الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// سؤال المرحلة

بلكميمي محمد

2009 / 4 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تناول الفقيد عبد السلام المؤذن في صفحة- راي من جريدة انوال – فكرة- " سؤال المرحلة" وقال في التسعينات من القرن العشرين ، ان الزلزال التاريخي الهائل ، الذي هز جغرافية المعمور من اقصاها الى اقصاها ،، عما يعبر ذلك الزلزال ؟ .
ذلك الخراب ، الذي كان يوما من الايام ، من خصوصيات العالم الثالث .. والذي انتقل الى الى ضفاف نهر الدانوب الازرق ، في قلب روما .. ما ذا يعني ؟
تلك الفوضى الجامحة التي عمت كل شيء .. كل شيء .. من النظم السياسية ، الى النظم الاقتصادية ، الى نظام الدول الامبراطورية ، الى المنظومات الفكرية الكبرى التي انهار شموخها وفقدت نظام منطقها .. ما دلالالتها ؟
ان ذلك يعني من وجهة نظر الفقيد عبد السلام المؤذن ، ان العالم الذي عشنا فيه .. واكلنا وشربنا فيه ،، وتعودنا على الحياة فيه ،، هذا العالم ، لم يعد قابلا للسكن والايواء ،، لانه يتهاوى قطعة قطعة ، امام اعيننا .
اننا نعيش الان يقول عبد السلام المؤذن ، اللحظة التي سماها نوح بالطوفان .. وسماها هيجل بنهاية التاريخ .. وسماها ابن خلدون بنهاية العالم ( بعد تامله في سقوط اخر امبراطورية مغربية ) .. وسماها علماء الفيزياء الفضائية بالانفجار العظيم Big Bang لكن لحسن حظنا ان التاريخ مصنوع بطريقة تجعل النهاية لا تنفصل عن البداية ، والموت لاتنفصل عن الحياة ،، والعدم لاينفصل عن الوجود .
فمن مستنقع العفن تولد الحياة ، ( كما كان يقول ماركس ) ..
وعلى انقاض الخراب ، يقوم البناء .. ومن صلب القديم ، يبزغ الجديد .
ذلك هو قانون الوجود الابدي وحدة فانقسام ،، ثم وحدة فانقسام ، ثم وحدة فانقسام ، وهكذا في دورة لانهائية .
في اعتقاد عبد السلام المؤذن ، اننا نعيش ثالث اضخم انقسام تاريخي في العصر الحديث .
كان الاول ، هو انقسام البورجوازية عن الاقطاع ، ( وظهور عصر النهضة الاوربية ).
وكان الثاني ، هو انقسام الامبريالية عن البورجوازية الكلاسيكية ، ( وظهور المعسكر الاشتراكي والعالم الثالث ) .
والان كما قال عبد السلام المؤذن ، نمر بمرحلة انقسام العالم الثالث عن الامبريالية ، وتحرره منها .
وليست حرب الخليج الامبريالية ، الا تعبيرا عن هذا الانقسام التاريخي الثالث .
وطبعا ، في كل عصور الانقسام ، يحاول رموز النظام العالمي القديم ، الذين يرعبهم ذلك ان يهبوا لانقاذ العالم ، الذي يتهاوى امامهم .
هكذا سيتقدم غورباتشوف ، معتقدا انه بالكفر بجزء من ملة لينين ،، سيتمكن من انقاذ نظام لينين .
وهكذا ، سيتقدم بوش ( الاب ) ، معتقدا انه بتدمير العراق ،، سيدمر ( مشروع العراق ) .
وسيتقدم اليوغسلاف الصرب معتقدين انهم بتفجير الحرب الاهلية ،، سيعيدون اللحمة الى الدولة المنهارة .
وسيتقدم عسكر الجزائر ، معتقدين انهم باكتساحهم للملتحين سيسحقون تيار الملتحين .
وفي المغرب ، يبدو ان الحاكمين يريدون نهج طريقة خاصة جدا ، ومغربية جدا .
انها طريقة الحقن ،، أي انقاذ المريض عن طريق اسعافه ببعض الحقن ، المقطرة جرعة جرعة .
وفي اعتقاد الفقيد عبد اللاسم المؤذن ان الدستور المراجع انذاك والذي سينزل على الشعب للاستفتاء عليه سيعالج الوضع .
لكن ازمة المغرب كازمة العالم ، عميقة جدا جدا ، ، ولا يعتقد عبد السلام ان مجرد تعديل هذا البند او ذلك من بنود الدستور ،، سيكون قادرا على اطفاء نارها .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل