الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يمن خارج سياق المدنية.. وخارج سياق الفعل

ماجد المذحجي

2004 / 4 / 10
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يبدو المشهد اليمني حقيقةً خارج الفعل الإنساني المتمدن أو- كحد أدنى- الساعي للتمدن
انه مشهد قروسطي تماماً
حيث يصبح النمط العشائري وتحالفاته هو المحدد لعمل النظام وأشكال فعله وطبيعة استجابته للتحولات والأحداث .
ويبدو المشهد متخلفاً اكثر حين يتم اكتشاف أن الجيش والمؤسسة الأمنية ليسا إلا تعبيراً عن هذا الشكل من التحالف ويشكلان أيضاً حامياً متيناً لمصالحه .أما الفعالية الديمقراطية الموجودة في البلد فليست إلا استعراضاً أنيقاً لتبرير الشرعية التي تُعاني التآكل بالمعنى القانوني والإنساني حتى!!!!!!!!.
ثم يأتي هذا الحضور المهيمن للمؤسسة الدينية بشكلها المتخلف تماماً ومحاولتها الدائمة لتعميم نمط مقاربتها للدنيا والآخرة على كافة شرائح المجتمع وتياراته ولجوئها إلى مختلف وسائل الترهيب والترغيب لكي تضمن التزام الجميع بما تراه قولاً وفعلاً
وتحالف السلطة مع هذا الشكل من المؤسسة الدينية وحمايته لها هو تحالف بنيوي له علاقة ببنية النظام المحافظة والمتخلفة تماما وله علاقة أيضاً بفزع النظام القديم من أي تيار تقدمي ووطني (وله في تجربة الصراع مع الجبهة والاشتراكي عظة وعبرة) وأي ضرر يلحق هذه المؤسسة أو أي تمرد على سلطتها يعطي مؤشراً على إمكانية الإضرار بالنظام وعمله
هذا بالإضافة إلى أشكال من النزاعات التي تعمل وفق آلية بدائية وتُحل أيضاً عبر آلية بدائية تُشعر الإنسان بالفزع، وهي أشكال من النزاعات و من الحلول يشجع النظام على عملها لأنها تضمن عدم مُساءلة الناس له إلا عبرها, وفي ظلها دوماً يمكن تسوية الأمور بسهولة. وفي غياب القانون و ادواتة ومؤيداته الجزائية والمدنية يصبح من السهل استعمال كافة الوسائل المشروعة وغير المشروعة لضمان الارتزاق الفاسد وتعميم فوائده على كافة مراكز القوى والمواليين من اتباع النظام.
لا ادري حتى الآن عن ماذا أفتش في هذه الثرثرة غير المتماسكة، لكنها أفكار متفرقة تراودني من هنا وأنا خارج هذه القطعة من الجغرافيا التي تسمى اليمن
وخصوصاً حين استمع لأخبار بلادي بين الحين والآخر ويستمع لها الأخريين من مواطني هذا البلد(سوريا) الذي دمرت الدكتاتورية تطوره السياسي والقانوني ولكنه ظل محافظاً على حس مدني حقيقي هاهو يتطور الآن رغم كل القمع الذي تعرض له، واضطر حينها للتبرير وشرح أسباب التخلف ودرء مظلمة تعميم هذا التخلف على كافة أفراد هذه البلاد محاولاً إلحاق أسبابه فقط بما تقوم به السلطة. هذا على الرغم أن سؤالي يتطرق إلى الجذر الأكثر حقيقية للتخلف في مجتمعنا والذي يمكن أن أتلمسه في الشخصية المحافظة لدى اليمني وفي مزاج عام اقرب للكسل وميل القوى الموجودة على الساحة اليمنية إلى عدم تحريك الأمور خصوصاً حتى لا يتم تعريض مصالح مراكز القوى المتنفذه (القبائل.. العسكر.. رجال الدين.. وحيتان المال الجدد) الذين سيدافعون عن مصالحهم بقوة وقسوة. فمازالت تجربة الرئيس الحمدي المدنية (مع التحفظ على طابعها الأمني) في نهاية عقد السبعينات والتي ضرب عبرها القبائل وقام بتصفية نفوذهم من مؤسسات الدولة موجودة في الذاكرة اليمنية ومازالت تشكل جرحاً حقيقياً خصوصاً لنهايتها الدموية والتي تم فيها اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وشقيقه المقدم عبد الله الحمدي.
.
.
.
.
لا ادري
إنها مجرد أفكار ومحاولة لتجميع شتات الذهن من على مسافة متباعدة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟