الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طحينات الوزير

جمال المظفر

2009 / 4 / 6
كتابات ساخرة


عودتنا وزارة التجارة منذ سنين على ان نتعامل مع الازمات بكل جدية ،وان نهئ انفسنا لكل الاحتمالات ، فالبطاقة التموينية لم تعد كوبونا لاستلام الحصة ( التمويتية والتجويعية ) التي فرضها الحصار الاقتصادي الظالم للدول ( الصديقة ) في القاموس السياسي الجديد ، بل يجب النظر اليها على انها احدى المستمسكات الثبوتية الرسمية التي تدل على انك مواطن صبور الى حد اللعنة ، تتحمل شتى النكبات وتسكت على الانحرافات والشذوذ السياسي والاختلاسات والرشاوى ، فلا معاملة تنجز من دون هذه الوثيقة المهمة التي باتت تلاصق هوية الاحوال المدنية وشهادة الجنسية وبطاقة السكن ، هذه المقدسات الاسطورية الاربعة التي تعد في العراق العظيم نصوصا مقدسة نزلت من لدن اللات والعزى ويجب التعامل معها بكل قدسية ..
فالبطاقة التموينية هوية شعب كامل ، وهي التي تفرق العراقي من غير العراقي ، اذ ليس هناك مخلوق بشري على وجه الارض قادرعلى ان يصبر صبر العراقيين ، محاصرون دائما وفي كل الازمان ، حصار اعداء الامس ( اصدقاء اليوم ) وحصار الساسة المغرمين بالامتيازات ، والذين باتوا هما يضاف الى هموم العراقيين الشرفاء بسبب المحاصصة المقيته التي دمرت البنية العراقية ...
الشعب العراقي تحمل الكثير واستهلكته الانظمة بطيشها واستهتارها ، حروب وحصارات وفنطازيات ومقابر جماعية واحتلال بغيض وتقشف دائم تعتمده الحكومات المتعاقبة وكأننا بلد افريقي لايمتلك اي مقوم اقتصادي ، لابلد لديه من الخيرات مالايمتلكه اي بلد اخر في هذا الكون الرباعي الابعاد ...
توقع الشعب بعد سقوط النظام ورحيل الحصار الظالم الذي فتك بالشعب ان تتحسن احواله ،وان يكون لديه كهرباء مستقرة تعوضه حرمان السنين ، وحصة تموينية مزدهرة لامقشفة بفضل سياسة وزارة التجارة اللاممنهجة والتكاثر الانشطاري للمفسدين في متونها والذين باتوا ( يلفطون ) مايخصص للحصة التموينية من اموال ضخمة ، فمرة تختفي الزيوت او الرز من قائمة التجهيز وفي اخرى توزع مواد تالفة او تختفي الصوابين والمساحيق ، والى مالانهاية من الحصص المحجوبة بحفظ الله ورعايته .. واخر هذه البدع حرمان الشعب من حصة الطحين لشهرين متتاليين رغم ان عوائل كثيرة تعتمد على هذه المادة والمشكلة ان الوزارة استقطعت مبالغها من المواطنين ، وبهذا الاجراء وضعتهم تحت سندان تجار الازمات وجشع اصحاب المخابز والافران الذين سارعوا الى تقليل وزن الصمونة وزيادة سعرها بحيث بات شراؤها ينهك دخل المواطن العراقي امام عزوف الاجهزة الرقابية عن متابعة هذه الافران او تحديد اسعار الخبز والصمون رحمة بالمواطن المسكين ....
المسؤولون في الدولة منشغلون بزيادة رواتبهم ومخصصاتهم ويقشفون في الجانب الاخر الميزانية التي تنعكس اثارها على المواطن في اغرب معادلة كيميائية فاسدة ....
ارحموا الشعب يرحمكم الله ياايها السادة ، واتقوا الله في مستضعفيه ، وتذكروا الزعيم الراحل عبدالكريم قاسم في قوله المأثور لصاحب فرن ( صغر صورتي وكبر الصمونة ) ،فياايها السادة قللوا رواتبكم وامتيازاتكم واضيفوها الى الفقراء كي يرضى الله عنكم ، فلا زال هناك فقراء في العراق العظيم وافواه جائعة لاهثة عن لقمة في اكوام الزبالة فلن يرضى الله عنكم والله على مااقول شهيد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مثلين
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 4 / 6 - 09:59 )
مثلين لعراقيين شريفيين ارميهما في وجوههم لعلهم يتعلموا -- المثل الاول - زار الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام رجل من الاعراب فلما حان وقت العشاء احضر خبزا وماء وعند النوم احضر بساطا خشنا فقال الضيف -يامير المؤمنين اراك تاكل الخبز وتلتحف السماء وبيت اموال المسلمين فيه مافيه ؟؟؟ فاجابهى الامام عليه السلام -اتريد يا هذا ان يمد علي ابن ابي طالب يده الى اموال المسلمين وياخذ منها ؟؟؟ والمثل الثاني - ان الشهيد عبد الكريم قاسم قد مات وفي جيبه ديناران ولا يملك بيت او اي عقار وراتبه هو راتب الاستحقاق العسكري كاي ضابط من رتبته


2 - حرامية العراق
جمال المظفر ( 2009 / 4 / 6 - 15:31 )
الاخ عدنان عباس
شكرا لمرورك الدائم
هناك بون واسع مابين هذين المثلين والمفسدين في العراق الجديد ، فالحرامية والمفسدين باتوا يتكاثرون انشطاريا
يتحدثون عن نزاهة المرحوم عبدالكريم قاسم وهم ابعد مايكونون من المثل العليا لهذه الشخصية الخالدة
تحيتي وتقديري
جمال المظفر

اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال