الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الوطنية وبناء نظام وطني ديمقراطي بديل في العراق

عبد العالي الحراك

2009 / 4 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد سقط النظام السياسي السابق في العراق ولكن لم ينته الامر,فلم تقلب صفحتة السوداء ولم يبدأ الشعب صفحة جديدة بيضاء,يكتب عليها ممثلوه الحقيقيون,الواعون لواجباتهم والمدركون لدورهم والمهام الصعبة التي تواجههم, وقادة احزابه الوطنية, حاضرهم ويؤشروا مستقبل الاجيال القادمة, بما ينسيهم مآسي الماضي..فالنظام الفردي الاستبدادي والدكتاتوري,يفترض ان يكون قد استبدل بنظام ديمقراطي,تعددي وبرلماني,يتم تداول السلطة فيه بالطرق السلمية, وعن طريق الانتخابات, وان كانت البداية تحت الاحتلال,فلا يمكن استمرارفي ممانعة الوضع الجديد بحجة هذا السبب,بل يجب الحركة في النطاق الوطني ,والانتقال الى بناء ما يمكن بنائه الان لصالح الشعب,متجنبين اخطاء العملية السياسية عن طريق نقدها بكامل الوضوح والصراحة واولها الطائفية..فالمؤشرات تقول بان هناك توجها حكوميا وطنيا,وصوت شعبيا وطنيا يؤكد حاجته الى حكم وطني, مدني وديمقراطي حقيقي,عن طريق بناء المؤسسات المدنية الديمقراطية وتشكيل الاحزاب السياسية التي تؤمن بالديمقراطية والتي تتضمن برامجها الثقافة الوطنية الديمقراطية,لا نظام حكم يتلبس بالديمقراطية للوصول الى السلطة من اجل جمع المال.ان خسارة خمسة سنوات مضت بسبب الاحتلال والارهاب والطائفية وتحالفاتها المصلحية مع القومية الانعزالية,يجب تعويضها بحكم وطني حقيقي يرفض الطائفية نهائيا,يباشر بالبناء والاعماروتطويرالاقتصاد والقضاء على البطالة,عندها يمكن ان نفتخرباننا اسسنا نظاما بديلاعن النظام السابق,هذه مميزاته وهذه منجزاته بالقول والفعل والايمان..فبدل الحزب الواحد الحاكم سابقا,يفترض تشكيل احزاب سياسية تعبرعن طبقات وفئات ومصالح المجتمع,لها برامجها السياسية الواضحة التي تعبرعن متطلبات الحياة الحديثة,تعلن اهدافها الوطنية والانسانية الكبيرة وتكشف عن املاكها و مصادرتمويلها وتبتعد كل البعد عن الارتباطات المشبوهة بدول الجوار,او تلك التي تدعو للاستعانة بجيوش وقواعد عسكرية للدول العظمى.ان مئات الاحزاب والكيانات السياسية الحالية,لشعب لم يبلغ تعداد سكانه الثلاثين مليون نسمة بعد, ظاهرة ليست طيبة, تبذرفيها الخيرات وتبعد الكفاآت والامكانات وتهدرالجهود والطاقات,في وقت يكون الشعب والبلاد بحاجة الى لم الشمل وتوحيد الكلمة في احزاب سياسية نوعية, لكل حزب فكره وبرنامجه وخططه,وله صحيفته ولسانه السياسي والثقافي والفكري المميز,الذي يسعى لتطويركادره ومنتسبيه على الاساس الوطني والانساني,ويطورعموم الشعب لأستحصال مصالحه وحقوقه, بالاضافة الى الصحافة الحرة والاعلام الحربمختلف طرقه ووسائله,بديلا عن اعلام حكومي منغلق ومحدود الانتشار.لقد كان هناك في السابق جيش بعثي في العراق يحمي السلطة,اما الان فالمطلوب بناء جيش وطني لا طائفي ولا قومي يحمي البلاد والشعب من الشمال الى الجنوب..لابد من تصحيح الاخطاء التي بنيت فيها القوات المسلحة العراقية على لحظة عجل,استغفل فيها الشعب في ليلة وضحاها,فعوض قادة النظام الجديد جيش البعث بجيش طائفي,الا انهم فشلوا وسوف يزداد فشلهم يوم بعد يوم,لابد من بنائه على اساس وطني,يتساوى فيه ابناء الشعب كافة, ويعاملون حسب القانون وعلى اساس المواطنة وتوفرالشروط الصحية واللياقة البدنية والعسكرية الاخرى, دون تفضيل ابناء مذهب او ديانة او منطقة على ابناء العراق في كل حد وزاوية.كان هناك مجلس وطني بعثي يدين لصدام بالولاء المطلق,اما الان فمجلس نوابنا خليط من انتماءات ومذاهب ,لكنه بني على اساس المحاصصة الطائفية وضعف الكفاءة بصورة مطلقة,لا يبشر بخيران استمرعلى حالته هذه, ولا يعبرالا عن حالة اسوء من حالة المجلس الوطني السابق. وهنا تأتي مهمة الشعب باختيارالكفوئين الذين يمثلونه على اسس الوطنية والكفاءة خلال الانتخابات البرلمانية القادمة..لقد عبرالنظام السابق عن حالة عدائية مع الدول المجاورة وتشنج في علاقاته الدولية..يفترض بالنظام الجديد ان يرتقي بعلاقاته الاقليمية والدولية,بناءا على مصالحه الوطنية العامة, وليس الاستذلال والخضوع لأملاءات دول الجوارحسب سياساتهم ومصالحهم,وانما حسب سياسة العراق الوطنية ومصالحه المشروعة..ضرورة ايجاد وزيرخارجية كفوء ومقبول,يعبرعن ذلك ويمثل الشعب العراقي احسن تمثيل,لا وزيرقومي يتشنج,عندما يحس بان علاقة وطنية ما, قد تسبب ضررا لمصالح القيادات الكردية التي ينتمي ويدين لها بالولاء المطلق,وسفارات يقودها سفراء على اساس المحاصصة الطائفية,لا يجيدون الا البذخ بحفلات لمجاميعهم القومية والاثنية.. لقد ركزالنظام السابق البناء والعمران الجزئي فقط في بغداد في فترة من الفترات,ثم توقف وترك محافظات العراق بائسة في عمرانها ومستوى خدماتها..اما نظامنا الحالي فلم يحرك ساكنا في هذا الاتجاه,الا بمشاريع كاذبة سرق اموالها السراق,دون متابعة ودون محاكمة ومحاسبة..الواجب كبيرفي هذا الجانب يتطلب البحث عن السراق واستعادة ما سرقوه اولا, ثم زجهم في السجون حسب القانون...ضرورة الكف عن امتلاء الدولة ودوائرها الرسمية بالمستشارين غيرالكفوئين,وفسح المجال لكفاآت الداخل واستدعاء تلك الموجودة في الخارج,لتقديم النصح والبدء بالبناء والاعمار حسب الخطط والبرامج المحسوبة والمدروسة,وليس بالطريقة الاعتباطية والعشوائية ,نتيجة انعدام الكفاءات وسوء اختيارالمستشارين..هناك سؤال مهم يوجه الى الحكومة والبرلمان وخاصة الى رئيس الوزراء نوري المالكي,الذي عبرعن وطنيته واخلاصه للعراق,بان المعارضة التي عادت الى العراق بعد السقوط,كانت عموما معارضة اسلامية وكردية,استلمت السلطة والحكم بعد عودتها,لكن تلك القوى التي تركت العراق,لا اقول معارضة وانما كفاآت عراقية عظيمة,بسبب القتل والارهاب,لم تعمل الحكومة ما ينبغي وبشكل واضح ومبرمج لأعادتهم, بل عوضتهم بمستشارين غيركفوئين معظمهم لا يحملون شهادات تؤهلهم للقيام باعمالهم او ان بعضهم قد زورشهادة لم يحلم بها,وكأنما في الامرسرغامض في ابعادهم عن وطنهم,وترك السراق احرارا ليتربعوا على عرشه يسرقون.هل لرئيس الوزراء تفسير لهذا الامر؟ وهل له خطوة رائدة في عودتهم الى بلادهم,واعادتهم الى وظائفهم واعمالهم,من خلال دراسة كيفية توفيروتخصيص الاموال اللازمة لذلك.؟ ان سيطرة غالبية سياسية اسلامية طائفية وقومية كردية انعزالية على السلطة والحكم سهلت تدخل ايران في شؤؤن العراق الداخلية, يجب على الحكومة (الوطنية) دراسة هذه القضية وتغليب الروح الوطنية الناهضة على كل روح تقسيمية وانفصالية. الحاضرقلق جدا والى ان يشتد عود الوطنية بتكاتف جميع الوطنيين الديمقراطيين.. يظل المستقبل مجهولا,وسيصبح معلوما كلما اتضحت المسيرة الوطنية الان وفي المستقبل وتعمقت الديمقراطية وظهرت مؤؤسساتها..الخروج من الازمات يكمن في التعجيل بحلها حسب الاولويات وبخطط واضحة ومدروسة..من سبب في الانقسام الطائفي والقومي في العراق بعد الاحتلال,عليه ان يتدارك المسألة ويعالجها بوحدة وطنية صلبة,لان القوى الطائفية والقومية لا تتخلى عن اهدافها واطماعها,وان بدلت في اسلوب خطابها,فسوف يستعد كل طرف بعد الانسحاب الامريكي او خلاله,لفتل عضلاته والاستعانة بالخارج لتقويض بشائراستعادة الوحدة الوطنية بحجج مختلفة ..فقد تسعى القوى السياسية الاسلامية والعشائرية السنية مدعومة من السعودية والاردن ودول الخليج ومص,لاستعادة موقعها الذي تشعرانها فقدته بعد السقوط نتيجة سيطرة قوى الاسلام السياسي الشيعية التي بدورها ستستعين بايران ان لم تزج بثقلها تلقائيا لتأمين مصالحها,بحجة دعم ومساندة شيعة العراق.. وهنا سيوجه الطرفان الطائفيان السكين الى جسم الوحدة الوطنية,وستذهب مساعي المالكي مهب الريح ويعود الى طائفته ومذهبه..لذا يجب على من اطلق نارالطائفية في العراق وهو(الائتلاف العراقي الموحد) ان يطفئها,ويوقد شعلة الوطنية من خلال اعلان الغاء ذلك الائتلاف الذي يتلاشى الان بعد اول انتصار للوحدة الوطنية التي اطلقها المالكي.. فجولة الفرسان الاولى تتطلب (جولة الشجعان) التي تلغي احزاب ورموزوكيانات الطائفية واقامة (التحاف الوطني الموحد),الذي يبعد عنه اي شبهة طائفية,ويهيأ للانتخابات البرلمانية القادمة,ويفتح الطريق الوطني,ويغلق ذلك الطائفي.
ولكي تحل الازمة في العراق بشكل نهائي وايجاد نظام حكم وطني ديمقراطي بديل وثابت يجب البدء من الان بموضوع الوحدة الوطنية والمصالحة الوطنية وفق الاسس التالية...
اعلان حل الائتلافات الطائفية وعدم السماح لها بالمشاركة في الانتخابات القادمة.
اعلان قانون الاحزاب الوطنية
اعلان حملة وطنية يقودها رئيس الوزراء للقضاء على الفساد المالي والاداري.
دعوة المهاجرين والمهجرين واعادتهم الى اعمالهم وبيوتهم وتعويضهم عن الخسائر
تحالف القوى الوطنية كافة تحت قيادة المالكي الوطنية وعزل القوى الطائفية
الاسراع في بناء القوات المسلحة العراقية وتدريبها وتسليحها.
الاسراع في تطوير الاقتصاد وتشغيل العاطلين عن العمل في المصانع والمعامل بعد اصلاحها واعمارها والاهتمام بالزراعة والتجارة والسياحة وانشاء الموانئ.
لا مانع من عودة البعثيين الى العراق في وقت لاحق, كافراد بعد ان يعلنوا اعتذارهم والبرائة من حزب البعث ووقوعهم تحت طائلة القانون,عندما تثبت ادانتهم عن جرائم سابقة بحق العراقيين,وان يبقوا تحت المراقبة لفترة محددة,تقتضيها المصلحة الوطنية ومستلزمات بناء الدولة واشاعة السلم الاهلي في البلاد.
لا مانع من عقد اتفاقية اقتصادية وفنية مع امريكا/اوباما,لتطويرالبلاد وفق المصالح المشتركة للبلدين تتضمن فقرة امنية تسمح بتدخلها العسكري في حالة تهديد اي من دول الجوارلأمن وسلامة العراق.
ملخص الكلام,الوطن يحتاج الى الوطنيين الحقيقيين والديمقراطيين المتفتحين والمتنورين ليؤدوا واجباتهم واعمالهم..والمصالحة الوطنية تحصل بعودتهم جميعا,الراغبين بالعودة اولا ثم تشجيع الاخرين وتسهيل امرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ؟؟ من نخاطب
نون الغفاري ( 2009 / 4 / 7 - 23:15 )
الدكتور ابو حيدر
تحياتي حينما يزورك مريض يبدا بعرض اعراض مرضه وممن يشكو بالضبط طالبا منك ان تصف له العلاج اللازم وهذا ماينطبق على اغلب مقالاتكم باعتباركم طبيب، المشكلة يادكتور في الجانب الاجتماعي ان المريض لايحس ولايشعر باعراض مرضه بل انه يرى انه المعافى وانت المريض فكيف تستطيع تقنعه بانه مريض وهنا يتوجب عليك ان تفتش عن السبب الكامن وراءالسلوك والتصرف المعلول ومن هو المستفيد من من الطائفية والحرب الاهلية والفوضى ومن هو صاحب المصلحة الحقيقية في الدديمقراطية ومحاربة الاحتلال والاستغلال ويكون خطابك موجها لهذه الشريحة او الطبقة او هؤلاء الافراد باعتبارك منحازا الى سيادة الوطن ورفاه وحرية ابناءه وبناء ديمقراطية حقيقية

تحياتي مع التقدير

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ