الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة البوليساريو وخرافة الدولة

محفوظ مديان

2009 / 4 / 1
السياسة والعلاقات الدولية


استيقظت عصابة " البوليساريو" على وقع اقتراح المغرب لمشروع الحكم الذاتي في الصحراء الغربية , وقبل هدا سبق أن مهّد المغرب الطريق لهدا المشروع وتجلّى دلك في إنشاء الرباط للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ويضم مختلف الهيئات والفعّاليات السياسية والحزبية والمدنية الناشطة في الإقليم.

ومعلوم أن النزاع على الصحراء الغربية يعتبر أقدم نزاع في القارة الإفريقية , وعلى هدا الأساس جاء المقترح المغربي البنّاء ليحدث تحول وقفزة نوعية في تاريخ الصّراع , حيث وصفه مجلس الأمن الدولي بالمقترح الشّجاع ودي مصداقية , وفي نفس المضمار أعربت الإدارة الأمريكية عن تأييدها المطلق للحكم الذاتي , ويذكر أن كثير من الدّول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا و إسبانيا أوصت "البوليساريو" بضرورة الانفتاح واغتنام الفرصة ودراسة المقترح المغربي بجدّية باعتباره طرح ناضج وراقي وواقعي ; للعلم المغرب وصفه بالاقتراح الأوحد والأكثر قابلية للتطبيق على أرض الواقع وأعرب عن نواياه الصّادقة وعن مدّه ليد التسامح والتصالح كعربون عن حسن النّية , لكن كان ينتظر في المقابل تجاوبا وقبولا دون تردّد من قبل "البوليساريو".

توقّع كثير من المراقبين أن تقول "البوليساريو" بكل جرأة وصراحة أنها تقبل بالمقترح المغربي , لكن هدا لم يحصل إطلاقا...إذ طلبت البوليساريو بضم هدا المقترح في إطار استفتاء للإقليم يشمل الانفصال وهدا هو المأمول من قبل هده الأخيرة . ممّا اعتبره المغرب مراوحة في ذات المكان.

وحتّى لا يتم التحليق في الهواء الطّلق , بادرت الأمم المتحدة واستطاعت ترتيب 4 جولات من المفاوضات بحضور مراقبين دوليين في "منها ست" الأمريكية لم تصل إلى أي نتيجة تذكر سوى الدّوران في نفس الأسطوانة بسبب تعنّت "البوليساريو" واستخدامه لنفس الوفد الذي ظلّ يفاوض به مند 30 عاما , وهدا إن دلّ على شيء فهو يدلّ على أن الوفد الممثل للبوليساريو أصبح في موقف شديد الارتباك , ناهيك عن احتكاره وتسلّطه وإنفراده بحق الشعب في تقرير مصيره بنفسه في إطار الشرعية والقرارات الدولية.
يذكر أن المغرب طالب "البوليساريو" بالتّخلي عن كل ممارساتها السابقة حتى يتم رسم أرضية صلبة للتفاوض وتشجيع كل محاولات تنظيف البيئة.
وفي نفس السّياق طالب المغرب الجزائر بالتفاوض معه مباشرة على أساس أن الجزائر هي الحاضن الرسمي للبوليساريو وبالتالي فهما بالنسبة له وجهان لعملة واحدة وأن هدا الخداع لم يبقى له ما يبرّره , وأن الجزائر ترتكب خطأ إستراتيجي فادح عندما تشجّع طرف على الانفصال على حساب ليس فقط وحدة المملكة المغربية بل على حساب وحدة المغرب العربي المرتكزة على 5 دول هي المكوّنة والمشكّلة للإطار العام له.

و إدا كانت "البوليساريو" لا تقبل بأي حل وسط , فمادا قدّمت للشعب الذي تحاصره في مخيمات تندوف , ألا يعاني هؤلاء من مطرقة الجوع والفقر والبؤس والأمية والجهل والفراغ حتى اجتمعت عليهم كل مصائب الدّنيا , ما هو الإنجاز الذي استطاعت تحقيقه "البوليساريو" سوى وصول القهر لمداه حتى فاض ووصل السيل الزبى.
وفي المقابل تحوّلت المناطق الجنوبية من المغرب إلى نعيم حيث المنتجعات السياحية والأراضي الخضراء تلفت انتباه السياح والزوّار من مختلف أصقاع العالم حيث ارتفع دخل الأفراد ومعدل التنمية زاد وهدا كلّه بفضل المشاريع التنموية والنهضوية التي أحدثت فارق مكشوف بين من يعيش في المغرب وبين المختطفين المساكين الدين يقبعون عند "البوليساريو".

وإذا كانت "البوليساريو" تختطف شعب لصالح بروباكاندا إقليمية وأجندة جزائرية تحديدا وتأخده رهينة على أساس كسب تنازلات من الجانب المغربي , فالسؤال الذي يبقى يعتصر ويمزّق قلوب كل الحقوقيين في العالم والمراقبين المنصفين الدين يتعاطفون طواعية مع المدنيين الأبرياء الدين يقبعون في خيمات تندوف , إلى متى هدا الهروب من مستحقات الوضع الدولي من قبل هؤلاء المتخاذلين...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - برافو عليك
مختار ( 2009 / 3 / 31 - 23:04 )
تقول (السؤال الذي يبقى يعتصر ويمزّق قلوب كل الحقوقيين في العالم والمراقبين المنصفين الذين يتعاطفون طواعية مع المدنيين الأبرياء الدين يقبعون في مخيمات تندوف , إلى متى هذا الهروب من مستحقات الوضع الدولي من قبل هؤلاء المتخاذلين...؟)
لو كنت تؤمن فعلا بهذا الكلام المراوغ لما تجاهلت أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، لأنها كانت مستعمرة أسبانية بين 1884 و1975 (تاريخ احتلال المغرب لها بعد جلاء الأسبان) ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق الدولية التي تنص على أنه من حق كل شعب متواجد على أرض كانت مستعمرة أن يقرر مصيره بحرية). ولا مجال للعودة إلى التاريخ لأن هذا سيفتح بابا للمغامرة لن يوصد. أما حديثك عن التأييد الذي يلقاه المغرب هنا وهناك فهي المصالح الأنانية تفعل فعلها، وإلا كيف يحاصرون أندونيسيا حتى اضطروها إلى قبول استقلال تيمور الشرقية ونفس الشيء في كوسوفو التي انفصلت عن سربيا بينما يسكتون عن قضايا عادلة أخرى في العالم؟
المغرب رفض هذه الحقيقة ولا يزال، فكيف تتحدث أخ محفوظ عن مستحقات الوضع الدولي؟ وكيف يدعي المغرب مغاربية الصحراء الغربية بينما كان قد تقاسمها في البداية مع موريتانيا التي كانت هي الأخرى تطالب بها منذ عهد مختار ولد دادة؟
ألا تعلم


2 - يال العجب
مناضل تقدمي ( 2009 / 4 / 1 - 14:04 )
من المستحيل عدم مقاربة هذا الموضوع مع جل النشرات الإخبارية على القنوات الرسمية والتي تطبل باستمرار لسياسة النظام القائم على هذه الأرض التي هي وطننا..... الخ
ملاحضات:ه
بداية الكاتب كانت بنعت البوليساريو بالعصابة و تبدو التتمت منسجمة بما يكفي مع البداية

الشرعنة -للمملكة المغربية- أي لأتقراطية معينة عن طريق الدفاع عن -وحدتها- وهو منطق ساد لمدة معينة (وللإحالة سمية بسنوات الرصاص) ه

ختم المقال بالتبجح بارادة الشعب الصحراوي مع أن الكاتب انتقد بضعة سطور قبل ذلك اجراء استفتاء


3 - تصحيح
بيقرناف سعيد ( 2009 / 4 / 1 - 15:59 )
مما لابد الاشارة اليه أن الكاتب لا زال يتخبط في أوحال التحيز و عدم الحياد فالجلي أن الكاتب لم يتحرر من النزعة القومية أثناء التحرير فمند البداية و المحرر ينهال على جبهة البوليساريو بالالفاظ البديئة و القدحية وهذا يتنافى مع ضوابط الصحافة المتجلية في الحياد و الأكيد أن هذا الخطاب ليس مقالة بقدر ما هو تعبير عن راي شخصي مشبع بالخلفية السياسية للدولةالمغربية والتبجح بالانجازات الوهمية للدولة المغربية في الاقاليم الصحراوية و التفوه بمصطلحات ضبابية من قبيل مستحقات الوضع الدولي و الذي لم أجد له فهما؟؟؟

اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان