الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحادية متنكرة

جمال الدين بوزيان

2009 / 4 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


بعد أحداث الخامس أكتوبر 1988 دخلت الجزائر مرحلة جديدة ميزها تغير شكل النظام، و تغير طريقة الوصول إلى الحكم، و التعددية الحزبية، و حرية الرأي و التعبير، و حرية الصحافة و الإعلام.
و منذ ذلك الوقت، و نحن نقول بأنها حرية نسبية و تعددية شكلية، و بأن التغيير الحاصل ما هو إلا تغيير في الشكل بينما المضمون بقي نفسه، و أصحاب القرار الأوّل و الأخير هم أنفسهم لم يتغيرو، و مصير الجزائر و شعبها لا يزال بين أيدي نفس الفئة و نفس الأشخاص، و هي أيدي غير أمينة طبعا.
الآن، نحن متأكدون أكثر من أي وقت مضى من أن الجزائر تعرف أحادية متنكرة في زيّ التعددية، فالديمقراطية و الحرية متاحة فقط للحد الذي يجعل الديكور جميلا و المجتمع الدولي راضيا.
المتابع للحملة الانتخابية الرئاسية هذه الأيام يفهم كلامي جيدا، و يتأكد من أن نظام الحكم أحادي مع ماكياج و روتوشات تعددية.
المقارنة بين الحملة الانتخابية للرئيس الحالي "بوتفليقة" الذي يسمي نفسه مترشحا حرا، و بين حملات الترويج لمنافسيه الخمسة الآخرين، يلاحظ الفرق الكبير بين الإمكانيات المسخرة للترويج لبوتفليقة و هي طبعا كل إمكانيات و مؤسسات الدولة بما فيها القدرات البشرية المسخرة طوعا و كراهية، و بين الإمكانيات البسيطة لباقي المترشحين لسباق الرئاسيات، و الذين اشتهروا هذه الأيام في الصحافة الجزائرية بلقب "الأرانب"، و كأنه يوجد اتفاق غير مقصود بين أغلب الصحف على أن السباق في الرئاسيات محسوم لصالح الرئيس الحالي، و أن باقي المترشحين هم مجرد أرانب سباق لاستكمال ديكور الديمقراطية و إعطاء مصداقية للانتخابات.
هناك أيضا قناعة شبه تامة لدى أفراد الشعب بأن النتيجة المرتقبة معروفة، و لا يوجد أي تشويق أو احتمال آخر، كما أن هذه القناعة جعلت أعدادا هائلة من ماسحي أحذية الكبار و محترفي التملق تتجه نحو الرئيس الحالي، لأنه الرئيس القادم، و هو أيضا الرئيس بعد القادم، و الذي يمكن الاستفادة كثيرا من الترويج و التصفيق له (حسب اعتقادهم).
و أنا و من ينتقد الأوضاع السائدة مثلي، نفعل هذا بحرية و بدون إزعاج لأننا جزء من الديكور الجميل للديمقراطية المصطنعة، ديمقراطية العالم الثالث، و إلا ما الذي يمنعهم من السكوت عن كل ما يقال و يكتب؟
و مع ذلك، لا أنكر بأنه خلال سنوات التسعينات الأولى، عرفت الجزائر نوعا من الحرية الحقيقية في التحزب و الصحافة، و ديمقراطية كبيرة في التعبير و إبداء الرأي، لكنها كانت حرية عشوائية و فوضى بدون قواعد، كادت تجعل الجزائر مثل أفغانستان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لغز الاختفاء كريستينا المحير.. الحل بعد 4 سنوات ???? مع ليمو


.. مؤثرة لياقة بدنية في دبي تكشف كيف يبدو يوم في حياتها




.. إيران تلوح بـ”النووي” رسميا لأول مرة | #ملف_اليوم


.. البرهان يتفقد الخطوط الأمامية ويؤكد استمرار القتال




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: لا يمكن إخضاع دولة إسرائيل | #رادار