الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز اليمين الإسرائيلي - نتنياهو - أثلج عناكب - دمشق وطهران - !

عادل الخياط

2009 / 4 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


كنت أتوقع عندما فاز " محمود عباس " في الإنتخابات الرئاسية التي جرت في يناير 2005 , أن هذا الشخص سيكون هدفا للإغتيال من قبل الشلل العنكبوتية المُعشعشة على اللدغ من بعيد رغم مفضوحيتها وفضائحها التي على علم بها حتى بدوي الربع الخالي . ومع أن تلك العملية لم تتم , لكنها أخذت بُعدا آخر : إنقلاب حماس الأسود والسيطرة على غزة وإن جاء بعد حين.
غير ان العملية لم تتم ليس لكون عناكب دمشق وطهران وأذنابهما الهائمة في الضفة والقطاع من حماس قد صرفوا عنها كشحا , ولا كانت تريثا لإيجاد وقت بعينه , ولا نتيجة فعل تكتيكي , ولا أية حسابات أخرى .. العملية لم تتم من منطلق عجزي محض , لأن العناكب وببساطة أقل خبرة إستخباراتية وبمراحل من خبرة منظمة " فتح " . وإذا نحينا جانبا عناكب طهران بإعتبارها أو بإعتبارهم " طناطل " ولا يمتلكون رصيدا تاريخيا في هذا المجال , وأخذنا الطرف الآخر , فعلى الرغم من الباع الطويل لمخابرات نظام دمشق بتلقي الدروس من مخابرات الكُتلة الشرقية سابقا وعلى الأخص الـ " KGB " فإنها تظل ضئيلة نسبة إلى الإستخبارات الفتحاوية , فهذه , إضافة إلى أنها أيضا خريجة المدرسة المخابراتية السوفيتية , فإن مخاض القضية الفلسطينية العسير والطويل قد صقل فِعلها إلى حدود قصوى تجاوزت كل حياكات دهاليز دمشق السرية ! ولعل شيخ " بشار الأسد - حافظ الأسد - " كان أشطر , لكن للأسف رغم شطارته لم يتمكن من إغتيال " ياسر عرفات " بعد نعته بالخيانة العُظمى وطعن القضية بخنجر مسموم من الخلف بعد إجتماعات أو معاهدة " أوسلو " . وعلى هذا سوف يقع في فخاخهم القاتلة الجبانة من لم يمتلك تلك الخبرة الفتحاوية , وتاريخهم وبحمد نصاعة وسماحة وسلمية الفكر القومي العروبي مُفعم بالأمثلة , وما دام الحديث كان عن توقع إغتيال " عباس " أبان ذاك , والإمكانية وعدمها , فقد أتت عقب ذلك بشهر وبضعة أيام عملية إغتيال " رفيق الحريري " , ثم تبعتها سلسلة إغتيالات في لبنان .

ومع قناعاتهم ان إغتيال عباس سوف لن يقود إلى الإتيان ببديل فتحاوي يتواءم مع ما يطمحون إليه من بقاء الصراع أبديا , لكن الأكيد أن إختلاق الإضطرابات - الذي هو من ضمن ستراتيجيتهم - سوف يطيل من أمد هذا الصراع .
تطويل وتعريض وتقسيم وتشابك وتعقيد و .. أمد أو أمدية الصراع لها وله في سراديب دمشق وطهران ما لا حصر له او لها من الحياكات : القتل الإغتيالات , المؤامرات , تكوين البؤر المُتطرفة , الكذب , الخداع .. كل الأشياء الدنيئة , كل الأعراف تصير قوادة , كل الديانات تصير بغايا على مفارق العهر العروبي الإسلاموي.. وعلى هذا يأتي التمني أن يكون الطرف الآخر من التطرف على ذات المستوى , لأجل أن تتواصل تلك التمثيلية , تلك التمثيلية التي غدت أشد التمثيليات سخرية على مدى عُمر الكون !!.. ولكن على من تعتب , على القدر القواد , أم على جورج بوش الذي قطع الذيل وترك الجثة والرأس .. تصور مدى الغباء لهذا المدعو "جورج بوش " يقطع الذيل ويترك الرأس !! نظام الحكم في العراق بالأساس لا يحتاج إلى تلك الهالة العسكرية لإسقاطه في وقت تداعيه الشامل ( مع التنويه إنني لا أتحدث عن الزق , الزق في دهاليز المؤسسة السياسية المنفعية الأميركية , فهذا موضوع آخر )

ونحن ونحن , نحن ماذا ؟ .. يظهر أكاديمي قانوني غبي يعمل في الجامعة الأميركية في صحراء الربع الخالي [ هل يوجد جامعة أميركية أو أية جامعة في الربع الفارغ ] ! , يظهر متحدثا في إذاعة البي بي سي عن مؤتمر الدوحة العرباني ليقول : إن مأساتنا تكمن في إننا لا نتناول الصوصج العرباني الذي يساعد بنسبة 99 بالمائة على قوة التوحد , ولأن " سوريا " هو أو هي البلد العربي الوحيد الذي يتغذى من هذا الصوصج التوحيدي العرباني فقد ظل هذا البلد هو الإستثناء الذي لم تستطع دوائر أميركا والغرب أن تسقطه في " بربوكياتها " !
من المؤكد ان هذا الأكاديمي كان يعني الصوصج المعنوي وليس السياسي , والسياسي يقود إلى المجتمعي , والمجتمعي يقود إلى المُؤسساتي , وهذا يقول : أنك لو دخلت أية مؤسسة سورية فيجب أن تضع يدك في جيبك الذي لابد أن يكون ممتلئا كواقع طوارئي في بلاد الطوارئ المستديمة ! يا ترى هل الفساد الإداري طرأ على سمع او نظر هذا الأكاديمي القومي .. الفساد الإداري فقط , أما بقية الأشياء التي لا يُلبس عليه ثوب سوف نُخليها أو نتركها لهذا الأكاديمي العروبي لعله يستشفها في مدارات الزمن : من نحن , وماذا نحن و .. وهذا هو الأهم : ما مقدار الأخلاق التي نحتملها , ما مدى عمق تصوراتنا عن أنفسنا , وما مدى رؤية العالم لنا ؟ أو بتعبير أشد وضوحا : ماذا نريد من العالم , وماذا يريد هذا العالم منا ؟

الذي نريده من العالم هو أن نظل متوفزين أو متحفزين أبدا , نقتل الناس , نجوع الناس , نضع الناس في أحواض التيزاب من أجل القضية , ومن ضمن مقومات تلك القضية أن يتبوأ الحكم في " إسرائيل " نظام أشد تطرفا من تطرف أذنابنا , لأنه سوف يكون عاملا مُكملا لشروط بقاءنا وتواصلنا في منحنيات هذه الدنيا !

هكذا تكون الأشياء , هكذا يُصنع التاريخ , هكذا يأتي الحب والسلام والتآخي بين شعوب الأرض .. لأن التاريخ كان طول عمره قوادا , ونحن سماسرة قوادته , وإذا كسرنا عهد القوادة فسوف نضع أرواحنا في ذمة خيانة قوادة هذا التاريخ ! وعلى هذا النحو سوف نواصل المسير .. فهل وُجدت وتوجد مأساة أشد قحالة من تلك المسيرة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف