الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات الأيرانية بين دول الممانعة ودول الأعتدال

ابو الفضل علي

2009 / 4 / 2
مواضيع وابحاث سياسية




أن الصراع بين أيران وبعض الدول العربية , سيما دول الخليج العربي وعلى رأسها العربية السعودية أصبح من الأمور التي تحتاج الى وقفة جدية من قبل أطراف الصراع , وقفة تكون عبر الحوار المباشر طبقاً للمصالح المشتركة بين هذه القوى وبعيداً عن التأثيرات الخارجية التي لاتجعل من الحوار حواراً أيجابياً يمكن أن يساهم في حل كثير من القضايا الخلافية والتي بدورها تفئ بظلها على شعوب المنطقة وتجنبها ويلات ومخططات الدول الأجنبية التي لها مصالحها الخاصة , والسؤال المطروح هو هل أن هنالك أطار يمكن أن تحل فيه جميع القضايا الخلافية بما يخدم مصالح شعوب المنطقة ؟
أننا نعتقد بأن الأطار الأمثل يكون تحت ظل منظمة المؤتمر الأسلامي بعيدا عن التدخلات الخارجية . فالصراع القائم بين أيران ودول الممانعة العربية من جهة وبين دول الأعتدال العربي من جهة أخرى هو صراع شائك بسبب وجود التدخلات الخارجية فأذا ما أخذنا النوازع التي أدت الى أصطفاف دول الممانعة العربية الى الجانب الأيراني نراها نوازع تحاول الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه العربي في صراعه مع الصهيونية العالمية الجديدة , سيما وأن أحتقار الهوية العربية وقداسة الدم الصهيوني كان واضحا لدى المتتبعين للأحداث التي جرت على أرض الواقع وللأسف كان من نتائج العدوان على غزة أصطفافين أحدهما غربي أمريكي وكان أصطفافاً قوياً والأخر أصطفافاً عربي لم يرتقي الى مستوى المسؤولية أسفر عن أنقسامات عربية واضحة ألقت بظلالها على المنطقة العربية وزادت من الأحباط الذي تعيشه الشعوب العربية .
أما المسائل التي نعتقدها كامنة خلف دول الأعتدال العربي بما فيهم بعض دول الخليج فهي تتمثل بوجود قيود ومواثيق قديمة كانت قد أعطتها هذه الدول الى المعسكر الغربي والمتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وتمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تعزيز هذه المواثيق بعد حرب الخليج الأولى التي دخل فيها النظام الديكتاتوري دولة الكويت . فقد شعرت هذه الدول بضرورة أقامة تحالفات أقليمية و أمريكية للحفاظ على مستقبلها السياسي ولتكون خارج أطار خارطة الطريق التي وضعها المعسكر الغربي وكانوا على علم مسبق بكل ما سيجري من تغييرات جيو سياسية في المنطقة . أما المسألة الثانية فكانت متمثلة بالأصطفاف المذهبي وهي مسألة قديمة وكانت أيران وتركيا هما مركزا القرار في هذا الأصطفاف ثم تولت المملكة العربية السعودية هذه المسؤولية بعد تركيا , فأصبح طرفي النقيض هما السعودية وأيران وبدأت اللعبة السياسية تأخذ طابعاً جدياً وبوتيرة متصاعدة ففي ظل تردي الثقافة العلمية العربية كان هنالك تقدم علمي ومعرفي في الجانب الأيراني ونتيجة للتحالفات المسبقة أرتكبت دول العتدال العربي أخطاء أستراتيجية أدت الى ترك فراغات سرعان ما أستثمرتها السياسة الأيرانية وكانت أبرز هذه الأستثمارات هو دخول أيران على الساحة السياسية اللبنانية فكانت هي المرتكز الأساسي وراء صمود حزب الله في لبنان عام 2006 ضد الهمجية الصهيونية الأمر الذي ترك شعاراً واضحاً رفعته أيران والمتحالفين معها هو ( أن ما تتخلى عنه دول الأعتدال العربي لن يكون لقمة سائغة في فم الصهيونية العالمية ) ورفع الشعار مرة أخرى في الهجوم البربري على غزة , أما في العراق فكان الفراغ العربي واضحاً بوضوح السياسة العربية التي قدمت العراق على طبق من ذهب الأمر الذي جعل من الساسة الأيرانيون أن يقفوا وقفة جدية في مل هذا الفراغ والحد من طموحات المعسكر الغربي والصهيونية العالمية في بلاد الرافدين وكان هذا واضحا فثماره أتت أكلها في الأتفاقية العراقية الأمريكية التي مرت بمراحل صعبة للغاية والتي أدركت من خلالها أمريكا أن المفاوضات تجري مع ند قوي لايمكن هضمه وان كان في المعدة فشعرت أمريكا بأنه من الضروري مغازلة الجانب الأيراني الذي يمثل الشوكة في خاصرة المصالح الأمريكية في المنطقة , وأن كان على حساب الدول العربية التي رمت بأوراقها في سلة أمريكا ومن خلفها , من أجل ذلك كان لابد أن توجيه هذه الأشارة الى من يمتلك القرار أن يعيد ترتيب أوراقه من أجل مصلحة المنطقة من جهة ومصلحة شعوبهم من جهة أخرى , فقتل أيران عن طريق التحالف مع الصهيونية معناه أعطاء جرعة من الحياة للصهيونية وأطفاء نور المقاومة الذي يعلم سياسيو الاعتدال قبل غيرهم أنه الأمل الوحيد تجاه سياسة صهيونية لاتقيم أعتبار لأي شئ سوى بناء دولة على جراحات العرب فأسد الغابة لايميز بين ألوان الثيران لأن طعمها في النهاية واحد .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت