الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عراقيون مبدعون.. كأوراق الخريف يتساقطون..!

خدر خلات بحزاني

2009 / 4 / 7
حقوق الانسان


فنانون، رياضيون، شعراء، أساتذة، وغيرهم من إخوتنا من أبناء دجلة والفرات، يأتينا خبر وفاة احدهم في احد أصقاع المعمورة، ليعقبه خبر إن (فلانا) يعاني المرض والعوز ويعيش في غرفة لا تصلح ليتيم اليتامى..
هذه هي أخبار رموز و نجوم العراق الكبار، الذين يشكلون جزءا من ذاكرتنا الوجدانية ووعينا الثقافي، والذين نختزن لهم صور جميلة في أفخم مرابع ذاكرتنا.. تسحقهم تقلبات الأيام، وتسحق معها ما تسحقه من تخيلات جميلة وصور شبه مقدسة نرفض أن نضعها تحت عجلات الزمن الوقحة..
وليس بعيدا عن الموضوع، لا اعرف لماذا يكون علاج احد الشعراء أو الرياضيين أو الفنانين العراقيين المرضى في دولة مجاورة (مكرمة)؟؟ بينما السياسيون يمرضون ويتعالجون في أرقى مشافي العالم بدون أن يعلم بذلك احد؟؟
يوم أمس قرأتُ مقالا وداعياً لأحد الإخوة الكتاب حول رحيل الفنان العراقي قائد النعماني، وطالب الأخ الكاتب (سيف الله علي) الحكومة العراقية بجلب جثمان النعماني لإعادة دفنه في العراق...!!
إلى متى سنبقى (نكرّم) الأموات على طريقتنا الشرقية البالية ونحن نعلم جيدا وأفضل من غيرنا إن الشاة لا يهمها سلخها وتقطيعها أو شيّها أو حتى تحنيطها بعد ذبحها؟؟
عراقيون مبدعون اغنوا الحياة العراقية الرياضية والثقافية والفنية، يتساقطون الواحد بعد الآخر، إن لم يكن اليوم، فغداً، وكل ما نستطيع فعله لهم هو الدعوة لجلب جثامينهم ودفنها في مهرجان جنائزي فخم..!!
وهنا، اذكر الجميع بان بعض الدول (تكرم) رموزها وهم على قيد الحياة أو في أوج عطاؤهم، وحسبما اعتقد إن البرازيل ـ مثلا ـ أطلقت اسم الروائي (جورج أمادو) على احد شوارعها عندما كان أمادو في قمة مجده، وليس بعد مماته.. بل هناك من يسمى الشوارع بأسماء لاعبي الكرة الذين يصولون ويجولون في الملاعب، وليس بعد مماتهم بعقد أو عقدين من الزمان..
ورغم إنني اعلم إن إطلاق اسم شاعر أو رياضي أو فنان على احد شوارعنا المملوءة بالطسات وبقايا حفر العبوات الناسفة لا يحل مشكلة احدهم، لكن تخصيص راتب تقاعدي محترم لا يتجاوز 10% من راتب تقاعد نجوم مجلس النواب ـ مثلاً، سيحل المشكلة التي لم تعد مشكلة، بل هي فضيحة عراقية بامتياز ـ الفضيحة اقصد بها معاناة كبار مثقفينا وفنانينا ورياضينا وليس رواتب السادة النواب..
وهنا، لا أتوجه لأي مسئول عراقي للالتفات لمعاناة العشرات من رموز الفن والثقافة والرياضة العراقية وغيرها ممن يتناثرون في المهجر في القارات السبع، ويقتلهم حنينهم للعراق مثلما يقتلهم شعورهم بالأسى عمّا يلاقوه من نكران للجميل، والى هؤلاء فقط أتوجه بالاعتذار إليهم والى كل مبدع من أبناء بلادي بالنيابة عن نفسي فقط..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ميقاتي ينفي مزاعم تقديم أوروبا رشوة إلى لبنان لإبقاء اللاجئي


.. طلاب يتظاهرون أمام منزل نعمت شفيق




.. عرس جماعي بين خيام النازحين في خان يونس


.. العربية ويكند | الشباب وتحدي -وظيفة مابعد التخرج-.. وسبل حما




.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع