الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جعلتني أحب الحياة(قصة قصيرة)

نورس محمد قدور

2009 / 4 / 8
الادب والفن


في ليلة دافئة من ليال الشتاء التي كانت تتخلله نسمات باردة، كنت جالسة في فراشي أشرب الشاي بالقرفة انظر الى القمر من النافذة المغلقة، اتأمل الحياة وصعوباتها وغرابتها وكيف منذ سنوات قليلة كنت طفلة أجلس مع أصدقائي وآكُل الحلويات ونلعب ونتشاجر على الالعاب التي سنبدأ بها (ست بيوت، مملكة، طميشة) و أصبحت الآن أما لطفلتين جميلتين، وحركاتي محسوبة علي وأنفاسي معدودة، وإذ يطرق باب حجرتي، ماما تأذني لي بالدخول؟ تفصلي حبيبتي......

ماما اريد أن أجلس معك، وضعتها في حجري وأخذت أتغزل بشعرها المنساب كالشلال ذات اللون الخرنوبي والمتوسط الطول وأتأمل بعينيها كم هي واسعة (وأقارنها ببحر اللاذقية لا لا لا لا بل بحر بيروت أجمل لا لا لا لا بحر اسكندرية زراقه يأخذ بالألباب وتتوسطه قلعة جميلة كم عشت فيها لحظات جميلة يا الله ما أجملها! ليتها تكون قصراً لي وحدي لأني أتفرد بعشقي للبحر ونوارسه الجميلة، أما الازهار والورود فحدث ولا حرج، فإن أنا مت يوما ولم يعرف سر موتي أحد فها أقولها من الآن بسبب عشقي المكنون وحبي الصامت لها)، ووجنتيها التي طبعتا بجنارة بيتنا القديم، وفمها تلك القرنفلة التي لم تتفتح بعد . لا أصدق هل هذه ابنتي انها أصبحت كبيرة بسرعة وذكية وجميلة أيضاً لكن إحساسها مرهف لدرجة انها نسخة طبق الاصل عن أمها! وبينما انا مسترسلة بخيالي وتفكيري اجهشت هي بالبكاء ما بها وكأنني أصبتها بعيني يقولون العيون الزرقاء تُصيب بالعين وتُصاب أيضاً، لكن لم أصدف مرة حسدتُ أحد لكني أُُصبتُ كثير.
عانقتني حتى شعرت أن عظامي وعظامها اتحدتا في جسدٍ واحد، وروحنا انحلت في وعاء يشبه الكأس الذي أشرب به الشاي، شديد البياض واللمعان، وصرخت لا تموتي لا تموتي لا تموتي أنا أحبك كثيراً.
شاطرتها دموعها وشعورها وبعدها مسحتُ دموعها بيدي التي لوثتهما الحياة بمتاعبها، وقبلتها بحرارة اذهبت برد شتاء السنة كلها ، ومسحت هي دموعي ايضا -بأناملها التي ارجعتني سنين لذاكرتي- التي تسببت هي بانهمارها كمطر كانون عند يريد أن يثبت لحبيبته حبه لها يقول سأهطل بحبي وأغرق الدنيا لكي تصدقيني.

وبعد أن هدأت قلت لها لم قلت هكذا ؟ قالت لاني لا أريد أن أبقى وحيدة وقتها شعرت بقيمة الأفكار التي كنا نأخذها في كتبنا الجامعية في علم النفس انه الشعور بالأمان والحاجة الى محبة الآخرين. فتمسكت بالحياة وطردت الاوهام والهموم وجعلت مطاري الى وطني ابنتي هذه واختها الجميلة الشقية التي تختلف عنها مئة وثمانين درجة . وشعرت أن الايام التي أقضيها في وطني أو موطني هي الحياة ذاتها ويجب أن نعيشها بالحب . وقلت لها ضاحكةً : الله!!! كم عيناك جميلتان حينما تبكي يظهر فيهما اللون الاخضر الذي لاأراه إلا في الشمس وعند البكاء فقالت اذن سأبكي دائما......
انهما يتلألأ كنجمة الصباح التي يقولون انها ابنت عم القمر، حكيت لها حكايتي مع ابنت عمي عندما كانت تقول لي عيناك جداً جميلة لكن عندما تبكي تصبح أجمل هكذا يقولون لا أعرف هل هذا صحيح؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟