الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لويزا موركانتيني

عدنان شيرخان

2009 / 4 / 1
حقوق الانسان


من العدل والواجب ان تقابل الحالة القصوى من الالتزام والوفاء بحالة قصوى من الاحترام والاعجاب، وهذا ما حدث تماما مع السيدة الرائعة لويزا موركانتيني نائبة رئيس البرلمان الاوروبي، التي حضرت الى المؤتمر الدولي للمراة العراقية الذي انعقد في البحر الميت بالاردن الاسبوع الماضي.
شاركت بهمة عالية وفعالية وحضرت جميع الجلسات وفي اذنها سماعة جهاز الترجمة الفورية وبيدها قلم تسجل فيه الملاحظات، تكلمت وقاطعت وناقشت عندما كان ذلك ضروريا، وسكتت وصمت واعارت الانتباه، عندما كانت تدرك ان كلامها لا يضيف شيئا الى ما قيل، على عكس من اراد ان يتكلم فقط من اجل الكلام، وليقال ان فلانا تحدث، وعندما تستجمع او تعيد كلامه ترى انه لا يعدو مقولة يعيش السمك في الماء، او يذهب التلاميذ كل صباح للمدرسة ليتعلموا.
بقت في كرسيها مع اقل من ثلث الحضور الذي بقى حتى اللحظات الاخيرة من المؤتمر، لم تغادره كما فعل الكثيرون، بحجة حضورالتكسي الذي ينتظر لنقلهم الى العاصمة عمان، حافظت على جديتها ولم يفتر اهتمامها مع قلة الحضور.
في المساء وعلى طاولة العشاء، قالت : " اكن احتراما كبيرا للاديان، ولكن ديني هو حقوق الانسان، ومذهبي هو حقوق المرأة بشكل خاص"، تحدثت عن معاناة النساء في مختلف انحاء العالم، وقالت الامر يعنينا جميعا، لاننا ببساطة نظراء في الخلق، اللون والعرق والدين واللغة لايمكن ان تفرق البشر. تغير لون وجهها وازدادت نبرة صوتها حدة عندما تحدثت عن معاناة المرأة الفلسطينية تحت ظل الاحتلال والعدوان الاسرائيلي، كانت في غزة بعد وقف اطلاق النار مباشرة، هالها ما رأت من مآس، تحيي في كل مناسبة صمود الام والزوجة الفلسطيني، اوجزت بقولها ما يحدث هناك فظيع وفوق تحمل البشر.
تتعاطف بشدة مع نساء العراق، وتراقب عن كثب ما يحدث في العراق، وسبق لها ان زارته خلال سنوات الحصار الاقتصادي الجائر على الشعب العراقي، وصفت نشاط المجتمع المدني العراقي خاصة المنظمات النسوية بأنه مثير للاهتمام، ويستحق المتابعة، وأنها تتوقع وتأمل ان تسير الامور قدما الى امام، تعرف العديد من الناشطات النسويات العراقيات وتربطها ببعضهن صداقات، تكلمك وكانك تعرفها من سنين طويلة، تدخل في صلب المواضيع مباشرة بشكل مبسط وخال من اي تعقيد.
امراة في العقد السابع من عمرها، ومن ناشطات اليسار الايطالي، تعيش في روما وتسافر مساء كل احد بالقطار الى مدينة ستراسبورغ في فرنسا حيث مقر البرلمان الاوروبي وتعود ثانية الى روما عصر يوم الجمعة، بلا موكب او حمايات مسلحة يخرجون نصف اجسادهم من شبابيك السيارات ينهرون الناس ويرهبونم. تقول انها ستتقاعد قريبا بعد ان مضت نحو 10 سنوات في البرلمان الاوروبي، وانها ستعود للتفرغ لخدمة المجتمع المدني وقضايا المرأة.
الا تستحق هذه السيدة منا وقفة تأمل واستدراك، لانريد مقارنتها باحد لان من يقارن بها يظلم ويخسر، ولكن لنأخذ من همتها وجديتها وبساطتها شيئا قليلا، ولنعلم ان بأمثال هذه المرأة يتقدم الغرب علينا كثيرا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذيرات أممية من حظر إسرائيل وكالة الأونروا.. ما التفاصيل؟


.. الأمم المتحدة: نصف مليون لبناني وسوري عبروا الحدود نحو سوريا




.. مستوطنون حريديم يتظاهرون أمام مقر التجنيد قرب -تل أبيب- رفضا


.. مسؤولة الاتصال في اليونيسف بغزة: المستشفيات تعاني في رعاية ا




.. الأمم المتحدة: أكثر من مليون نازح في لبنان