الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل الحزب الذي لم يوجد بعد

عبد العالي الحراك

2009 / 4 / 1
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


لا اقصد به حزبا محددا,وانما اي حزب يهتم بالحياة في الوطن في المقام الاول,من خلال فكرواضح واهداف واضحة,صادق في التعبيرعنها, يلتف حوله الشعب الذي يعبرعن مصالحه ويسيرفي الطريق الصحيح ويحقق النتائج الوطنية الملموسة.
فليكن حزبا وطنيا ديمقراطيا يحمل نظرية وطنية ومنهج وطني انساني تطبيقي,يجمع جميع الاحزاب الوطنية الديمقراطية المعلنة اسمائها ورؤؤسائها والمختفية حركتها عن الناس,الا في مناسبات عامة كالانتخابات التي تفشل فيها ولا تراجع نفسها ولا تبحث عن البديل الكامن اولا في ضرورة وضوحها ووحدتها.
فما المانع الذي يمنع الحزب الوطني الديمقراطي العراقي وانصارالزعيم الخالد عبد الكريم قاسم,مثلا ان يتحدا في حزب واحد وكذلك الديمقراطيين المستقلين وان ينتخبوا رئيسا لهم؟ الا يوجد القائد الوطني الوحدوي الناضج الذي يفهم جيدا نظريته ومتطلبات المرحلة,الذي يتحرك بين الجميع داعيا للوحدة في اطار حركة وطنية صاعدة؟
كي ينجح اليساري الوطني,يجب ان يطرح نفسه وطنيا متجردا من الماضي ورموزه,وان يعجن فهمه لنظريته في وطنية حقيقية وخطى وطنية متقدمة,بعيدا عن الانانية الذاتية..ومن خلال المواقف المعلنة, لا يبدوا ان هناك في الافق املا قريبا في توحيد قوى اليسار بجميع توجهاتها,لاسباب يصعب وصفها,رغم الفشل الكبير الذي تعاني منه جميع الاطراف.
الاحزاب الوطنية والديمقراطية يجب ان تنزع انفرادها وتشتتها وتلتقي على الوطنية والديمقراطية والعلمانية,وتوحد قياداتها وتحقق اتفاقها وتفاهمها والتوجه الى الشعب,خاصة الشباب بابسط الاساليب والخطاب الوطني الواقعي.ومن لم يجد في نفسه الظهورالوطني فليفسح المجال لغيره من الشباب.
لقد دفعت المصالح الطائفية قادة احزاب الاسلام السياسي,لأن يتوحدوا في ائتلافاتهم الطائفية والعشائرية,ولما اتضح فشل منهجهم وانفكاك الناس عنهم,غيرالبعض برامجه وشعاراته وخطابه واقترب من الوطنية. فلماذا لا يقدراليساري ان يتوحد في سبيل مصالحه الطبقية والوطنية والانسانية ؟ ولماذا لايستطيع الوطني الديمقراطي ان يتطبع مع مصالحه الوطنية ويوحد جهوده,ويظهر ذلك الحزب الواحد في وطنيته وديمقراطيته؟ ويظهر ايضا ذلك الحزب الواحد في يساريته وتقدميته وعدالته,ثم يتحالفا لبناء الديمقراطية الحقيقية التي تهزم الطائفية السياسية والى الابد.
اذا لم يستطع الوطني الديمقراطي واليساري التقدمي تجاوز ذاتهما واخطائهما في ظل تدهور وضع الاسلامي السياسي وانغماسه في فساده وعجزه المطلق..فمتى ينهض الحزب الذي لم يوجد بعد ومتى ينهض الوطن الموجود منذ الابد؟؟..كل ما تحقق لحد الان ومنذ سقوط النظام السابق هو حالة من عدم الاستقرار,وحالة من القلق والتوجس وعدم انصياع القيادات لمتطلبات الحاضر ورؤية المستقبل..يحاول الاسلامي السياسي النهوض من تخلفه وهو ثقيل..لكني ارى الوطني الديمقراطي واليساري يتركا تقدمهما وخبرتهما منشغلين بالمصالح القيادية الذاتية.
ان تلاحم الفكر الليبرالي الوطني الذي يؤمن بالديمقراطية,مع الفكر الماركسي الوطني الذي يؤمن بالديمقراطية ويسعى الى العدالة بين البشر,اساس في المرحلة الحالية للبدء بعملية التنويروالتسريع في ايجاد حزب وطني ديمقراطي علماني, يتعاون مع حزب يساري تقدمي. فهل يستطيع ليبراليوا العراق ووطنيوه الديمقراطيين ان يمزجوا اطروحاتهم المتحررة مع الوطنية العراقية, ومعرفة الاولويات والابتعاد عن خلط الاوراق السياسية بالفكرية والفلسفية وخلق حالة من صراع لا فائدة منها الا للاسلامي السياسي,الذي يسعى الطرفان لتحجميه واشعاره بفشله الراهن والمستقبلي؟
وهل يستطيع الماركسيون الخروج من تقوقعهم الايديولوجي وتحسسهم من نقد الاخروالتعاون معه في سبيل توعية المجتمع وتنويره وقيادته في الطريق الصحيح؟
الوضع في العراق يحتاج الى تحليل علمي وطني,ويحتاج الى لم شمل الجميع وضمهم في عمل وطني مشترك..ان تحول بعض الماركسيين الى الليبرالية لا يعفيهم من دورهم الوطني,دون الانزلاق الخطير وغير المسؤؤل في نقد الممارسات السياسية السابقة للاخرين,لأغراض نظرية وتنظيرية,لا فائدة منها لأحد ولا طائلة ورائها,الا اعطاء الفرصة للتخلف ان يستقر ويقوى.
ان الطرح النظري المجرد والعمومي لا يفيد, بل الطرح الوطني بمعنى ربطه بحالات وطنية معينة. وكلما تكون الاطروحات حية ومعاشة حاليا,كلما يكون ذلك افضل من الانشداد الى الماضي وتجاربه, التي يتشبث بها البعض مقدسا لها,بينما يعتبرها الاخر فاشلة.يجب التفكير والعمل من اجل ولادة الحزب الذي لم يولد بعد, وهو حزب وطني ديمقراطي وحزب يساري تقدمي عادل.. يتآلفا ويتحالفا عبد العالي الحراك 29_3_2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيدي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 1 - 13:28 )
تحية في هذه المقالة وألتي سبقتها طرحت مجموعة من الافكار والاسئلة المهمة والتي أتمنى أن تجد الطريق لرؤياك. محبتي

اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza


.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع




.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل