الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدل و الإحسان بين مطرقة المخزن وسندان اليسار

محمد قايدي

2009 / 3 / 31
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


يعد كتاب عبد السلام ياسين"حوار مع الفضلاء الديمقراطيون" الصادر بداية التسعينات دعوة للمناضلين الديمقراطيين (الفضلاء منهم) للإلتفاف حول ميثاق الشيخ، وذلك بهدف إنجاز القومة في المغرب.
هذه الدعوة جاءت في سياق اتسم ب:
- الصراع بين القصر والكتلة الديمقراطية.
- مطالبة الكتلة بالإصلاحات السياسية والدستورية.
- الوضع الإقتصادي المزري(السكتة القلبية).
- مرض الملك.
وكرد فعل على دعوة العدل والإحسان، سيدشن المخزن مبادرة غير مسبوقة في تاريخ المغرب السياسي، اصطلح على تسميتها بالتناوب التوافقي، والتي ستمكن المعارضة، ولأول مرة من حق إدارة دفة الحكم.
فاليسار ممثلا في الإتحاد الإشتراكي استفاد من هذا التقاطب بين المخزن والعدل والإحسان، وسيتكرس هذا الوضع مع اعتلاء محمد السادس عرش المملكة، وتجديده للثقة في عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول الإشتراكي.
فالملكية تروم استقطاب اليسار، وجعله ذرعها الواقي، بما يضمن تمتين الإجماع حولها، لذلك ستتخذ الملكية مجموعة من المبادرات/الإشارات تجاه اليسار والحداثيين:
- قانون الأسرة.
- الإنصاف والمصالحة.
- المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
- قانون الإرهاب.
إذن انفتاح المخزن على اليسار مع التلويح بفزاعة الإسلاميين سيجعل مطالب الإصلاح السياسي والدستوري مؤجلة إلى حين وضع الأسس الصلبة للإنتقال الديمقراطي بما فيها تقوية إمارة المؤمنين- ومن خلاله الفصل19- لسد الطريق أمام القوى الدينية.
ولتبقى الملكية فوق الصراعات، تقوم إستراتيجيتها على خلق التباعد بين الإسلاميين واليسار، وتهييء شروط إنجاح هذه الإستراتيجية.
فالتقاطب ابتدأ بشدة مع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، مرورا بتحميل الإسلاميين المسؤولية المعنوية عن أحداث16 ماي الإرهابية. إذن هناك نوع من تقسيم الأدوار بين المخزن واليسار على خلفية مواجهة المد الأصولي.
أمام هذا الوضع ستلجأ العدل والإحسان إلى رؤية2006 كتاكتيك لاختراق هذا الطوق من خلال الرهان على جر المخزن إلى طاولة المفاوضات.
فإذا كانت نتائج الرؤى قد جاءت عكس ما كان متوقعا : المزيد من الحصار والإنزواء، فإن المشهد السياسي لما بعد 7 شتنبر 2007 والمقاطعة العارمة للإنتخابات مؤشرات قد تساعد العدل والإحسان على تدشين دخولها السياسي من موقع قوي لتقول للجميع أنها لازالت المعارضة الأولى خارج البرلمان، خصوصا في ظل التشويش الذي مارسته تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار.
في المقابل نجد حاجة المخزن إلى سلم اجتماعي يمكنه من تطبيق إملاءات المؤسسات المالية الدولية مما يحتم عليه تحييد العدل والإحسان من الصراع وبالتالي سنكون في صلب المعادلة: القمع/ الإحتواء.
فهناك سياسة تروم عزل العدل والإحسان من خلال:
1- توسيع جبهة الرفض داخل اليسار لتمتد إلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وفتح ملف الشهيد (الطالب والحقوقي آيت الجيد بنعيسى غير مفصولة عن هذا الرهان).
2- اتهام المخزن للعدل والإحسان بالإرهاب ولو ضمنيا، وذلك على خلفية انفجار مكناس 2007 مما يوحي بأن السلفية الجهادية- التي اعتقل جل أنصارها- لم تعد هي الخطر الوحيد بل انضاف إليها تطرف العدل والإحسان لأنه بوابة العنف.
فوضع العدل والإحسان في خانة التطرف/الإرهاب قد يضع حاجزا بينها وبين باقي الحركات الإسلامية الباحثة أصلا عن صك البراءة.
وفي ضربة استباقية غير متوقعة، يكون حل حزب البديل الحضاري، وتابعة الأمين العام للحركة من أجل الأمة، بمثابة قطع الطريق أمام العدل والإجسان لكي لا تستقوي بهذه الحركات، على اعتبار أن وحدة العمل الإسلامي قد تقلل من مخاطر استهداف الحركات الإسلامية.
إن قيام وزارة الداخلية بعزل بلكورة عمدة مكناس والمحسوب على العدالة والتنمية ونحن على أعتاب الإنتخابات المحلية، إشارة قد تجعل الطرق السيارة للتفاوض مشرعة على كافة الإتجاهات بما فيها عودة الدفء للعلاقة بين المخزن والعدل والإحسان.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تؤكد إصرارها على توسيع العملية البرية في رفح


.. شرطة نيويورك تعتدي على مناصرين لغزة خلال مظاهرة




.. مشاهد للدمار إثر قصف إسرائيلي على منزل عائلة خفاجة غرب رفح ب


.. أحمد الحيلة: قرار الجنائية الدولية بحق إسرائيل سيحرج الدول ا




.. في ظل تحذيرات من تداعيات عملية عسكرية.. مجلس الأمن يعقد جلسة