الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطتان وكلب و الليكود وكاديما وفتح وحماس

حلمي الفرا

2009 / 4 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


من طرائف الأخبار التي وردت هذا الأسبوع هو تعيين قطتين وكلب يُروجون لإستخدام القطارات المحلية في اليابان ، حيث يتوجهون إلى عملهم بينما يرتدون الزي الرسمي والقبعات الخاصة بهذا العمل !! فطتان وكلب؟! وكلنا يعلم العداوة الفطرية بين القطط والكلاب فكيف اجتمعوا لا ندري ؟! ( لله في خلقة شئون ) هذا من المشهد الحيواني.
أما في المشهد الإسرائيلي خلال الاسابيع القليلة الماضية تم تكليف بينيامين نتانياهو لتشكيل حكومة اسرائيلية على أثر الإنتخابات البرلمانية الإسرائيلية الأخيرة التي لم يترتب عليها منح أغلبية من المقاعد لصالح أي من حزبي الليكود وكاديما وهو الحل الغير تقليدي نوعاً ما لتكليف الخاسر ( نتانياهو ) حكومة برئاسته !! أربع اسابيع خلافات بين الأحزاب الإسرائيلية والمفاوضات على المشاركة وعدم المشاركة والنهاية تمت تشكيل حكومة برئاسة نتانياهو ، صالو وجالو ، تفاوضو وعارضو وفي النهاية نجحو في تشكيل حكومة- قد يصفها البعض الأكثر تطرفاً في تاريخ اسرائيل ولكنها لن تكون أكثر سوءاً من سابقاتها– فهي لخدمة اسرائيل حكومة لرعاية مصالح الشعب الإسرائيلي حكومة تلبي طموحات الناخب الإسرائيلي – قبل ان نبدأ قراءة الفنجان والتنجيم ونتنبئ فمعظم تنبوءاتنا السابقة كانت فاشلة بخصوص القادة الاسرائيليين من حيث تطرفهم واجرامهم فشارون الذي أجرم في حق الشعب الفلسطيني فرّغ غزة من المستوطنين ونفذ خطة إعادة الانتشار وتركها لفتح وحماس لكي يستبيحوا ويستحلوا الروح والدم الفلسطينية-فهو خطط لذلك ووعد شعبه بذلك- ونتانياهو قبل حكومة شارون نفذ بعض خارطة الطريق وفتح الممر الآمن وفي عهد باراك صاحب الحكومة اليسارية التي صفق لها الفلسطينيين وفرحوا لنجاحه وان الفرج كله سياتي من عنده لم يتم يقدم أي شيء !!
أما المشهد الأكثر تعقيداً وأكثر مأساوية ليس لأنه اكثر تعقيداً ولكن لأن أصحابه ذو عقول عربية أكثر رجعية وأكثر تمسكاً بالمناصب والألقاب ( المشهد الفلسطيني ) ففي نفس الفترة الزمنية التي كان يتشاور فيها الأحزاب الإسرائيلية بل ومن قبلها والأحزاب الفلسطينية تخوض صولات وجولات من الحوارات في القاهرة ذهاباً وإياباً فيها تقدماً ويليه تأخراً والمواطن الفلسطيني ينتظر بلهفة لنتائج هذه الجولات الشعاعية التي لها بداية ولا يُعرف أين نهايتها ومتى وكيف ستكون ؟ - على الرغم من انه أصبح فاقد الأمل ومل منها لكثرتها وعدم نجاحها.
ذكر موفد وكالة معاً الإخبارية إلى القاهرة الصحفي ناصر اللحام عندما سأل الطرفين هل فشل الحوار فأجابو بالنفي لم يفشل الحوار !! وعندما سألهم هل ستغيرون مواقفكم في الجولة القادمة ( 26 نيسان ) قالو لا ! فقال وكتب ( إذن كيف سينجح الحوار ؟) سينجح ان شاء الله وكان هناك نية صادقة لإنجاحه.
وجهة نظر شاب في مقتبل العمر لا أعتقد أنه يعلم شيئاً كثيراً في دهاليز الحياة بشكل عام والسياسة بشكل خاص للخروج من الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة المنكوب يجب على الفرقاء الفلسطيينين أن يكون عندهم نية صادقة على الإتفاق والخلاص من هذه الأزمة التي دمرت القضية والشعب ويجب عليهم تشكيل ائتلاف حكومي بين الأحزاب الرئيسية تتبنى اتجاه الوسط السياسي والإلتقاء على قواسم وطنية مشتركة مع ابداء قدر من المرونة بين قيادات هذه الأحزاب خاصة فتح وحماس حول البرنامج السياسي ومراعاة الإعتدال في السياسات المطروحة للتعامل مع كافة القضايا و التركيز على الإستقرار الأمني والإقتصادي بشكل خاص والإجتماعي بشكل عام والتعامل الإيجابي مع مفاوضات الحل الدائم ومع القضايا المصيرية المتعلقة بمصالح فلسطين الوطنية والشعب الفلسطيني وعلى رأسها الاسرى واللاجئين والقدس وجدار الفصل العنصري وبرامج فضح الممارسات الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
أما الخيار الذي قد يكون أكثر غرابة بل طرافة هو خيار التناوب بين الحزبين العملاقين – حيتان الساحة الفلسطينية – أن يتفقوا على تناوب إدارة الأمور في فلسطين فمثلاً نصف سنة لهذا ونصف للآخر ويُفضل أن يكون النصف الأول للطرف الأكثر قبولاً للمجتمع الدولي حتى لا يكون لهم حُجة ، فمرة تكون الحكومة صفراء ومرة برئاسة خضراء ، الفكرة غريبة وقد يقول البعض غير منطقية ولكنها بالفعل حدثت في الثمانينات في اسرائيل حين تم عمل ائتلاف حكومي وتم التناوب بين بيريز وشامير فهل يقرأ الفلسطينيون تاريخ أعدائهم ويتفقوا كما يتفق أعدائهم ؟
فإذا انتهينا بمقولة ( نجحت العملية ومات المريض ) فيا تًرى من الذي مات ؟ الشعب الفلسطيني المحاصر أم القضية الفلسطينية ؟ أم ضمير القادة الفلسطينين ؟
فهل سيخجل القادة الفلسطينين من اتفاق القطتان والكلب واعدائهم الإسرائيلين وسيتفقان على ان يتعايشا سوياً وان يروجوا للقضية الفلسطينية بأفضل شكل ممكن ؟ عذراً فلا يوجد تشبيه لكنه جاء هكذا !!
• ناشط فلسطيني مقيم في كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. وتوقف دخول


.. بعد قتله جنديين.. حزب الله يستهدف مجدداً ضباطاً إسرائيليين ب




.. هل سيطرة إسرائيل على معبر رفح مقدمة للسيطرة على المدينة بكام


.. شقاق متزايد في علاقة الحليفين.. غضب إسرائيلي من -الفخ الأمير




.. ترامب يتهم بايدن بتزوير المحاكمة لأهداف سياسية