس والمؤسسات العامة، وحتى على المراقد الشيعية المقدسة. وإن قتل "فدائيي" مقتدى لجنود التحالف بلا مبرر جريمة يجب أن يدفعوا حسابها. وهكذا الحال مع البرابرة القتلة في الفلوجة ومن هتف لهم ورقص فوق الجثث المحروقة وعلقوها على الجسور. إن هؤلاء مجرمون يجب أن يلقوا العقاب القانوني الرادع والعادل. أما دعوة بعض علماء السنة للاعتصام احتجاجا على الإجراءات المتخذة لاعتقال أولئك المجرمين، فإنها دفاع عن الجريمة وتحريض على التمرد وضد القانون يحاسبون عليهما في أية دولة قانون في العالم.

إن استعمال العنف واستخدام الدين غطاء لانتهاك القانون والعدوان على الآخرين وترويع المواطنين تهديد خطير لشعبنا ولحاضر العراق ومستقبله. ولذلك فإن على مجلس الحكم والقيادات السياسية والدينية المنصفة دعم تدابير التحالف لوقف هذه الجرائم البشعة ولضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم العامة والشخصية، ولخلق شروط الانتقال الهادئ والأمين للسلطة. إن كل موقف يدعو للتفاوض مع رجل خامنئي في العراق والذي شكل ميليشياته السود من فلول فدائيي صدام ورجال أمنه ومجرمين أطلق طاغية العراق المهزوم سراحهم، وإن كل دعوة لترضيته على حساب القانون وأمن العراق والعراقيين مناوئان لتعهدات القيادات المذكورة والتزاماتها بقيام عراق ديمقراطي حقا ـ عراق حقوق الإنسان والمؤسسات ودولة القانون.

إن الوضع الراهن الذي خلقه مقتدى وبرابرة الفلوجة ومن لف لفهم، ينطوي على العديد من المخاطر الكبرى ما لم يواجهه جميع المخلصين للعراق وللديمقراطية وسيادة القانون بحزم وتصميم وبسلاح الوعي والحرص على العراق والوفاء له أولا وليس تقديم المصالح الشخصية والفئوية والحزبية والمذهبية على الولاء الأكبر لمجموع شعبنا والبلد.

إن ما تحقق منذ سقوط الطاغية في التاسع من نيسان 2003 مهدد ما لم تواصل قوات التحالف وقوات الشرطة العراقية حزمها في التصدي لأعداء القانون والمجرمين القتلة، وأيا كانوا، وما لم يبرهن مجلس الحكم عملا وفعلا على كونه حريصا تماما على ضمان الأمن وسيادة القانون بالتنسيق مع التحالف ودعم إجراءاتها، ومطالبتها بتشديد القبضة ضد المجرمين والتخلي نهائيا عن خطها السابق بالليونة معهم.

إن استفزازات مقتدى المسلحة تخدم النظام الإيراني كما تخدم الصداميين والقاعديين. ومهما حاول الرجل التستر وراء مطلب محاكمة صدام، وهو مطلب شعبي عام، فإن الجميع يعرفون أن "جيش المهدي" يضم أولا عناصر من فلول صدام، وأن انتهاكاته المستمرة والمتصاعدة لتصديع أمن العراق والعراقيين تلتقي مع أعمال التفجير والقتل التي يقترفها أعوان النظام وحلفاؤهم الوافدون من "القاعدة" ومن "أنصار الإسلام" في تصديع الأمن ونشر الفوضى والرعب، لمنع تقدم العراق وخروجه الديمقراطي من تركات صدام الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والفكرية.

إن مقتدى يفخر بكونه "ذراع حماس وحزب الله في العراق". ومعروف أن قادة هاتين المنظمتين وقفوا بعنف ضد حرب إسقاط صدام ودعوا للجهاد مع قواته. كما أنهم واصلوا النهج بعد السقوط محرضين على القتل والدمار باسم الجهاد والمقاومة، ويقال إن المنظمتين أرسلتا بعد التاسع من نيسان الماضي خبراء تفجير وتفخيخ لتنفيذ الجرائم مع فلول صدام. ولكن الذي يهم مقتدى هو تزكية ودعم خامنئي له حين خاطبه عند زيارته الثانية لإيران في أيلول الماضي بقوله: " أرى فيك حسن نصر الله العراق"! والأخير والشيخ فضل الله يدعوان كل يوم لقيام "دولة إسلامية" في العراق، ولكن لا في لبنان الذي يحتله السوريون منذ أكثر من عقدين من السنين دون أن يجرؤ لا هذا ولا ذاك على طلب انسحابهم أو الدعوة لقيام دولة طالبانية شيعية كما يحلم مقتدى الصدر أن يفعل في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رسالة تعزية من الجزائر بوفاة والدة ملك المغرب، تثير الجدل!!


.. فيديو كليب بوسي والليثي ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. الهند: انتشار -مرعب- لكاميرات المراقبة في كل أرجاء البلاد


.. فرنسا: ما الذي سيحدث في اليوم التالي لجولة التشريعيات الثاني




.. إسرائيل تقتل فلسطينيين بغارة جوية في مخيم نور شمس قرب طولكرم