الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للكلاب حق!؟

صباح زنكنة

2009 / 4 / 3
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


قبل مدة عرضت إحدى الفضائيات قيام بيطري بريطاني بصناعة ساق صناعية لكلب (مدلل) وسط اهتمام إعلامي بالغ في وقت شهد فيه المسرح المحلي حملة واسعة لتطهير البصرة من الكلاب السائبة ويكفي ان إحدى تلك الحملات أسفرت عن مقتل ألفين وخمسمائة كلب من دون وقوع جرحى، الحدث الأخير هذا يدفعنا للسؤال: ما الفرق بين الكلبين البريطاني والعراقي؟ لماذا احدهما يسترد ساقه والأخر تكسر ساقه بل يفنى من الحياة كليا؟ وما الفرق بينهما وبين كلب أميركي مجند يبلغ راتبه زهاء ثمانية آلاف دولار مع الضمان الصحي ولعل الجواب يأتي لان الكلاب المحلية مصابة بداء الكلب! وتساؤل آخر يطرح نفسه هل إصابة هذه الكلاب بالامراض المنتقلة ما هي إلاّ نتاج تقصيرنا تجاه البيئة وإهمالنا الصحي لمرافئ الحياة التي أنجبت أمراضا وساعدت على انتشارها في صفوف الكلاب!!؟.
مسكين هذا الكلب العراقي لو كان كوريا لأصبح الأكلة المفضل في أرقى المطاعم هناك ولو كان المانيا لما تعدا ان يكون كلب صيد ماهر، ولو كان من الاسكيمو لأصبح مع جمع من اقرانه سائق زلاجة ماهر معزز مكرم (شاهدت تقريرا متلفزا عن إحدى قرى القطب الشمالي المنجمد أن سكانها 700 شخص، في حين كلابها تعدت 800 وهم في بحبوحة من العيش ولو كانت روسيا لاصبحت رائدة فضاء كما الحال بالنسبة للكلبة (نادايكا) اذ تعد أول رائدة فضاء صعدت على متن مركبة روسية عام 1957 ضمن سلسلة اختبارات غزو الفضاء قبل ان يصعدها الانسان.
ولا ننسى آخر صيحة في الوسط الاعلامي ان ترث الكلبة (ترابل) 12 مليون دولارتركت لها من (مليارديرة) العقارات الاميركية ليونا هلمزلي! بل وأوصت بأن تدفن ترابل بعد نفوقها بجانبها وبجانب زوجها هاري هلمزلي في مقبرتهما الفاخرة التي خصصت لها ثلاثة ملايين دولار من أجل صيانتها وتنظيفها سنويا..( الف عافية!).
ولِمَ نذهب بعيدين وهذا القرآن لم يهمل ذكر الكلب حين اورد ذكرهم مع الثائرين من اصحاب الكهف وجعله تارة ثالهم وتارة رابعهم وهكذا.
وحتى لا يتصور القارئ اني نصبت من نفسي مدافعا عن حقوق الحيوان فسأبتعد عن دائرة الدفاع قليلا مادام هناك الآلاف من بني جنسي يُسحقون عالميا، فمتى ما استردوا حقوقهم فسأتفرغ للدفاع عن الكلاب .
لا نختلف بأن مكافحة الكلاب طريقة حضارية تتبعها اغلب الدول المتحضرة، ألا إنها في العراق أصبحت ظاهرة بل كارثة ولكن جاءت التدابير في وقت متأخر جدا.
ترى كم مواطن أغضي الطرف عنه ؟ وكم منهم توفي من دون ان تشير التقارير الى ذلك؟ ثم اين كانت الجهات الصحية والبيئية والرقابية وفي أي كهف كانوا نائمين حتى يصعب عليهم سماع الأصوات التي دكت مسامعهم.لقد كان ولايزال الكلب مثار لعنة الناس ووفي الوقت نفسه مضربا لامثال الوفاء والاخلاص بل أمنية أي إنسان يجد نفسه غير محترم في بلده كالذي حصل مع طريد الحجاج الذي هرب برأسه المطلوب للعدالة الحجاجية فوجد كلبا مفترش الارض تحت كوز ماء فشرب ثم نظر الى الكلب وتمنى ان يكون مكانه على ان لايطارده الحجاج.. ولكنه لما عاد من نفس الطريق وجد الكلب مقتولا فسأل، فقيل: ان الحجاج امر بقتل الكلاب!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ