الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتغيرات الموضوعية والواقع الفلسطيني

جورج حزبون

2009 / 4 / 8
القضية الفلسطينية




أصبح الوضع الفلسطيني مقلقا، ويؤشر إلى ظاهرة هامة، تستحق الدراسة ولو في محاولة أولية، لعل في ذلك ما يدفع إلى تشجيع الآخرين لبحث هذه الظاهرة، وهي هذا الانقسام المستشري، في ظل احتلال شرس اقتلاعي استيطاني، ولقد أخفقت محاولات ردم الهوة المتعددة، وهنا يتم التساؤل لماذا؟ فالقواسم المشتركة اكبر من مسوغات الخلاف، والحقيقة حسب متابعتي المباشرة فان دراسة الوضع تقتضي إعادة قراءة التجربة الفلسطينية، ومشاهدة حالات الارتجال وردات الفعل والتي قادت إلى بروز ظواهر التشتت وتعبيراتها السياسية واعتقد إن الإسقاط المستمر لعنصر الزمن كان القاسم المشترك في كافة مراحل نضال الشعب الفلسطيني منذ الكتاب الأبيض مرورا بالتقسيم عبورا لقرار242 وصولا إلى أوسلو وما تلاها حتى اليوم.
فإذا كانت لكل قضية أبعادها المعروفة من الطول والعرض والارتفاع فان العنصر الأكثر أهمية هو الرابع( الزمن ) فالحدث أي حدث يجري في زمن ما وتتأثر عناصره وأبعادها المختلفة بالزمان، والذي هو ليس عنصرا جامدا حيث إن الكتل الثلاث الأخرى لأي موضوع هي تعبير عن شكل وهذا الشكل متفاعل في الزمن، والذي هو متحرك باستمرار، وهنا يتغير المضمون بفعل هذا العامل، تماما يحدث هذا لحقوق الشعوب أيضا ،وليس فقط في الحياة العامة، فالمتغير المستمر يؤثر بالشكل ثم المضمون، كما يتفاعل العام والخاص، وكما قال يوما حسين مروة، الصراع الدائم بين كل جديد وقديم هي سنة الحياة (الحركة) (والتغيير) ولا يمكن إن يستمر الشكل عشرات السنين على حاله دون تأثير بالمضمون كما وان المضمون يؤثر بالشكل ويحدث فيه تفاعل يقود إلى استمرار تلك الحركة ( الديالكتيكية) المستمرة أبدا.
وبالعودة إلى الموضوع الفلسطيني، فان أي برنامج سياسي لأي فصيل لم يتغير مثلا"لجبهة .... لتحرير فلسطين" وتكون موافقة على دولتين لشعبين وقرارات المجالس الوطنية الفلسطينية، وهي حالة متكررة ومتواجدة لدى كافة الفصائل بما فيها (فتح) التي ينطق برنامجها السياسي بما يختلف عن قرارات (م ت ف ) اذكر هنا بعد حرب 73 عقدت في القدس سلسلة محاضرات حول حقوق الشعب العربي الفلسطيني وفي حلقة المرحوم د. إميل توما وقف ليقول لو خيرت لجعلت العنوان حقوق الشعب العربي في السبعينيات!!!
وإذا نظرنا إلى الخارطة السياسية الفلسطينية نجد حركة فتح وهي اكبر التنظيمات تليها حركة حماس، الأولى تجهز لعقد مؤتمرها السادس حيث الخامس عقد قبل ربع قرن، ولا اختلاف بين برنامج وخطاب فتح الموشح بالقران، وبين خطاب وبرنامج حماس، إلا أن فتح وضمن مظلة (م ت ف )تدرجت بالموقف حتى وصلت أوسلو، وهذا الواقع يجعل كثيرين من أبناء الشعب الفلسطيني غير قادرين على حسم موقفهم خاصة فئات الفلاحين والمخيمات... ولا زال قسم هام من حركة فتح مع المفاهيم الأولى ويجدون في حماس شريك أو امتداد حيث الجميع متدين خاصة إن فتح بعد بناء السلطة حولت كوادرها إلى الأجهزة الأمنية والمدنية وبنت بهم السلطة، وبقي التنظيم دون هرم وربما هذا الأمر ما يمنع أو ما يدفع للتردد من مواجه حماس أيدلوجيا من قبل حركة فتح.
والتنظيمات الأخرى والتي تحب أن تدعى باليسار فهي غير قادرة على التوسع الجماهيري، وهنا يجب الملاحظة أن مفهوم اليسار ليس لفظيا أو مطلقا إذ ممكن أن يصبح اليسار يمينيا والعكس صحيح، ولعل الأكثر أهمية أنها إطارات لم تقرأ تجاربها من واقع هذا الهامش الضيق الذي تستمر فيه، فالقول أن المال أو الحالة الطبقية وغيره من مبررات لا تعبر عن الحقيقة، التي هي ببساطة أنها لم تستطع أن تكون جماهيرية بل نخبوية مما أضعف حالة التواصل مع الشعب رغم كل المحاولات الجادة إلا أن ألإصرار على البقاء ضمن مواصفات خاصة مثل أنها تنظيمات فكرية ومثقفة وعناصرها مميزة،أفقدها هذا كثير من فرص الاتساع، ولعلها ملاحظة تستحق الإشارة، فلقد تم إنهاء الحزب الشيوعي الفلسطيني وهو في ذروة نجاحه لمجرد تبريرات لم تصمد للزمن وانتشرت كوادره والباقي أصبح يحمل اسم حزب الشعب في محاولة للتوسع الأفقي فماذا حصل؟
وبالعودة إلى لوحة الواقع الفلسطيني من منظور المتغير المستمر ولعله هذه الأيام المضطرد، فان الوضع الفلسطيني لا يحتاج إلى مصالحة، بل يحتاج إلى مراجعة، ثم إلى برنامج يستوعب المتغير ويحقق الإجماع، كي يتواصل النضال حتى دحر الاحتلال وفك مستوطناته والرحيل بالعار حتى الرابع من حزيران67 ، تلك الحدود التي فرضها واقع هزيمة حزيران، والتي ما كنا نقبلها يوم 4/6/67 بل كنا مع فلسطين بكاملها، فكانت الهزيمة والتي سميناها نكسة ولكنها فرضت حقائق بالزمن والشكل والمضمون، وان إدارة الظهر لهذا التفاعل المطلق في الحياة والمجتمع والكون سنكون في وضع يهدد بفقدان الوطن أمام التمزق والاستيطان والهجرة والتهجير والفقر والاضطهاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله