الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتاجرة بارواح الشعب

جمال المظفر

2009 / 4 / 3
الادارة و الاقتصاد


من حق اي موظف ان يعمل في التجارة او اية مهنة اخرى تعينه على ايجاد مورد اخر لتحمل مصاعب الحياة والثورة التي رفعت الاسعار والايجارات بعد عملية التغيير ، فقد تعود ابناء هذا الشعب منذ عقود على ان يوجدوا لانفسهم مهن اخرى اضافية تساعدهم على العيش بدرجة مقبولة ، ولكن لاان يتاجروا بارواح الشعب فذلك خط احمر لايمكن السكوت عليه وتعد جريمة ابادة جماعية ...
فلا غرابة في أن يعمل الاستاذ الجامعي سائق تاكسي وحامل الماجستير حمالا في سوق الشورجة والمثقف بائع صحف في الباب الشرقي والمعلم بقالا وهلم جرا ... لان مايحصل عليه الموظف لايكفي لشراء ارغفة لايام معدودة ..
وكما قلنا فأن من حق كل موظف حكومي العمل بوظيفة اخرى غير حكومية لاان يجمع بين وظيفتين حكوميتين كما يجري الان في العراق الديمقراطي التعددي ، فهناك موظفون يستلمون اكثر من راتب بينما مئات الالاف يعانون من البطالة .. وهناك موظفون مرتشون واخرون فاسدون ، يتلاعبون بقوت الشعب ومصادر عيشه … فالخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام حول قيام عصابة من منتسبي وزارة الصحة باستبدال ادوية مرضى القلب والمصابين بالذبحة الصدرية بادوية مغشوشة تحتوي على الطحين والسكر كان صدمة للشعب العراقي ، اذ انه لم يكن خبرا عاديا ، بل كان فضيحة كبرى تهز كيان الشعب باكمله الا المفسدين منهم لانهم بلاضمائر ولا اخلاق ولايقلون شأنا عن الارهابيين الذين يقتلون الشعب بدم بارد ... فلو تمت هذه العملية بنجاح لمات اكثر من ( 120 ) الف مريض يعتمدون على هذه الادوية اعتمادا كليا …
هل تعي الحكومة حجم الجريمة وابعادها ، وكم هو عدد المرضى الذين توفوا بسبب وصفة دواء مغشوشة ظنا منهم بانها ستساعدهم في البقاء على قيد الحياة لانهم بدونها سيتخثر الدم في شرايينهم ويموتون ...
هذه الزمرة التي نفذت تلك العملية القذرة فضلت الربح الحرام على ارواح المرضى ، فالادوية التي يصل سعرها الى اربعمئة دولار قد بيعت الى اقليم كردستان بمبلغ مئة دولار ، اي اقل بثلاث مرات من سعرها الحقيقي ، وهؤلاء المجرمون يعرفون حجم جريمتهم وهي القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد والتي تصل عقوبتها الى الاعدام ...
هذه الجريمة اذهلت العراقيين وجعلتهم لايثقون بالمؤسسات الصحية الحكومية ولابأدويتها ، وطالما سمعنا من مواطنين بان الادوية التي يتعاطونها ليست ذات فعالية ، وربما كل ادوية المضادات الحيوية مغشوشة او منتهية الصلاحية وتباع على انها اصلية وحديثة التعبئة ... فبعد هذه الفضيحة هل يمكن للحكومة ومؤسساتها الصحية ان تستعيد ثقة المواطن بها ام انه سيبقى يشك في كل مايرده منها ...
تنامي الفساد في العراق بات يقض مضاجع العراقيين ، فبعد ان تخطى كل مفاصل الحياة بحيث لايمكن لاي مواطن ان ينجز معاملة او ان يتقدم للتعيين في اية دائرة حكومية دون ان يدفع مبالغ عالية كرشى للموظفين ، والمشكلة هي في المحاصصة والتعيينات الخاطئة وسوء تقدير لاصول بعض المحكومين الذين سجنوا بسبب اختلاسات اوتقاضي رشا ، فليس كل سجين يعد مضطهدا سياسيا ، لان السجين السياسي لايتاجر بنضاله ولايطمح بمكاسب من وراء هذا العمل الذي يعتبره امرا طبيعيا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متى نتخلص من المجرمين
عزيز الملا ( 2009 / 4 / 2 - 23:49 )
الاخ الكريم جمال المظفر /تحيه طيبه/
انك تبحث في الشان العراقي بكل التفاصيل وهذا دليل لايقبل الشك بانك من القلائل الذين يهمهم الوطن وابنائه
واتذكر جيدا عندما كنت تقلب قصص المجرمون فتحولها الى ماده صحفيه رائعه هدفك الاسمى هو الانسان
اما آن الاوان ان نتخلص من الشراذم التي تفتك بنا يوميا بوسائل مبتكره وبعيده عن اخلاقيات الشعب العراقي
اخي جمال /منذ ثلاثة اشهر وانا اراجع الدوائر الفاسده فبدات بتغيير هويات الاحوال الشخصيه لافراد عائلتي واصدرت لهم شهادات الجنسيه وبدات بمعاملة العوده كوني هجرت من العاصمه الى البصره فلم اعود الاومعي كتاب من دائرة الهجره ودائرة الهجره تريد كتاب من مديرية التحقيقات الوطنيه وهذه الاخيره تريد كفيلا وصور افراد العائله ووتاييد المجلس البلدي وهذا الاخير يجب ان يزودنا بكتاب نقل الاثاث ويجب ان يكون صادرا من المحافظه ومجلسها وفي العاصمه يجب ان تكون لديك شهود يثبتوا انك كنت من الساكنين في العاصمه وتبدا معامله من جديد لنقل التموينيه وبطاقة السكن
اما معاملة العوده للمهجرين فقد يحتاج لها اكثر من مقال
كل هذا روتين هدفه ابتزاز المواطن واذلاله ويجعلنا في دوامه لاتنتهي
لقد تعبنا من كل شيئ يااستاذ جمال فمتى يقدم اولئك المجرمون الذين يسرقوا ادوية المرض


2 - شكرا لهذا المرور
جمال المظفر ( 2009 / 4 / 3 - 14:19 )
الاخ العزيز عزيز الملا
تحية طيبة
اشكرك على هذا المرور الدائم
الفساد في العراق مشكلة كبيرة ، وبات يتغلغل في كل مفاصل الحياة
بل انه بات يدخل مكاتب المسؤولين، وبات المسؤول مرتشي ، ويدخل الاقارب والحبايب والنسايب في دائرته المغلقة ..
اعرف ماتعانيه بالضبط ،وانت تعرف مطاردات النظام الصدامي لنا بسبب بطاقة السكن ، او بالاحرى لانك جنوبي ولايحق لك السكن في بغداد ، اما حبربشيته فيحق لهم السكن والعبث بها وانتهاك حرمة نسائها ...
المشكلة كبيرة والله وحده القادر على اخراجنا منها
تحيتي وتقديري
جمال المظفر

اخر الافلام

.. حسام بدراوي يحلل الأوضاع السياسية والاقتصادية بمصر تزامنا مع


.. معدن الكولتان في كينيا.. اكتشاف قد يغير اقتصاد البلاد ومصير




.. إنتاج -الأرزّ اللحمي- في مختبر بكوريا الجنوبية لحل أزمة المج


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الاثنين 17-6-2024 بالصاغة




.. حزب المحافظين البريطاني يواجه خسائر تاريخية في الانتخابات ال