الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسوأ مهنة في التاريخ

حنين عمر

2009 / 4 / 3
الادب والفن



كان يجب أن أسترجع أغنية ما...أغنية لم اسمعها منك بعد.

وأن أجد ورقا فيه مساحة حرية كافية لرسم صوتك بكل تفاصيله الشهية، بكل نوتاته الدافئة حد البكاء، وبكل ما فيه من بيوت وأطفال وشوارع وشناشيل ونخيل و مراكب وحنين و ألم وسمك مسقوف و...و...و.../ الى آخر الذاكرة/.

كان يجب أن أجد قدرتي السحرية الضائعة التي أوقفني ضياعها عن الكتابة طويلا - طويلا جدا- وابقى اختفاؤها من بين أصابعي جميع أوراق " الوورد" التي ضاعت مع ضياع صديقي " اللاب توب" في "عمّان" سجينة في زنزانة " الهارد ووير" الى الأبد بينما كانت أقلامي في ذلك الوقت تقضي فترة عقوبتها برأس في مبراة أمام مسلسل تركي لا أعرف عنه سوى أن عدد نوتات "الصول " مبالغ فيها في جنيريك النهاية ! وهذا لأنني كنت مشغولة بأشياء أقل أهمية في نظر القانون وأنا أمثل فرضية أنني أتابع سيناريو " الجبنة الاسطنبولي".

كان يجب أن أجد نقطة الحزن التي ستمكنني من رسم بيان دموعي، وأن أجد اتزاني البارع الذي سيُمكنني من الحفاظ على مهنتي في سيرك الواقع، وأن أجد نفسي التي بحثت عنها في عينيك منذ سنة وستة أشهر و كنت كلما بحثت اكثر اضعتها أكثر ما بين بحر وبحر وما بين جرح وجرح وما بين جنون وجنون- ولتعلم أنني سعيدة بضياعي فيك -

هل أنا مجنونة ؟ ربما...

لكنني اعتقد – للأسف- أنني لست مجنونة تماما، أو لست مجنونة بالقدر الكافي لأكون مجنونة حد اقتلاع القمر من سماء المنفى، أو حد تمزيق كل الستائر البنفسجية التي اشتهيتها وأجبرتك على الركض ورائي ما بين محلات الأثاث لاقتناء اللون البنفسجي كفاية لمحاصرة العالم من شباك بيتنا!

لست مجنونة بالقدر اللازم لجعلك تعرف معنى أن نكون وأن لا نكون، أو لاستنتاج نظرية عاقلة كلية، أو لتركيب وجه اصطناعي مصنوع من "البورسلان" الـ"سينييه" لكي أصبح سيدة وقورة أمام تهريج الحياة !

لست مجنونة تماما لأقع في فخ "أن أكرهك" أو في مصيدة "أن لا أحبك" أو في قبضة " أن لا أكون التي..."، مع أنني مقتنعة تماما أنني "لست التي" و أنك " أنت الذي"، وأن رائحتك التي أميزك بها في العتمة بقدر ما هي من صنع خيالي هي من صنع حنانك.

لست مجنونة بالقدر الكافي وهذا شيء يحزنني حقا لأنني لن أستطيع أن أمنح الأشياء بعدا خامسا، ولا أن أمنح قوس قزح لونا عاشرا، ولا أن أمنح شهريار ليلة أخرى لكي يشاهد آخر فصول الانتخابات الأمريكية ويسمح لشهرزاد أن تخرج للتسوق مع صديقاتها.

نعم – للأسف- يا صديقي....

لست مجنونة بالقدر الكافي لأبقى بعيدا عن ممارسة أسوأ مهنة في التاريخ، بعد أن اقتنعت أخيرا أنه علي بشكل أو بآخر أن أعود إليها ولو بشكل مؤقت حتى لا أبقى عاطلة عن الحلم.

ملاحظة : أحبكَ.
عمّان- الأردن - 13-11-2008
حنين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالدموع .. بنت ونيس الفنانة ريم أحمد تستقبل عزاء والدتها وأش


.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان




.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص