الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خُصْيَة اليهودي

عدنان عاكف

2009 / 4 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في يوم ربيعي جميل، في مطلع الثمانينات، اجتمعنا شلة من الأساتذة العراقيين العاملين في جامعة الجزائر ومن بعض المحافظات القريبة من العاصمة، في غابة جميلة من تلك الغابات التي تحيط بالمدينة من ثلاث جهات. كان بيننا عدد من الزملاء الذين رحلوا عنا مبكرا. أنحني أمام ذكراهم الطاهرة : د. صبيحة الخطيب، د. جميل منير، د. أم ذكرى، الشاعر السوداني المعروف جيلي عبد الرحمن د. كاظم الجباري، د. هشام جبر، د. منعم... كالعادة ،في مثل هذه المناسبات ، انقسم الحضور الى ثلاث مجموعات. الأولى – مجموعة الصبايا والأطفال التي أخذت على عاتقها مهمة اللعب والمرح بين الأشجار، والثانية المجموعة التي باشرت بإعداد السفرة. أما المجموعة الثالثة فكان من نصيبها المهمة الأصعب - إعادة تشكيل العالم. ولأن الغالبية كانوا من أهل الشعر والأدب، كانت البداية مع الثقافة وعن المثقفين. ولكوننا ( الأقلية ) لسنا من بين هؤلاء شعرنا بالغبن وبالغيرة، لذلك عملنا كل ما بوسعنا من أجل إزاحة الحديث بعيدا عن الأدب والشعر. وكان لنا ما أردنا. وتدريجيا بدأ الحديث الساخن الحيوي عن السياسة يحتل موقعه... وبعد أخذ ورد، توقفنا عند السؤال الأهم : كيف حدث كل ما حدث في العراق ؟ ما الذي جعل الأمور تصل الى هذه الدرجة، لنصل في نهاية المطاف الى هذه الغابة التي يفصلها عن العراق عشرات البراري والخلجان والبحار والجبال ؟ هكذا وتحت ضلال شجرة عملاقة انطلق الحوار حول أسباب ما جرى. وفي معمعة ذلك الجدل صاح محسن القزويني ، الذي لم ينطق بكلمة واحدة منذ وصولنا الى الغابة:
- كل شيء بدأ من خُصْيَة اليهودي.
من يعرف محسن لا يمكن إلا أن يصاب بالدهشة. الرجل، بالرغم من خفة دمه، إلا انه لا يحب ان يشارك في حوار يمتزج فيه الجد بالهزل. أطبق الصمت على الغابة وبدأت العيون المستغربة تتبادل النظرات الحائرة، حتى انطلق صوته مجددا، واحمراره خفيفة تصبغ وجهه الأبيضاني. فروى لنا الحكاية، وسأعيد سردها باختصار:
بعد وصول هتلر الى الحكم بفترة قصيرة اختار شخصية قانونية معروفة على مستوى ألمانيا ومستوى العالم ليكون في منصب قضائي رفيع وحساس ( لم أعد أتذكر ما هو بالضبط ). وكان الرجل من بين من وقف في قفص الاتهام في محاكمة نورنبرغ المشهورة، التي حاكمت كبار المسئولين النازيين في نظام هتلر.
كان الرجل في بدايته ديمقراطي مستقل، ولهذا رفض المنصب. بعد يومين زاره عدد من أصدقاءه، ومن غير أصدقاءه، ينصحوه، ويحذروه ليتخلى عن موقفه ويعود الى رشده، وبعكسه ستكون العاقبة خطيرة جدا. رضخ الرجل وقبل المنصب، رغم إرادته...
حين سألوه في المحكمة كيف يمكن لشخص مثله ان يشارك في تنفيذ مثل تلك الجرائم ( حتى وان لم يكن صاحب الأمر وليس المنفذ المباشر لها أجاب :
_ كل شيء بدأ من خصية ذلك اليهودي.
_ ماذا تعني ؟
وراح يروي قصته. في الأيام الأولى من عمله الجديد كحاكم ، عرضت أمامه مجموعة من القضايا، وبينها قضية ذلك اليهودي. وهو يتصفح القضايا المعروضة أمامه وجد قضية تخص مواطن يهودي مع توصية مقتضبة من هتلر ، تضمن قرار الحكم الذي أصدره الزعيم: " الحكم بخصي المتهم ". احتج الحاكم على ذلك، لكن بعض أفراد الجستابو حاولوا إقناعه بالعدول عن موقفه وتنفيذ الأمر بدون نقاش، وإلا !!.. في نهاية الأمر تم التوصل الى حل وسط : تأجيل النظر في القضية الى الغد. بعد رجوع القاضي الى داره بدأت الضغوط من الأصدقاء والزملاء والأعداء تصله عبر الهاتف، أو مباشرة، يحاولون إقناعه بتنفيذ الأمر، لأن الرفض يعني الموت. ثم ان المسألة لا تستحق كل هذا العناد. أليس من الأفضل لهذا المسكين أن يفقد رجولته... من أن يفقد رأسه ؟ في اليوم التالي صدر قرار المحكمة بالحكم على المواطن فلان من الناس بالخصي. في الأيام التالية زاد عدد الذين صدر بحقهم نفس الحكم الى خمسة، ثم الى عشرة. وهكذا مع مرور الوقت اختفت أحكام الخصي، وأصبح الحاكم الديمقراطي يوقع أحكام الإعدام على عشرات الأشخاص دون أن يتحقق من التهم الموجه اليهم..... وهكذا تمر الأيام وتمر القضايا، فأصبحت المهمة سهلة التنفيذ ولا تستغرق سوى الوقت الضروري للتوقيع على ورقة، حتى ولو كانت أحكام بالموت على مئات وآلاف الأسماء... والأهم من ذلك ان كل شيء اصبح يتم بكل سلاسة وكياسة، وبراحة مطلقة للضمير، إذ لم يعد للضمير وجود.
بقيت قصة ذلك اليهودي المسكين عالقة في ذهني أتذكرها باستمرار. بعد فراق دام 15 سنة التقيت بصديقي القديم محسن في أيلول 2003 في بغداد. لم أكن أعرف بعودته من الخارج. التقينا عن طريق الصدفة في مجلس الفاتحة الذي أقامته عائلة صديقنا المشترك الشهيد د. حامد الشيباني ، الذي أخطفته قوات الأمن وهو خارجا من مقر عمله في شركة النفط الوطنية في أيار 1979، واختفى كل أثر له ، حتى انكشف الأمر بانه استشهد تحت التعذيب.
بعد خروجنا من دار آل الشيباني رحنا نسترجع ذكرياتنا عن الماضي وعن حامد وعن الكثيرين الذين رحلوا. فجأة توقف والتفت نحوي وقال :
- دعنا من الماضي فهو لن يستطيع ان يفلت منا مهما حاول، أو مهما حاولنا نحن ان نهرب منه. ولكن الخوف من الحاضر، أو الخوف من أن يفلت منا الحاضر، أو يسرق منا.
- ماذا تعني ؟
- أريد الخلاصة ! ما هو رأيك في كل ما حدث ؟
- يكفي يا صاحبي ان نجتمع ثانية في بغداد. هذا ليس بالشيء القليل.أليس كذلك ؟
- بالتأكيد انه شيء رائع. توقفنا عن الحديث، وكأننا نسترجع أنفاسنا، أو ربما كي نلملم أفكارنا. المنطقة التي كنا نتجول فيها لم تتغير منذ ان تركناها قبل نحو 25 سنة، باستثناء أكوام الأوساخ التي كانت متراكمة على جانبي الطريق الذي يربط بين منطقة الطالبية وقناة الجيش، حيث يقع بيت الأهل.. توقف محسن ثم التفت نحوي وقال:
- يبدو لي علينا ان نحث الخطى ونسرع قليلا. الشمس على وشك الغروب، ولسنا بحاجة الى إضافة مجلس فاتحة جديد الى ما هو موجود. تصدق بالله اني حضرت خلال هذا الأسبوع خمس من هذه المجالس وكلها مقامة على أرواح شهداء من جماعتنا، لم يكتشف استشهادهم إلا بعد سقوط النظام. كما هو الحال مع الفقيد العزيز حامد... أخذ نظارته وراح يمسحها بطرف قميصه، ثم قال:
- ما بالك تحملق هكذا ؟
- بصراحة لم أكن ان أتوقع انك بعد 15 سنة قضيتها في باريس ستمسح نظارتك بطرف القميص. معيدي أصيل! عشت معيدي وسترحل عنها مرفوع الرأس.
ضحك محسن فأعادني بضحكته الى أيام زمان. وضع يده على كتفي وقال :
- المشكلة ليست فيً! المشكلة في باريس نفسها. لا يوجد في باريس غبار كي أتعلم إتيكيت مسح النظارات. أخذ يدي بيده وشد عليها، ونحن نواصل السير باتجاه قناة الجيش. فجأة توقف وقال:
- لا أريد أن أكون متشائما. وأكثر ما يقلقني، هو هذا الوضع. معظمنا ليس متشائما، ولكن من النادر ان تلتقي بامرئ متفائل. كل من تسأله عن ما حدث يجيب بجواب مشابه لجوابك، أو : يكفي ان الطاغوت قد هوى...أرأيت؟ حتى التفاؤل عندنا يتعلق بالماضي وما حدث، وليس بالمستقبل، وبما سيحدث. شيء جميل وأجمل من كل جميل في هذه الدنيا انا عدنا من جديد، ونقف اليوم في هذه المنطقة التي تحاصرها أكوام القاذورات من كل جهة. ولكن هناك ما هو أهم من عودتنا. المهم اننا لن نضطر الى مغادرة البلاد ثانية. ليس المهم أن يهوى الطاغوت. المهم أن يهوى نظامه وتبعاته الى الأبد، وإلا سيكون بانتظارنا طاغوت آخر... وكل ما أخافه هو ان يحدث ذلك أسرع مما يمكن أن نتخيله. ولم يعد في العمر ما يسمح بهجرة جديدة. حتى الجزائر، التي آوتنا سابقا، لم تعد قادرة على حماية أبنائها. فما بالك ان تستقبل شيوخ مثلنا . كثير من الأمور التي تبدو اليوم صغيرة والتي تحدث هنا وهناك لا تبشر بالخير..
- أتقصد اننا قد نكون في بداية لرواية جديدة عن صديقك اليهودي ؟
بالرغم من رفقة لأكثر من نصف قرن، لكني لم أرى الرجل بمثل الحالة هذه. في البداية وجه الي صفعة قوية كدت على أثرها أسقط على الأرض. غير ان من كاد ان ينطرح أرضا كان هو. لقد فقد توازنه بسبب ضحكته الهستيرية التي سيطرت عليه....
كان محسن على حق. فالكثير مما يحدث كان يشير الى ان الطريق ستكون وعرة طويلة، وان هناك أكثر من جهة عراقية وعربية ودولية تسعى الى وضع المطبات وبناء الحواجز لإطالة الطريق أكثر وأكثر.
صدق من قال : أول الغيث قطرة. كل شيء يبدأ صغير ثم ينمو ويكبر، إلا فرحتنا بسقوط النظام. كانت أكبر من ان تتسع لها الأرض، لكنها بدأت بالتناقص تحت فرقعة القنابل والسيارات المفخخة، وفساد الكثير من المسئولين القدامى والجدد... وقد عبر عن هذه الحالة التي سيطرت على الكثير من العراقيين، الفنان العراقي كوكب حمزة، وذلك من خلال برنامج " خليك بالبيت " الذي تبثه فضائية المستقبل اللبنانية، ويقدمه الصحفي زاهي وهبة. الصحفي يُذكرْ الفنان بقول سمعه من أكثر من مصدر مفاده، ان أسوء صفات كوكب هو الكسل. ضحك كوكب، ولم ينكر ما قاله زاهي، لكنه أكد على ان بُعده عن الساحة الآن ليس بسبب الكسل، بل بسبب الظروف التي يمر بها العراق والعراقيين. وذكر انه كتب موسيقى العديد من الأغاني بعد سقوط النظام، وتم بالفعل الاتفاق على تقديم أغنيتين. ولكنه قرر ان يتروى قليلا مع الأغاني المتبقية، وان لا يتعجل الأمر، ما دامت الفرحة الكبرى قادمة لا محال. لكنه تساءل بنبرة حزينة : من كان يتصور ان فرحتنا ستكون قصيرة الى هذا الحد؟
لكن سبق لي ان التقيت بامرأة في الثمانين من عمرها خسرت معظم أفراد عائلتها بعد ان استشهدوا الواحد بعد الآخر تحت التعذيب في سجون النظام، وكانت كما يبدو قد فهمت ما حدث ويحدث أفضل مني ومن كوكب حمزة، ومن الكثير من العراقيين. فحين وجهتُ اليها نفس السؤال الذي وجهه الي محسن: ما هو رأيك بما حدث ؟ ردت بهدوء : " هاي فرحة ولسه فرحة، والقلب ما طاب جرحه ".
ما دمنا قد بدأنا من الجزائر دعونا نعود بالذاكرة الى هذا البلد الجميل. بعد تدهور الأوضاع الأمنية، واستفحال المد الأصولي، طرح أحد الصحفيين سؤالا على أديبة جزائرية مشهورة، مشابه للسؤال الذي سألناه في الغابة : كيف وصلت الأمور في البلاد الى ما وصلت اليه ؟ فقالت :
- المسؤول الأول عن كل ما حصل هو أنتم أيها الرجال، كل الرجال. وفي مقدمتهم من يدعون التقدمية ويجاهرون بالديمقراطية وتأييدهم لحقوق المرأة. بدأ كل شيء من الحجاب. عندما بدأت زمر صغيرة من المراهقين الملتحين تطارد البنات في المدارس والجامعات، وفي الشوارع والسواق ولم يتدخل الرجل لوقف هذا التيار، بل بقي يتفرج على ما يحدث من بعيد. كان المد يقوى ويتواصل ويهدد بالطوفان الذي سيجرف كل ما هو إنساني وجميل، حتى بلغ الأمر بتكفير كل امرأة لا ترتدي الحجاب في معظم المدن الجزائرية. وبسبب الصمت المريب وموقف اللامبالاة أصبحت تصرفات هؤلاء الهمج تبدو اعتيادية، ثم اكتسبت مشروعيتها الدينية والقانونية. بعدها انتقلوا الى الفن فأغلقت محلات بيع الأغاني ومحلات حلاقة للنساء ومحلات بيع الورود، وفرغت المطاعم من روادها، وأقفلت المسارح أبوابها. ثم جاء دور الضحية الثانية : الثقافة. كان لا بد من إسكات الأصوات التي تجرأت للوقوف ضد هذا الزحف المرعب، وقتل الكثير من الكتاب والصحفيين ورجال المسرح، وهرب من هرب خارج البلاد...لو وقف الرجال من البداية وقفة رجال لكان من الممكن وقف ذلك المد الهمجي قبل ان يستفحل.
تذكرت خصية اليهودي يوم أمس حين قرأت عن الاحتفال الذي أقامته مؤسسة شهيد المحراب في ميسان وما ورد في خطاب رئيس الفرع السيد قاسم الموسوي، الذي امتاز بنبرته التحريضية التكفيرية ضد الشيوعيين. ومقال الأستاذ مصطفى محمد غريب، المنشور في العدد 2606، من الحوار المتمدن، ومقال الأستاذ عادل حبة الذي نشر على الحوار المتمدن العدد 2607، الذي أشار فيه الى الخرق الفاضح الذي تضمنه خطاب الموسوي والمخاطر التي يمكن ان تترتب على مثل هذا التوجه. لقد نص الدستور العراقي الجديد، كما أشار حبة، على ما يلي:"اولاً :يُحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يُحرض أو يُمهد أو يُمجد أو يُروج أو يُبرر له..الخ" ... وهذا يعني ان المسألة أكبر من ان تكون دفاع عن الشيوعيين، بل انها دفاع عن الدستور.
في تعقيبه على مقال السيد عادل حبة أشار الأستاذ حامد حمودي عباس: "على الشيوعيين العراقيين وكافة التقدميين المخلصين لقضايا الوطن أن يوقفوا هكذا أصوات عفا عليها الزمن وأصبحت أصوات نشاز لا مكان لها اليوم في عراق يتطلع الى مزيد من الحرية والتقدم ..". الكاتب على حق، ونرى ان المسألة تخص جميع من يهمهم مسيرة العراق ومستقبله، العرب والأكراد، وجميع القوى العلمانية وحتى القوى الإسلامية، التي وافقت على الدستور الجديد،و التي من مصلحتها تجنيب العراق المزيد من المصاعب والمشاكل. ان العراق اليوم، بالإضافة الى ما يعانيه من مشاكل أمنية واجتماعية، مقبل على أكثر من استحقاق مهم خلال هذا العام. هناك قبل كل شيء ترسيخ وتوسيع ما تم تحقيقه في المجال الأمني، وهناك استحقاق الانتخابات النيابية القادمة، وملف الفساد الذي لا تقل خطورته عن القضايا الأمنية. ان الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتردي لن يستحمل توجهات تكفيرية وتحريضية من قبل أية جهة وضد أية جهة. وسترون في الأيام المقبلة كيف ستحاول بقايا النظام القديم، التي لم تعد بقايا بل عادت لتشكل تنظيماتها المتغلغلة في جميع مؤسسات الدولة، وخاصة الأمنية منها، استغلال توجهات الموسوي وأمثاله في إشعال فتيل الفتنة. وكانت أخر الأخبار قد تحدثت عن كشف اختراقات خطيرة في قوات الصحوة في بغداد وغيرها من المدن.
كل القضايا الكبيرة والخطيرة تبدأ من قضايا صغيرة، لا نعير لها أية أهمية. وأخطر ما في الأمر هو الاستهانة بالقضايا الصغيرة. دعونا نتذكر تلك القصة التي رواها لنا الصديق القزويني في غابة من غابات الجزائر الجميلة، قبل نحو ربع قرن.
هكذا كنت قد أنهيت الكلام. ولكن قبل أن أضع النقطة الأخيرة، فتحت الإميل فوجدت مقالة وصلتني من صديق، تتحدث عن كتاب صدر في بغداد. والكتاب عبارة عن رواية جديدة تتحدث فيها الكاتبة عن ذكريات امرأة عراقية ( هي ذكرياتها ) عن أحداث وقعت قبل 46 سنة. المقالة عن رواية " طوارق الظلام "، و الروائية ابتسام الرومي هي كاتبة الرواية وبطلتها وضحيتها بعد الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963. تدور أحداث الرواية حول ما تعرضت له الكاتبة والناس الذين عايشتهم. تبدأ من مخبأها في منطقة الصالحية ببغداد، لتنتقل الى قصر النهاية وملعب الإدارة المحلية بالمنصور وسجن النساء. ذاكرتها" . يبدأ كاتب المقال بالفقرة التالية:
" بعد قراءة هذه الرواية يحتاج المرء كي يستعيد توازنه، لأن يتنفس بعمق وينطلق في مشوار بلا هدف على قدميه، أو أن يستمع لموسيقى وأغان يحبها أو يتابع مباراة لكرة القدم أو ربما يحتاج لأن يجمع أصدقاءه الذين يحبهم ويجلس بينهم في جلسة حميمية فترة طويلة ". أما نهاية المقال فكانت على النحو التالي:
" رواية طوارق الظلام تذكر المرء بحكمة ترددت على ألسن الجلادين قبل غيرهم. بأن صاحب الدم هو المعني به فقط، وهو فقط من يُغلي أو يُرخص دمه، يبيحه أو يحرّمه. ولو أن يدًا آثمة واحدة امتدت إلى دم الشيوعيين فقطعوها أو كسروها على الأقل، لما تجاسرت الأيدي الأخرى لأن تمتد إليهم ولارتدت متخاذلة مرتدعة.
إذن لا عزاء.." !!!
ما من شك ان الشيوعيين هم المستهدفين بالدرجة الأولى. ولكن التجربة أثبتت ان بداية كل هجوم لقوى الاستبداد والظلام يبدأ بالهجوم على الشيوعيين، مع ان المستهدف هو العراق!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ عدنان عاكف / مع التحية
أبو فادي ( 2009 / 4 / 6 - 03:55 )
الأخ محسن القزويني وانت ايضا أستاذي العزيز على حق في كل ما طرح وحتى في خوفكم مما يحمله قادم الأيام ، حيث هناك حقيقة تقول ، أن مشروع الأسلام السياسي يناهض مشروع دولة القانون والمؤسسات الدستورية ... لماذا ؟
لأن خطاب الأسلام السياسي بكل تياراته.. يناقض خطاب دولة القانون والمؤسسات الدستورية ، حيث يستمد مشروعيته من المقدس ، مقابل مؤسسات دولة تستمد مشروعيتها من قوانيين وضعية ، لكن وبتفحص جوهر الصراع نجد انه صراع على السلطة السياسية وتحقيق مصالح وفوائد مادية بأسم المقدس حتى في أشد القضايا بطلاناً ... واعتقد أيضاً اننا نبالغ أحياناً في تفاؤلنا عندما نقسم تيار الأسلام السياسي الى معتدلين وأصوليين أو سلفيين .. حيث لا وجود لخلافات جوهرية بين خطاب المعتدلين وخطاب المتطرفين ، فكلا الفريقين يعتمد على ذات الآليات التي توحد فكرهم بأستغلال الدين لاكتساب قداسة لأطرحاتهم ، وأعتمادهم في تفسير كافة الظواهر بإرجاعها إلى مبدأ أول هو الحاكمية الإلهية، بوصفها نقيضاً لحاكمية البشر، أو الى سلطة السلف، أوالتمسك بنصوص المجتهدين والفقهاء والمراجع كنصوص مقدسة .
ما أختلف فيه من خلال مقالك الرائع اعلاه هونقطة واحدة .. اننا يجب أن نكون اكثر صراحة ، دفاعنا يجب ان يكون دفاع واضح عن الشيوعيين كوطنيين عراقيين أول


2 - صوت نشاز
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 4 / 6 - 09:20 )
لا اعتقد ان المدعو الموسوي في ميسان يمثل عائلة السيد الحكيم التي اصابها من استبداد النظام الدكتاتوري ما لم يصب اي عائله عراقيه فقد ىتم تغييب واعدام اكثر من ثمانين فرد منها وان هذا الصوت النشاز لا يمثلها مطلقا وانما هو صوت انتهازي غايته التسلق والاستيلاء وانه سيكون نفسه من الد اعداء عائلة السيد الحكيم لانه يؤمن بتكفير الاخرين والغائهم وتغييبهم وهو يمثل الاستبداد نفسه الذي تعرضت له عائلة السيد الحكيم وعلى كل عراقي شريف عرف مساؤ الدكتاتوريه والاستبداد ان لا يسكت وان يرفع صوته بادانة هكذا انتهازيه وهكذا صوت نشاز لبقايا يتامى البعث وان يكون اول البادرين هم عائلة الحكيم والمجلس الاعلى


3 - حكمة الجلاد
maron ( 2009 / 4 / 6 - 11:09 )
الاستاد عدنان المحترم
انت قلت : صاحب الدم هو المعني به!!!؟
فهل اتعظ الحزب بذلك؟؟ اسأل سنة 1973 والجبهه...اسأل اياد علاوي البعثي القذر... واسأل ال الحكيم...والان احتفال الاوباش في ميسان والحبل على الجرار كما يقولون...متى يرعوي اصحاب الشأن...لماذا المهادنه وعدم الوضوح.فالضدان لا يجتمعان

اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي