الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياح التغيير على كوكب الأ رض -1

محمود حافظ

2009 / 4 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


موضوعنا هنا عن كوكب الأرض هذا الكوكب والذى هو منتج البشرية داخل مجموعته الشمسية ولكى نكون أكثر وضوحا نقول أن هذا الكوكب منتج الحياة لشكل عام سواء كانت نباتية أو حيوانية هذه الحيوات التى أخذت تتفاعل مع الكوكب وتتعايش معه حتى وصلت إلى مرحلة الصراع بين هذه الحيوات مع طبيعة الكوكب ثم مع بعضها والتى بدورها أضفت صفة التطور على الكوكب ، فلولا صراع الإنسان وهو الأكثر تطورا فى وعيه لتاريخه ووعيه المكتشف لواقعه الموضوعى وكذلك وعيه لحماية نفسه من الأكثر قوة منه لما تطور الكوكب ليصل إلى ما وصل إليه الآن خاصة مع إكتشاف الإنسان لوسائل تمكنه من خوض صراعه وهذه الوسائل التى تم تعريفها فيما بعد بوسائل الإنتاج .
فالصراع الذى يخوضه الإنسان هو المحرك الأساسى لظاهرة التطور على هذا الكوكب وكذلك تطوره لوسائل إنتاجه هى أيضا حافزا وحتى لانستغرق فى مقدمة تبعدنا عن موضوعنا بغض النظر عن أن هذه المقدمة ضرورية كمدخل طالما تحدثنا عن الكوكب ، ونستهل دخولنا فى الموضوع بنظرة على هذا الكوكب بمعنى آخر نظرة إلى العوالم التى تسكن هذا الكوكب وهذا التفاوت بين هذه العوالم هذا التفاوت الذى فرضه الصراع والذى يمكننا من قراءة العوالم فهناك عالم أول وعالم ثان وعالم ثالث وكذلك من الممكن أن يكون هناك عالم رابع هذه العوالم هى سكان كوكب الأرض فالعالم الأول هو العالم السيد والمهيمن والذى وصله إلى هذه الهيمنة هى النقلة الحضارية أو القفزة الحضارية نتيجة تغير تراكماته من كمية إلى كيفية ساعد على هذا التغير النقل الحضارى وتراكمات المعارف والتى أدت إلى التطور فى وسائل الإنتاج وإحتدام الصراع فى علاقات الإنتاج وإحداثه لثورته والتى أصبحت تحت مسمى الثورة البرجوازية والتى فرضت الحضارة الرأسمالية الحالية والتى أصبحت سائدة ، هذه الحضارة هى حضارة العالم الأول فما بالنا بالعالم الثانى هو العالم على حد قناعاتنا الآخذ فى التطور والمحرك للصراع والذى نشأ على حدود العالم الأول الجغرافية بغية اللحاق بهذا العالم الأول وتخطيه إجتماعيا بمعنى قياد-ة الصراع الطبقى نحو تطور القوى المنتجة لخلق علاقات إنتاج جديدة أكثر تطورا وعدلا من العلاقات الإنتاجية الرأسمالية وهذا ما دفع به الفكر التقدمى الإشتراكى وتكون بمقتداه العالم الثانى تحت قيادة الإتحاد السوفيتى بمنظومة الدول الإشتراكية والذى تفكك لاحقا بعد مرور أكثر من سبعين عاما قدم فيها الكثير نحو بقية العوالم ولا مجال هنا لعوامل التفكك والتى مارستها الرأسمالية العالمية الجديدة والتى قادتها الولايات المتحدةالأمريكية بقوتها الإقتصادية الفتية .
أما العالم الثالث ومعه الرابع ملحقا فهو العالم والذى كان معظمه عالم الحضارات القديمة المضمحلة إضافة إلى العوالم التى تمددت فيها الرأسمالية فى مرحلتها الإمبريالية العالمية وقامت بإحتلال هذه العوالم لنهب ثرواتها وجعلها سوقا لتصريف بضائعها وقد قامت هذه العوالم الثالثية ونتيجة للصراع المحتدم بين طرفى العالم الأول من ناحية وبين العالم الأول والعالم الثانى من ناحية أخرى بالقيام بثورتها التحررية من الإمبريالية ونيل إستقلالها وقد كونت فيما بعد بما يعرف بمظومة دول عدم الإنحياز .
هذه هى خريطة الكوكب بعوالمه حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضى ، وما دمنا بذكر الثمانينات من القرن الماضى فلا بد من الإشارة إلى التحالف الإمبريالى فى العالم الأول المعروف بين ريجان - تاتشر هذا التحالف الذى أسس لحقبة المحافظين الجدد فى أمريكا التى تقود العالم الأول الإمبريالى والتى تزامن معها تفكك الإتحاد السوفيتى وظهور نظريات نهاية العالم وصدام الحضارات والتى مارس فيها العالم الأول القهر والوحشية على بقية العوالم من خلال الصراع بين دول هذا العالم الأول وبين محيط هذه الدول والتىتحررت من الإستعمار القديم لتقع فريسة للإستعمار الجديد وتابعة له لعدم نيلها إستقلالها الكامل ونقصد به قدرتها على إعتمادها على ذاتها هذه القدرة التى يحتكرها العالم الأول ومتوفرة فى العالم الثانى الذى حاول مساعدة العالم الثالث بها ولكن سيطرة العالم الأول بقوته الفتية كان أقوى فى حسم الصراع لصالحه .
حتى الآن وصلت قراءتنا لخريطة الكوكب إلى حد تفكك منظومة دول العالم الثانى والذى إلتحق الجزء الأوربى منها بالعالم الأول وكذا إستفحال قدرة العالم الأول فى السيطرة وإخضاع بقية العوالم لإرادته حتى ولم تم إستعمال القوة الغاشمة لمزيدا من نهب الثروات وفتح الأسواق وقهر القوى التى تطمح فى اللحاق بالعالم الأول بعد تفكك العالم الثانى وهى القوة الناشئة من العالم الثالث والتى إختارت المضى فى خطواتها الإستقلالية وهذه القوى الثالثية كانت أكثر وضوحا وتمثيلا فى الصين والهند وبعض دول جنوب شرق آسيا ودول أمريكا اللاتينية التى إستلهمت النضال الكوبى فى الصمود ليكون نبراسا وتحررت من ربقة التبعية الإمبريالية الأمريكية وأحيت الثورة الإشتراكية الكبرى فى أمريكا اللاتينية بدءا من البرازيل وفنزويلا ومعظم بلدان القارة اللاتينية وقد إلحقت إيران بهذه القوى المستقلة .
هذا الصراع الذى خاضه العالم الأول الإمبريالى وبقوته الغاشمة المتهورة لمحاصرة البلاد المستقلة قد قاد هذا العالم إلى مرحلة الإنهيار ساعد على ذلك التطور الذى لحق بالنظام الرأسمالى هذا التطور الذى أدى إلى إنهيار هذا النظام فى تحكم الرأسمال المالى ومن بعده العقارى فى صيرورة النظام الرأسمالى وإبعاده عن جوهر تكونه وهو نقد سلعة نقد ليتحول إلى نقد سلعة الأمر الذى أدى إلى إستهلاك الفوائض المالية فى أنشطة إستهلاكية وعقارية أتاحت للقوى المحركة لحركة التبادل المالى بأن تقوم بدور رئيسى ونقصد بهذه القوى البنوك والبورصات وشركات التأمين والتى تلاعبت بالأوراق المالية حتى إستكملت حركة الإنهيار للنظام الرأسمالى وبما نما من حولها فساد مستشرى سمح لمافيا سرقة الأموال ومافيا المخدرات بوجود دور لها داخل منظومة النظام الرأسمالى .
كل هذه العوامل مجتمعة أدت إلى الإنهيار الغير مسبوق للعالم الأول وهذا الإنهيار جر بقية العوامل التابعة والدائرة فى فلك العالم الأول إلى إنهيارها هى الأخرى وبهذا الإنهيار للعوالم التابعة والتى هى بصفتها التابعة مستنزفة ومستلبة وبكونها سوق لتصريف المنتج الرأسمالى ومنجما للمواد الأولية فإن إنهيارها سوف يؤدى إلى تأبيد الإنهيار الرأسمالى الأمر الذى يؤدى بالضرورة إلى كارثة إنسانية من الممكن أن تؤدى إلى إنهيار الكوكب .
وإذا أضفنا إلى حركة الصراع فى خريطة الكوكب تنامى الشعور الوطنى نحو إنجاز مسيرة التحرر الوطنى فى ظل هذا التهور الإمبريالى فإن هذا الأمر سيؤدى بالضرورة إلى تنامى ثقافات قومية وإثنية تبحث لها عن دور فى ديمومة الصراع بين المركز الإمبريالى ومحيطه وبين تنامى روح المقاومة الوطنية ضد الإحتلال والإغتصاب والعنصرية والذى بمقتضاه تم إنجاز التحرر فى جنوب إفريقيا وفى جنوب لبنان وإشتعال جذوة التحرر الفلسطينى .
هذه هى بوادر رياح التغيير التى تهب على الكوكب وإلى تتمه









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة : ما جدوى الهدنة في جنوب القطاع؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حتى يتخلص من ضغط بن غفير وسموترتش.. نتنياهو يحل مجلس الحرب |




.. كابوس نتنياهو.. أعمدة البيت الإسرائيلي تتداعى! | #التاسعة


.. أم نائل الكحلوت سيدة نازحة وأم شهيد.. تعرف على قصتها




.. السياحة الإسرائيلية تزدهر في جورجيا