الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القانون يطال الطواويس العربية

جمال المظفر

2009 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو ان الحكام العرب لايعون لغة القانون ، ويتعاملون مع شعوبهم بلغة الهراوات والقرارات الانفعالية التي تفرزها ظروف الازمات ، فالقانون من وجهة نظرهم مجموعة مفاهيم وضعية يمكن تغييرها في اية لحظة وفقا لاهوائهم ومزاجهم السياسي ، فمازال هذا القانون وضعيا ولايحمل نكهة القدسية الالهية فالتحريف فيه لايعد جريمة خصوصا اذا كان يحمل صبغة وطنية ، والوطنية ان تسير شعبك على العجين ولايعكر صفوه ..!!
جرائم ابادة جماعية ارتكبت بحق الشعوب العربية من قبل الحكام وطويت صفحاتها على انها من متطلبات الحفاظ على الوحدة الوطنية والامن القومي وسكوت الجهات القضائية والشعبية عن تلك الانتهاكات وتمجيد الرموز المتهمة بالابادة على انها شخصيات شجاعة في تصديها للازمات واعادة الهيبة للامن الوطني والاقليمي ويستقبلون من قبل نظرائهم على انهم ابطال و فاتحين ومحررين لامجرمي حرب يجب ان يقدموا الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل اسوة بباقي المجرمين ...
العالم لم يعد يسكت على تلك الجرائم والتجاوزات بعد ان سكتت الجهات القضائية المحلية عن مقاضاة المجرمين ، وباتت المحكمة الجنائية الدولية تتولى الترافع عن المضطهدين من تلك الشعوب وتعيد لهم حقوقهم المسلوبة ، ومن هذه القضايا اتهام الرئيس السوداني عمر البشير في جرائم حرب باقليم دارفور والتي راح ضحيتها الالاف وهجر الملايين وسط تطبيل وتزمير اعلامي لشخصية البشير ...!!
وامام هذا التحدي لم يكتف البشير بالسكوت او مواجهة المحكمة الجنائية الدولية بشخصه الكريم كي يبعد عن نفسه التهم ، راح يثير ويستثير العالم بحركاته البهلوانية ورقصاته الهندية في منظر مثير للسخرية يدعنا نلعن اليوم الذي ولدنا فيه عربا واننا من امة كانت تعد في زمن ما خير امة اخرجت للناس ...!!
التحدي ليس بالرقص او التلويح بالعصا الغليظة والهراوات ولابالتصريحات الانفعالية انما في الوقوف مع القانون ومواجهة العالم لابانتهاكه والقفز فوقه واعتبار ان المنصب الوظيفي سلطة اعلى من القانون ...
احترام القانون من قبل اي مسؤول هو احترام لشخصيته وللمنصب وللشعوب ، والاساءة اليه يعني الاساءة للنفس وللشعب وللانسانية جمعاء ....
ومارسالة المحكمة الجنائية الدولية الا دليل على موجه من الرسائل المتتالية لكل القادة والمسؤولين الذين ارتكبوا جرائم جنائية بحق شعوبهم او حتى سوقهم الى حروب خاسرة وتتوج الهزائم على انها انتصارات حتى لو اطاحت بملايين الرؤوس ، فالمهم هو ان يبقى عرش القائد الملهم صانع البطولات مرتكزا بقوائمه الاربع على جماجم المسحوقين من ابناء تلك الشعوب ، ومهما سقط من ضحايا فهناك جيوش اخرى من الايتام والارامل والمسحوقين تعوض الخسارات ..!!
على القادة بجميع مللهم ان يعوا الدرس وان يعيدوا حساباتهم حول ماارتكبوه من ظلم وبطش بحق شعوبهم فبعد اليوم لاشئ يحميهم من الحساب العادل لازالت هناك محكمة جنائية دولية حيادية تنظر في كل الجرائم الدولية دون استثناء فلافرق بين رئيس دولة او ملك اودكتاتور او ولي للعهد او قائد فرقة من هذه الدولة او تلك ، فالكل سواسية امام القانون ، وقفص الاتهام لايستثني احدا الا من يثبت براءته امام المحكمة ...










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امجاد يا عرب امجاد
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 4 / 5 - 08:15 )
استطاع الحراميه ان يخدعوا شعوبهم ردح من الزمن بشعارات رنانه لكي يستمروا باستعبادها وسرقتها ولكنهم في الاخير وقعوا في الفخ واحدا تلو الاخر


2 - شكرا لمرورك
جمال المظفر ( 2009 / 4 / 5 - 13:41 )
الاخ العزيز عدنان عباس
شكرا لمرورك الكريم
فعلا انهم الحرامية ، سراق السلطة وقوت الشعب والتلاعب بمقدراته وسوق ابنائه الى الحروب...
شكرا مرة ثانية
جمال المظفر

اخر الافلام

.. لأول مرة منذ عقود.. -إسرائيل- تخرج من قائمة أفضل عشر وجهات ل


.. ما مصير صفقة تبادل الرهائن؟.. وهل يتجه نتنياهو للعمليات الع




.. الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق الرئاسة الأميركية .. فما تأثير ذ


.. نتنياهو يطالب بمزيد من الأسلحة.. وبلينكن: نحاول تضييف الفجوا




.. منع إسرائيل المشاركة بمعرض يوروساتوري للأسلحة بفرنسا بقرار ق