الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للأسلام السياسي ، لا لأمريكا

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2004 / 4 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يحتدم الصراع منذ عدة أيام داخل أطراف من القطب الرجعي في العراق وبالتحديد المواجهات الدموية بين جماعة الشيعي المتهور المنفلت العقال مقتدى الصدر وبين قوات التحالف بقيادة أمريكا ، هذه المواجهات التي يدفع ثمنها المجتمع في العراق ليزيد من المآسي والاحزان التي ظلت تلازم هذا المجتمع طيلة خمس وثلاثين سنة ، تارة على يد النظام البعثي القومي الشوفيني والآن على يد هذا القطب الرجعي.
ان جماعة مقتدى الصدر التي تريد الأصطياد في الماء العكر وتنتهز فرصة المآسي التي تعيشها الجماهير في العراق لتبادر الى تنظيم صفوفها من العناصر الرجعية وبقايا النظام البعثي وبدعم مادي ولوجستي واضح من الجمهورية الاسلامية في ايران والقوى الارهابية الاخرى في المنطقة ، تدرك جيدا بأن فرصتها الوحيدة للاستحواذ بالسلطة آتية الآن لذا تحتمي بخيمة الفوضى والدمار والفلتان الامني من جهة وتستغل مشاعر العداء لقوات الاحتلال و تمزج كل ذلك بتأيد ومؤازرة سياسة المنظمات الارهابية الاخرى في المنطقة . ان هذه الجماعة الارهابية لو تمكنت من كسب معركتها الرجعية مع أمريكا ، ستطرح دون شك أقذر وأشرس نوع من الحكم في العراق لم يشهد له تاريخ هذا البلد من قبل ، حكم سيبض وجه البعثيين والنظم الدكتاتورية الاخرى ، فالمرأة ستكون الضحية الاولى لسياساتهم والقمع والقتل ومصادرة الحريات والاعدامات بالجملة وفرض الصلواة الاجبارية واستفزاز وقمع الاقليات الدينية و... بالاضافة الى كل ذلك فان كسبهم للمعركة سيعطى جرعات منشطة لمعسكر الارهاب لا في المنطقة فحسب وانما في العالم . ان هؤلاء لايمتون الى الشعب العراقي وأمانيه وتطلعاته بصلة ولا يمتون الى التمدن والتحضر والحياة الحرة الكريمة بصلة كذلك ، انهم من مخلفات القرون الوسطى التي لا تليق حتى بذلك الزمان ، لذا فان شجب وادانة ممارسات جماعة الصدر والعمل على افشال سياساتهم هي مهمة الاحرار ومناصري حقوق الانسان في العالم .
ان الحرب الامريكية على العراق هي التي وفرت الارضية لنمو وظهور وتقوية تيارات الاسلام السياسي الرجعي في العراق وفي المنطقة وها هي امريكا تجني ثمار ما زرعت وتدفع بالمجتمع في العراق الى هاوية حروب رجعية نعلم بداياتها ونجهل نهاياتها.
ان القطب الآخر في العراق ، القطب الاشتراكي الراديكالي اليساري التقدمي عليه الآن تدارك الامر قبل فوات الأوان ، الآن وقد اصبح المجتمع على شفى هاوية ويمر باحلك واعقد لحظاته التاريخية ، عليه ، وأكثر من أي وقت مضى ، أن يبادر الى تنظيم صفوفه وترك خلافاته الايديولوجية والسياسية جانبا ليتمكن من الوقوقف بوجه معركة القطب الرجعي ويفشل مخططاته وسياساته ويناضل من أجل تأمين الامن والاستقرار والرفاه واعادة بناء ركائز المجتمع المدني ، ورحيل قوات الاحتلال بعد المطالبة بقدوم قوات دولية اخرى غير التي ساهمت في الاحتلال ، والدخول في حياة سياسية جديدة تناضل في ضلها الاحزاب عبر أوسع المساحات من الحرية وتطرح بدائلها السياسية ليصار في النهاية الى انتخابات تسفر عن الحكومة التي تتطلع اليها الجماهير ، وأفضلها دون شك هي حكومة علمانية غير دينية وغير قومية وهو ما تستحقه وتصبوا اليه الجماهير في العراق.
7 / 4 / 2004









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مساع للتوصل إلى توافق في قمة سويسرا بشأن أوكرانيا للضغط على


.. قائد قوات الدعم السريع: بذلنا كل ما في وسعنا للتوصل إلى حل س




.. الناخب الأميركي على موعد مع مناظرتين جديدتين بين بايدن وترام


.. خلافات في إسرائيل إثر إعلان الجيش -هدنة تكتيكية- في بعض مناط




.. إذاعة الجيش الإسرائيلي: غالانت لم يعرف مسبقا بالهدنة التكتيك