الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لله درك يا عراق

عبد العالي الحراك

2009 / 4 / 3
كتابات ساخرة


تحملت كثيرا وصبرت اكثر..عذبك السياسيون في الماضي القريب, ويعذبونك الآن..نقشوا في صفحاتك الحالية,كتابات مبهمة في عملية سياسية خطيرة, تبيت لنوايا خبيثة..لا ألحظ فيها احد معك,بكامل وعيه وهمته..خلفوك بدل ان يطوروك..اخروك عوض ان يتقدموا بك خطوة الى الامام.. خرجت سالما بأعجوبة من معاناة مخاض مسلح..اخترقت ارضك الجيوش,مزقت اجساد شعبك القذائف,دنس المحتلون ارضك الطاهرة,ولم يكتفوا بهذا الدمارالهائل,بل يريدون تقييدك بعملية سياسية بدايتها طائفية ونهايتها تقسيمية,طائفية وقومية..(لله درك) يا شعب العراق..قادة طائفيون قبيحون..وقادة قوميون سابقون.. وجدد يفترسون..وطنيون ذابت وطنيتهم في اخاديد انانيتهم,وانت تقاوم وتمانع فساد اداري ومالي ومحاصصة طائفية وصراعات محلية واطماع خارجية..الى اية جهة تنتبه؟ الى الداخل وكل وجوه السياسة فيه تشكل خطرا عليك وتساوم بك لمصالحها..؟ ام الى دول الجوارالتي تريد اقتسامك طوائفا واحزابا وخيرات..؟ ام الى امريكا ودول العالم التي تعتبرك غنيا يجب ان تستثمرعلى ارضك وتحل ازمتها المالية والاقتصادية..؟ (لله درك) ياعراق..متى يزاح السواد عنك ومتى يزول الحزن الذي يغطي جدران الاحياء والشوارع والجوامع والحسينيات..؟ في كل شارع جامع وحسينية مغلفة جدرانها من الخارج والداخل بالسواد..غادرك اهلك الاصليون,صابئة ومسيحيون,وما زال يعاني الاكراد الفيليون.. ادخل الخرافيون وتجارالسياسة في عقل العراقي البسيط المسكين,فكرة ان البكاء واللطم على الحسين وارتداء الاسود في كل عام (ويستمر طوال العام) يدخله الجنة..كان السواد زي نسائك خلال الحروب المستمرة,حزنا على الرجال, ولم يحزن الرجال..اما الان فالسواد زيك (لله درك),حتى الاطفال يرتدون ويحزنون.. لماذا الدين حزين؟ لماذا الدين اسود؟ هل من رجل دين يفتينا (بمثابة نبي),بان الفرح افضل من الحزن,وان الالوان تولد البهجة والفرحة,ولا حاجة للسواد بعد الان..الا من فتوى تقول ان,ارتداء السواد على الحسين,طول الدهرلا يدخل الجنة,بل الاعمال الخيرة للناس هي التي توفر الجنة لفاعليها.. الا من تغيير في السياسة والدين والاخلاق؟ (لله درك) يا عراق.
في فترة حكم احزاب الاسلام السياسي لم يظهر الدين الا ضرره,ولم يطبق جوهره الاصلاحي..اول شيء بنوه وعمروه الجوامع والحسينيات وغطوا جدرانها بالسواد..لم يبنوا مدارس,لم يبنوا جامعات, لم يوسعوا حدائق,لم يزيلوا ازبالا,اغبرت الدنيا في العراق وهي مغبرة.
غادرالعلماء,المطربون والفنانون العراق,فتعمق الجهل والحزن وانتشر السواد..الا من صحوة نحو الحرية,ننظر فيها الالوان..فالطبيعة من حولنا ملونة,في مياهها الزرقاء,نباتاتها الخضراء,جبالها الوردية,ترابها الاصفر,حيواناتها ملونة وطيورها تغرد وتزقزق.فلماذا في العراق كل هذا الحزن وجميع هذا السواد؟ هلى اخرج العراق من عالم الطبيعة؟ ام اختزلت الوانه في السواد؟ العلم يقول ان السواد لا لون,اي انه يمتص جميع الالوان ويلغيها,وان البياض هو الذي يجمع الالوان في طيفها الشمسي الجميل وينشرها في الطبيعة.
لقد حل بنا سواد الاحتلال ثم سواد الطائفية..ثم سواد التدخل الايراني..وهؤلاء جميعا ما زالوا يهددونك ياعراق..لقد اهمل العراق ورفع رسمه من خارطة العالم.. يقولون هل هناك عراق الان؟ حتى ماضيه لا احد يتكلم عنه, بعد ان سرق المتحف ودمرت اثاره وحرقت مكتبته الوطنية. لهذا لم يبق منه الا السواد الذي لا يشع منه لونا زاهيا..لهذا يصح القول والنداء (لله درك) يا عراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي