الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات سريعه في الحزب الاشتراكي اليمني .. والمؤتمر الخامس

ماجد المذحجي

2004 / 4 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لم يتبقى زمن طويل على الموعد المقرر لانعقاد المؤتمر العام الخامس للحزب الاشتراكي اليمني والذي يأتي منتظماً في توقيت انعقاده. أي بعد مرور أربعة أعوام كاملة على انعقاد مؤتمرة العام الرابع. وفي هذا إشارة واضحة إلى انتظام الهيئات الحزبية بعد كارثة الحرب في عام 94 والتي ضربت الحزب وكوادره وقيادته بالإضافة إلى ما شكلته من هزه حقيقية لبنيانه الداخلي. هذا بالإضافة إلى انه أول مؤتمر ينعقد بعد اغتيال الشهيد جار الله عمر الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني والذي كان من ابرز الشخصيات الاشتراكية اليمنية التي لعبت دوراً مهماً في إعادة بناء الحزب بعد تلك الحرب. ويأتي هذا المؤتمر في ظل أحاديث عن استقالة شبه مؤكدة سيقدمها الأمين العام الحالي للحزب علي صالح عباد(مقبل) إلى المؤتمر وأيضاً عن ترشيح الدكتور/ ياسين سعيد نعمان لتولي أمانة الحزب خلفاً لـ(مقبل)، وهو من الشخصيات القلائل الذي يحظى بإجماع من مختلف التيارات المتصارعة في الحزب وفي الوطن أيضاً.. وهذا يأتي حصاداً للسمعة الطيبة التي اكتسبها أثناء توليه رئاسة أول برلمان يمني بعد الوحدة في الفترة الانتقالية.. بالإضافة إلى موقعه كمثقف يمني معروف وموقفه النقدي تجاه الحزب والسلطة في الحرب الاهليه94 .
تبدو هذه مجموعه من المؤشرات الطيبة التي تعكس استقرار الحزب الاشتراكي اليمني بعد فتره طويلة من المصاعب على اكثر من وجه وخصوصاً على المستوى التنظيمي. ولكن شخصياً أرى أن الأسئلة الأصعب والأكثر حقيقية لم يتم طرحها حتى الآن، وهي أسئلة تتعلق بحقيقية دور الحزب على الساحة اليمنية باعتباره اكبر الأحزاب المعارضة هو والتجمع اليمني للإصلاح(إسلامي).. وقدرته على خلق دور حقيقي يؤثر في مجريات الأمور في هذا البلد الذي لا يتحقق فيها أي شيء إلا بمشيئة ربانية أو سلطانية. ثم يأتي السؤال حول موقف الحزب من هويته وهو الموقف الذي يتسم بالتذبذب والخجل وعدم الوضوح، وخصوصاً أن مسألة كهذه-على أهميتها- تم الإشارة إليها بخفر شديد وسرعة في المؤتمر العام الرابع-دورة الوثائق. فلا وضوح في مسألة علاقة الحزب بالاشتراكية كأيديولوجية -وهو الذي تبنا الاشتراكية العلمية لفترة طويلة ويحمل اسمها على الأقل. ثم ماذا عن مشروع الحزب- الذي انتسبت إلية أنا على الأقل- الذي يبتغي إقامة يمن ديمقراطي موحد ضمن أفق اشتراكي يخلص لقيم العدالة والمساواة وينبذ الطائفية والعشائرية والمناطقية.
لا ادري، أجد الآن أن الحزب غيب كلمة (الاشتراكية) بشكل شبه تام في برنامجه السياسي المقر في المؤتمر الرابع لصالح (العدالة الاجتماعية) الأقل وطأة كما يبدو على الشارع اليمني الذي يمتلك مزاج ديني محافظ. والغريب هو إصرار الحزب على هويته الاشتراكية في الفعاليات الدولية وفي إطار العلاقات العامة مع الأحزاب والحركات التقدمية والدولية بدءاً بمنظمة الاشتراكية الدولية وانتهاء بالأحزاب الاشتراكية والماركسية العربية.
أسئلتي تبقى معلقه حتى انعقاد المؤتمر الخامس خلال شهر والمراهنة تبقى على التيار الطلابي والشباب في الحزب والذي اتخذ موقف راديكالي ضد موقف قيادة الحزب المراوغ من مسالة علاقة الحزب بهويته النظرية والذي طالب بنقاش حقيقي أيضاً حول طبيعة العلاقة التي تجمع الحزب بالتجمع اليمني للإصلاح والمتهم ضمناً بأنه لعب أهم الأدوار-بالشراكة مع السلطة- في تصفية كوادر الحزب وقياداته على مدى عقد من الزمن.
لا ادري ماذا سيفرز المؤتمر الخامس من نتائج وتغيرات في القيادة والبرنامج.. ولكني سأنتظرها في حلب متطلعاً لتغيرات جديه وحقيقية في الحزب لا تخل بالتزامه تجاه القضايا التي نشأ من اجلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش