الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلاعة تداهمنا

جمال المظفر

2009 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


التغيير الديمقراطي في العراق غير شكل حياتنا ، وفتح الباب على مصراعيه للثقافات الوافدة ، واطلق الحريات بأنواعها ، الشخصية والحزبية والدينية والاجتماعية ، وبات كل مواطن يمارس حريته في الكتابة او في اداء الطقوس والشعائر او التعبير عن الرأي دون خوف أو رقابة حزبية وامنية ، ومتابعة البث الفضائي بعد ان كان ممنوعا ، وصار بأمكان كل مواطن ان يشاهد اي قناة يود متابعتها ، وتبقى الرقابة الذاتية والاجتماعية تفرض نفسها على المشاهد لتلك القنوات ، بأمكانه ان يتابع قنوات دينية او افلام ومسلسلات او قنوات اباحية ، المهم ان المشاهدة محصورة ضمن حدود البيت ، اما ان تصدر الخلاعة الى الشارع فتلك كارثة كبرى تهدد المجتمع برمته ...
فمايجري في الباب الشرقي يعد كارثة بالمعنى الحقيقي وبتنا نخاف على ابنائنا وعوائلنا من طيش المراهقين وتجاهل الاجهزة الامنية او بالاحرى الحكومة لمشاهد العري التي تتسيد الارصفة والبسطات ، فالافلام متشحة بالبياض ( عريانة عالاخر ) بعد ان كانت تعرض تحت مسميات وبملابس داخلية تدل على الاثارة ...
انتشار رهيب لافلام الخلاعة في البسطات بشكل يثير الاشمئزاز وسط تجمع كبير للصبية والمراهقين واصبح مرور النساء في هذه المنطقة مستحيلا بسبب موجة المعاكسات وانتشار هذه الافلام على امتداد الارصفة وكأننا في تكساس وليس في بغداد ...
فبعد سقوط النظام والسقوط الاخلاقي لبعض تجار الرذيلة كانت هذه الافلام تعرض بشكل خفي اوباغلفة تحت مسميات اخرى يطلق عليها ( افلام ثقافية ) ، وتستنسخ هذه الافلام من القنوات الفضائية عبر الحاسبات وتباع الى روادها ، اما اليوم فان هذه الافلام اصلية ، اي غير مستنسخة ويبدو ان هناك عصابات تقف وراءها لافساد الشباب العراقي ، افلام في منتهى الخلاعة وبأوضاع مشينة تعرض امام عباد الله بدون اي حياء ..
موقف مؤلم استوقفني كثيرا، اطفال بعمر عشر سنوات يتجمعون حول هذه الافلام ويتقاسمون المبلغ لشراء فيلم ، ومشهد اخر لايقل ايلاما عن الاول ، فتاة مع رفيق لها ، لااعرف ان كان اخوها او عشيقها تحدثت معه وهي تنظر الى البسطات وبعد ثوان راح يشتري واحدا منها بينما تقف هي على مبعدة ثلاثة امتار عن باعة هذه الافلام ، ربما تكون هذه الفتاة جزءا من عصابة توزع هذه الافلام او تريها لفتيات اخريات وبذلك تنتشر بسرعة بين فئة كبيرة منهن ...
الى هنا والامر قد يبدو عاديا لثقافة مابعد التغيير ، ولكن الاكثر غرابة اني لاحظت عددا من الضباط وبصحبتهم مجموعة من المنتسبين يمرون في نفس المنطقة وينظرون الى هذه الافلام دون تحريك ساكن ، وربما انهم يدركون امرا واحدا ان هذه الامور من ضمن الحريات الشخصية التي تفرضها ديمقراطية مابعد التغيير ويجب منح المواطن حقوقه في ممارسة طقوسه ايا كانت ، دينية او ثقافية او اباحية ......!!
ومااثارني لحظتها تصريحات المسؤولين لاكثر من مرة بان القوات الامنية قد شنت حملات لمصادرة الافلام المخدشة للحياء وباعة الملابس العسكرية وهلم جرا ، ولكن يبدو ان هذه الامور لاتداهم الا في الحملات العسكرية ، فلاقانون يسري بشكل انسيابي ، والا لماذا لاتبقى الرقابة دائمة ضد هذه الثقافات المنحرفة من اجل ان يخاف المتاجرون بهذه الافلام ويبتعدون عن عرضها او الاقدام على تداولها ...
زيادة معدلات التحرش الجنسي سببها هذه الافلام المشينة ، فأين يفرغ الشاب مكنوناته عندما يتعذر عليه المكان الا التعرض لبنات الناس في الشوارع وسيأتي اليوم الذي يصعب فيه سير الفتيات في الشوارع دون رفقة احد افراد اسرتها ..
انها دعوة للحكومة وللاجهزة الامنية الى تشديد الرقابة على هذه الافلام ومروجيها وبالاخص تجارها والعصابات التي تقف وراءها فالهدف منها هو بث الانحلال الخلقي بين صفوف المجتمع العراقي وبالاخص الشباب ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من يقف ورائهم
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 4 / 8 - 21:29 )
الاخ العزيز
من يقف وراء هؤلاء الباعة ومن يحميهم انها نفس جماعات الامربالمعروف والنهي عن المنكرفهم يربحون من الشيء ونقيضه وخليها سكته لان السمك يخيس من راسه ع محبتي


2 - Internet pornography
Talal Alrubaie ( 2009 / 4 / 8 - 23:28 )
But what could do about pornography on the internet which could be available to anyone?


3 - نتاج الديمقراطية
بلقيس محمد ( 2009 / 4 / 9 - 11:09 )
الاخ الكاتب
تحية لقلمك الذي يعالج الهم العراقي
هذا ماجاءت به الديمقراطية الجديدة
العراق امام خطر كبير بسبب هذه الفئة الضالة التي تتاجر بما يفسد الشعب
هل يمكن لامراءة ان تمر في الباب الشرقي
اتحدى اي واحد يقول انه يقدر
اين الشرطة الموجودة في بااب الشرقي
تحية لكل العراقيين الطيبين
بلقيس محمد

اخر الافلام

.. المحافظون في إيران ذاهبون إلى انتخابات الرئاسة بمرشح واحد


.. توتر الأجواء بين بايدن وترامب قبل المناظرة الرئاسية | #أميرك




.. هل العالم يقترب من المواجهة النووية؟


.. انتخابات فرنسا.. استطلاعات رأي تمنح أقصى اليمين حظوظا أكبر ف




.. فيديو أخير.. وفاة مؤثرة تونسية خلال تواجدها في صقلية الإيطال