الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحراء الغربية في ضوء الجولة الخامسة من المفاوضات

فاطمة الغالية الركيبي

2009 / 4 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


السيد أنجيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا قال قبل بضعة أيام أن "تأييد مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب لا يعني نهائيا التفريط في حقوق الشعب الصحراوي أو تبني موقف مضاد لتقرير المصير "، وهذا الموقف أشعل غضب البوليساريو، فشن زعيم الجبهة محمد عبد العزيز هجوما شرسا على الوزير الإسباني، متهما إياه " بالكذب " وإعاقة " تقرير المصير " بالصحراء الغربية، وبأن المسؤول الاسباني الذي عبر عن موقف بلاده من ملف الصحراء " يتحدي المجتمع الدولي

المسؤول الإسباني لم يأت بكلام جديد، وهو كلام يبقى مفيدا في كل الأحوال، ولكنه في الواقع تحدث عن جدوى البحث عن حل يجمع بين الحكم الذاتي وتقرير المصير، وهي الصيغ نفسها التي كان المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء بيتر فان فالسوم قد أوصى بها حينما خلص الى أن "الحل يكمن في تقديم البوليساريو مقترحاً يزاوج بين الاستفتاء والحكم الذاتي " ( هذا المسؤول الاممي بدوره تعرض لهجوم أشرس من البوليساريو والجزائر بسبب هذاالموقف).

ومن الأمور التي لا تعد بالجديدة كذلك في هذا النزاع القديم، على اعتبار أن الموقفين عقلانيين وواقعيين وعمليين، حقيقة أن جبهة البوليساريو وحاضنتها الجزائر تمارسان ديبلوماسية عدائية إزاء كل جهة تعبر عن موقف من هذا القبيل، أو تدعو ولو من دون الاقتراب إلى نقط الحساسية الحمراء.

دبلوماسية استعدائية من جانب آخر، هدفها هاجم لأجل أن تدافع، وهذه الدبلوماسية تقوم على اساس الاحتجاج على أي شيء قد يكون إيجابيا بالنسبة للمغرب، مثل ذلك منح الوضع المتقدم للمغرب من طرف الاتحادج الأوروبي. مواقف وردود فعل تزيد تعقيد نزاع الصحراء الغربية، وتبعد آمال التوصل إلى حل سياسيمستديم، وتقيم بدلا من لك، حربا نفسية تنال من مصداقية مسؤولين أمميين مكلفين بتسوية نزاع الصحراءالغربية، لإعادته إلى نقطة البداية وكسب المزيد من الوقت الذي يطيل عمر النزاع ومكاسب القيادات في الجبهة ويخدم مصالح الطغمة الحاكمة في الجزائر في إبقاء الانفصاليين قدر الإمكان شوكة في حلق المغرب وتقدمه.

ستكون المفاوضات حول قضية الصحراء الغربية في المحطة الخامسة قبل متم الشهر الجاري، وبالنظر إلى المواقف الأخيرة لكل من جبهة البوليساريو والجزائر، ستكون صعبة جدا، ولا يبدو أن الجولة القادمة ستغير من الوضع الجامد شيئا يذكر، على الرغم من أن المغرب حقق تقدما غير مسبوق وغير منوقع قبيل انطلاق مفاوضات مانهاست قبل نهاية سنة 2007 بفضل شجاعته على اقتراح حل وسط للنزاع بمنح الحكم الذاتي للصحراويين تحت سيادته.

وإذا كتب للجولة القادمة أن تكون نسخة طبق الأصل للجولة الرابعة على وجه الخصوص، فمعناه أن المنتظم الدولي كله يتحمل مسؤولية تجميد النزاع، وليس الجبهة والجزائر وحدها، فالمغرب تلقى أشكالا كثيرة من الدعم، بدءا بالدعم الرسمي لعدد من الدول الكبرى إلى الدعم المحايد (بالتزام الصمت، أو العدول عن مناصرة البوليساريو)، مرورا بالدعم غير الحكومي الدولي الواسع.
إذن المغرب قام بما يتوجب عليه، وقدم مقترحا ديمقراطيا قابلا للتفاوض بمضمونه، لكن اللبوليساريو والجزائر ترفضاتن المبدأ جملة وتفصيلا، وتتهمان المغرب بفرض الحل الوحيد، بينما هو حل شامل وعميق وقابل للنقاش. وعلى هذا الأساس، تبقى القولة المأثورة حول الصحراء الغربية المغربية في محلها مائة بالمائة: الصحراء في أرض المغرب والمغرب على أرضه.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط