الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألي أهل العراق.. قلة منكم تصر أنه لا يصلح لكم ألا الحجاج أو صدام

عمرو اسماعيل

2004 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


قلت في مقال سابق أن الكل كانوا يفضلون ان يتم التخلص من الطاغية صدام على أيدى العراقيين أنفسهم و ليس عن طريق الغزو و الاحتلال الأمريكي و رغم ذلك فأن ما حدث قد أعطى العراق فرصة قد لا تتكرر للخلاص نهائيا و للأبد من كل أنواع الحكم الديكتاتورى الذي ابتلى به العراق مثل بقية الدول العربية منذ مئات السنين وعندما يصبح العراق ديمقراطيا فلن تستطيع أمريكا و لا غيرها أن تبقى يوما واحدا فى العراق فالتاريخ قد اثبت لنا مرارا و تكرارا أن الديمقراطية هى الضمان الوحيد لاستقلال أى بلد حتى لو تواجدت فيه بعض القوات الأجنبية ضمن معاهدات الدفاع المشترك التي تحمى مصالح الطرفين , فالاستقلال الحقيقي هو استقلال القرار السياسي والاقتصادي .و أن أى دماء بريئة تهدر فى العراق هى غاليه علينا جميعا وهى لن تأتى للعراق بالتخلص من الأحتلال ولكن الاستقلال الحقيقى لن يأتى ألا عبر الحوار السلمى و الديمقراطى بين ابناء الشعب العراقى نفسه و عندها ستضطر أمريكا أن تحترم أرادة الشعب فلا تسمحوا يا أهل العراق العظيم لأحد أن يذكى نار الفتنة بينكم فأن نجاحكم هو الشعلة التى ستشع نورا علينا جميعا في باقي الدول العربية.

ولكن بعد عدة أشهر من من هذا المقال أري أن كل ما كان يخاف منه الجميع يحدث رغم أنه لم يبقي علي تسليم السلطة للعراقيين ألا أقل من شهرين و قلة نجحت أن يكون الحوار بالرشاشات والسيارات المفخخة والتمثيل بالجثث في الشوارع وقتل المئات من الضحايا الأبرياء الذين لا ذنب لهم ألا أنهم كانوا في مرمي النيران وعمليات القتل المتبادل التي بدأها الزرقاوي بجريمته الشنيعة في كربلاء تنذر بحدوث حرب طائفية لا تذر و لا تبقي وقلة تصر أن تسحب قوات التحالف الي حرب شوارع مع معرفتها المسبقة بحجم الخسائر التي ستحدث بين صفوف المدنيين العراقيين ورغم أنني لست عراقيا فلا يسعني الا القول من منطلق حبي للشعب العراقي أن هذه القلة هي من فلول النظام السابق التي تريد أشاعة الفوضي و انعدام الأمن لأثبات وجهة النظر القائلة أن جحيم صدام أفضل من جنة الأمريكان ثم الوثوب مرة أخري الي السلطة من خلال الفوضي .. أو هي من بعض المغامرين الحالمين بالزعامة و المأجورين من الدول المجاورة لأحداث نفس النوع من الفوضي ثم محاولة الوثوب الي السلطة من خلالها .. و أخيرا من فلول المهووسين من السلفيين أتباع بن لادن الذين تسللوا الي العراق لممارسة حبهم المجنون للقتل بأسم الدين ومحاولة خلق نفس النوع من الفوضي لعلهم أيضا يستطيعون الوثوب الي السلطة لمحاولة تحقيق الحلم المرضي لبن لادن في الدولة الأسلامية التي يتزعمها والذي فشل في أفغانستان .. أهي صدفة أن أسم بن لادن يتردد دائما كمنقذ في كل الأماكن التي بها اضطرابات و تقاتل من أفغانستان الي الصومال و الآن في العراق .
أنها قلة تنشر الفوضي و القتل و الخراب بحجة المقاومة و تبتز مشاعر الشارع العراقي و للأسف معه الشارع العربي و هي لا يهمها أن يصبح العراق بلدا ديمقراطيا حرا غنيا يستمتع شعبه بما وهبه الله من ثروات طبيعية و قوة بشرية.. كل ما يهمها الوثوب الي السلطة و هي أن نجحت فهي ستثبت هذه المقولة الظالمة أن العراق لا يصلح له ألا الحجاج بن يوسف الثقفي أو صدام حسين ..و أن العراق لا يصلح له ألا ديمقراطية المقابر الجماعية.

ولذا أتوسل اليكم مرة أخري لا تجعلوا يا أهل العراق العظيم قلة من المغامرين يثنوكم عن امتلاك حريتكم الحقيقية عن طريق بناء المجتمع المدنى الذى يحترم حقوق الإنسان والمرأة ويحترم حرية العقيدة , المجتمع الذى يكون الولاء فيه للوطن و ليس للقبيلة أو العشيرة, المجتمع الذى يتم فيه اختيار المسئولين عبر صناديق الانتخاب وأن يكون معيار الكفاءة هو أساس هذا الاختيار وليس الولاء للعائلة أو القبيلة أو الطائفة.
أن العراق يملك من الكفاءات البشرية ما تحسده عليهم الكثير من دول المنطقة و قد تشرفت بمعرفة الكثيرين منهم وهم قادرون بأذن الله, مع ما يملك العراق من ثروات طبيعية, أن يعبروا عنق الزجاجة فى وقت قصير لتصبح العراق دولة قوية غنية بإنتاجها وليس فقط بنفطها.

أنها لمصيبة أن يحدد مصير العراق العظيم مهد الحضارات زعامات من حجم مقتدي الصدر أو مهاويس من أمثال مصعب الزرقاوي أو فلول نظام ديكتاتوري أذاق شعبه الذل و الهوان.
يا شعب العراق العظيم أنكم أعظم من ذلك بكثير وأنتم قادرين علي ممارسة الديمقراطية فلا تجعلوا أعدائها ينالوا منكم ومنا. أن التحالف المشبوه بين أنصار النظام السابق و الأصولية الدينية و الرجعية هو الخطر المحدق بالعراق و هو تحالف تغذيه و تموله فى الخفاء كل القوى المعادية للديمقراطية فى المنطقة لأنها تعرف أن العراق الحر الديمقراطي هو بداية النهاية لها.
ولذا أتوسل لكم مرة أخري لا تخذلونا يا أهل العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترقب نتائج الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية المبكرة..


.. مفاوضات الهدنة.. ضغوط متزايدة على نتنياهو لقبول الاتفاق




.. الناخبون الفرنسيون يصوتون في الجولة الثانية من الانتخابات ال


.. اعتراض صواريخ في سماء جبل ميرون أطلقت من لبنان




.. قوات الاحتلال تقصف مدرسة العائلة المقدسة في غزة