الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق وست سنوات مضت

سهام فوزي

2009 / 4 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اليوم تمر ذكري احتلال العراق كما يري البعض أو تحريره كما يري البعض الآخر او ما يسميه من يقف موقفا محايدا تغيير وجه العراق ولكنه باي مقياس تاريخ مهم يستحق التوقف عنده فهو تاريخ نقل العراق من حال إلي حال يراه البعض اسوء ويراه البعض أحسن ولكن القضية ليست هنا وليس هذا السؤال الذي يحتاج إلي إجابه السؤال الحقيقي الذي يجب الإجابه عليه هو وماذا بعد ست سنوات مما حدث في العراق و إلي أين يسير العراق .
لقد أدي سقوط نظام صدام حسين إلي تغيرات شديده في العراق وسقوطه في دوامة عنف مذهبي لا يرحم ويخطأ من يلقي بمسئوليه هذا العنف علي القوات الأمريكيه فأسباب هذا العنف كانت موجوده من قبل سقوط النظام ويمكن إجمالها في عوامل تاريخية ترتبط بطريقة انتقال السلطه في العراق منذ نشأته وحتي سقوط النظام السابق وهي طريقه اتسمت دائما بالعنف وسقوط ضحايا وبعض تلك الأسباب يعود الي عوامل سياسية أهمها الظلم الذي تعرضت له بعض الأطراف والمكونات العراقيه والقمع والإضطهاد الذي عانوا منه لسنوات طويله في ظل حكام النظام السابق بالاضافه الي مجموعه أخري نشات بعد سقوط النظام واهمها أن سقوط أي نظام تسلطي ومحاوله اقامة نظام جديد قائم علي الديمقراطيه يؤدي إلي وجود حالة من عدم التاكد لدي الجماعات الإثنية يدفعها إلي محاولة الحصول علي السلطه وارساء نظام جديد لتوزيع موارد المجتمع المحدوده لصالحها وفي تنافسها عل الوصول للسلطه ونتيجه لعدم رسوخ المؤسسات الديمقراطيه البديله فان العنف الإثني يقع ، وكذلك من الأسباب التي جعلت العنف يتفجر في العراق بعد سقوط النظام غياب بعض الاطراف الهامه عن الساحه السياسيه العراقيه ومحاولة تهميش اطراف هامه السنه وهو الامر الذي تم تدراكه بعد ذلك ، وكذلك سياسة المحاصصه الطائفيه التي جلبت الخراب للعراق حيث أكدت علي الولاءات الضيقه واعلت من شانها علي حساب الإنتماء للعراق وكذلك أسهمت التدخلات الخارجيه في اشعال الفتنه والعنف المذهبي ، وضعف منظمات المجتمع المدني ساهم اكثر في ازدياد العنف أكثر حيث كان يفترض أن تلعب هذه المنظمات دورا اكبر في توحيد العراقيين ولكنها للاسف سقطت ايضا في دوامةالعنف الطائفيهذا في الجانب السياسي ،أما في الجانب الجغرافي والبيئي فهناك مجموعة من العوامل لعبت دورا في زياده هذا العنف أهمها تركز الجماعات الإثنية في الأغلب في مناطق بعينها والتلوث البيئي الشديد الذي يعاني منه العراق الذي أدي الي ظهور امراض خطيره دفعت بالشباب العراقي ان يحاول أن يوفر وسائل العلاج منها وللاسف كان الدواء فوق طاقه الكثيرون مما دفعهم الي ان ينتموا للجماعات الارهابيه من اجل ان يوفروا الدواء لانفسهم ولاسرهم ، بالاضافه الي ماسبق فهناك مجموعه من العوامل الإقتصاديه والإجتماعيه والثقافيه والنفسيه التي يمكن اجمالها فيما يلي ، الحصار الإقتصادي الذي عاني منه العراق لفترة طويله ،الفقر الذي تزايدت نسبه في العراق بصورة تنذر بالخطر ،ارتفاع نسبة البطاله وعدم القدره علي الحصول علي فرص العمل ،ترسخ الإنتماءات القبليه والعشائريه وسياده قيمها لدي الكثيرين من أبناء الشعب العراقي واهمها العصبيه وأهمية الانتصار ،كذلك أدي غياب الثقافه السياسيه الواحده وصعوبه الاتفاق علي هوية العراق الجديد الي زيادة العنف فيه ، خاصه وان الثقافه السياسيه التي سادت في العراق كانت تتميز بشعور المواطنين بالعجز السياسي والسلبيه تجاه الراي الآخر والاغتراب السياسي وساهمت ثقافة الحصار التي استمرت لمدة 13 عاما في زيادة هذه المشكله وخاصه انها ثقافة ادت الي أن يصبح العنف والسلاح جزءا من الحياة اليومية العراقيه وكذلك أدت سياسة التفتيت التي انتجتها مناطق الحظر الجوي إلي أن تشعر بعض الجماعات الإثنية والمذهبيه بتميز هويتا الفرعية واكدت علي وجود التباينات القومية والطائفيه وادت الثقافه الدينية التي تعلي من دور رجال الدين في زيادة الإحساس بالتعصب المذهبي خاصه في ظل قيام الاحتلال بحل وزارة الأوقاف الدينية مما اعطي للمؤسسات الدينية دورا اكبر في حياة المواطنين زاد من شعورهم باختلافهم عن غيرهم وزاد من حدة الصراع السياسي خاصه في ظل تحول بعض المساجدالي بؤر للتطرف وتوزيع السلاح ،اضف الي كل ماسبق الشعور بالخوف من الآخر والتشاؤم نتيجه الحوادث العنيفه التي تلت سقوط النظام ، وتزايد الشعور بالاحباط لدي المواطنين
تلك هي اهم الأسباب التي أدت الي تزايد العنف واشتداده ولهذا فالسؤال الآن كيف يمكن أن نغير من تلك الأسباب حتي نصل الي القضاء علي العنف السائد في العراق وارساء دعائم الدوله القوية قد يكون السبيل الي ذلك مايلي :
1- اشتراك الجميع في العمليه السياسية العراقيه بلا استثناء أو مقاطعه أو استثناء وهو ما بدأ يتحقق في الفتره السابقه وبدأت تتضح ملامحه في الإنتخابات المحليه التي جرت في اوائل هذا العام
2- نزع السلاح من أيدي جميع المليشيات بلا استثناء وفي وقت متزامن بحيث يصبح استخدام السلاح حكرا علي الدوله والحكومه العراقيه
3- الإعلاء من قيمة المواطنه العراقيه بحيث يصبح العراق اولا ثم يتبع ذلك الانتماء الي أي ولاءات ضيقه عشائريه او قبليه او اثنيه او مذهبيه
4- تقوية منظمات المجتمع المدني العراقيه واتاحه الفرصه لها كي تعبر عن مصالح العراقيين كافه وان تقدم خدماتها للجميع بلا تمييز ،كما يجب ان تصبح الأحزاب العراقيه احزاب مفتوحه أمام الجميع وغير قائمه علي أي انتماءات اثنيه أو مذهبيه بل يجب أن تكون احزاب سياسيه تهدف للتعبير عن اراء المنتمين اليها لا علي اساس اثني او مذهبي وانما الانتماء اليها علي اساس الايمان باهدافها السياسيه الغير منحازه او متعصبه لاثنيه او مذهب
5- القضاء علي النفوذ الأجنبي المتزايد في العراق وعدم السماح بان يصبح العراق محلا للصراع الاقليمي او الدولي وكذلك عدم التهاون مع النفوذ الاجنبي خاصه الايراني المتزايد في العراق والتعاون مع ايران علي انها دوله جاره للعراق وليست دوله داخل ارض العراق
6- الإهتمام بالتنمية الحقيقة وتنميه الإقتصاد العراقي واقامة مشاريع حقيقيه تدفع بعجله الإقتصاد العراقي وتوفر فرص العمل للعديد من العاطلين عن العمل
7- تحقيق المصالحه الشامله التي تقوم علي ادراك جميع الاطراف بانه في السياسه لا يوجد من يستطيع الحصول علي كل مطالبه وانما يجب ان يقوم الحوار بين الاطراف علي كيفية تحقيق الحد الأدني من المطالب
8- المساواة وعدم التمييز علي أساس اثني أو مذهبي
9- توحيد العمليه التعليمية بحيث تخضع المواد الدينية والتربيه القومية للتوحيد والاشراف الحكومي فلا يترك لكل جماعه ان تقرر كتب التاريخ والتربيه القوميه الخاصه بها فالنشئ العراقي يجب ان يخضع الي مناهج موحده تؤكد علي وحده الشعب العراقي مع ابراز تنوع مكونات هذا الشعب وابراز الدور القومي لكل هذه المكونات بلا استثناء
10-التكاتف والتعاون من اجل بناء البنيه الاساسيه العراقيه واصلاح انظمه المياه وشبكات المجاري العراقيه بما يقلل من نسبه التلوث الذي يعاني منه العراقيين والذي نتج عنه العديد من الأمراض الفتاكه التي تقتل الثروة العراقيه البشريه
11- الاهتمام بتخليص البيئه العراقيه من كل الموثات التي نتجت عن الحروب المدمره التي مر بها العراق والاستعانه بالخبرات الدوليه في هذا المجال
12- اخيرا من المهم القضاء علي كل الابواق الاعلامية او غيرهاالتي تبث الفرقه والفتنه في ابناء الشعب العراقي وليكن شعار الجميع العراق الواحد ،العراق الموحد الواحد مع تنوع مكوناته ساختم مقالي بعباره كنت قد قراتها يوما في احد مقالات الدكتور رشيد الخيون اتحدوا قبل أن ياتي يوما يصبح فيه تبغ الجبال كرديا ،وتمر البصرة شيعيا وبطيخ وبرتقال بعقوبه سنيين ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال عاقل
النيل - حابي ( 2009 / 4 / 9 - 07:40 )
فكر عاقل واع حكيم
تحياتي


2 - امه
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 4 / 9 - 08:58 )
لنتفق جميعا على فيصل واحد هو الامه العراقيه شعارها الدمقراطيه والتداول السلمي للسلطه


3 - شكراً جزيلاً سيدتي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 9 - 14:12 )
هذه المقالة وكما قال عنها النيل - حابي مقال عاقل أتمنى أن يقرأها أصحاب الشأن من الساسة العراقيين وأعضاء البرلمان بدلاً من أن يجتمعوا حول تكثيف مصالحهم الشخصية وأن يلتفتوا لمصالح العراق بدون تمييز .. مع وافر الاحترام


4 - شكرا لكم
سهام فوزي ( 2009 / 4 / 9 - 16:09 )
اشكركم علي تأيدي في ما كتبت وارجو استاذي الفاضل شامل عبدالعزيز ان يهتم ذوي الشان بان يتوصلوا الي حل حقيقي يعيد للعراق قوته فالعراق قد دفع الكثير الكثير وان له ان يستريح وان يصبح منارة حقيقيه للتقدم فالعراق هو من علم الدنيا الكتابه وهو صاحب حضاره عريقه تحتم علي المنتمين اليها ان يعلموا ان العراق اكبر واهم من اي اختلاف العراق هو الوطن الذي سيرجعله الجميع مهما طال السفر او الاغتراب ولكن في النهاية سيضم الجميعولن يفر ترابه بين سني وشيعي او كردي وعربي او مسلم ومسيحي وصابئي وايزدي او شبك لا العراق عاش قويا بتنوعه وباسهام مكوناته في حضارته ولذلك يجب ان يبقي العراق البيت الكبير الذي يضم الجميع ويتسع للجميع ولو ساهم الجميع في استقراره سيحصلون علي اكثر مما يتقاتلون عليه الآن ولكن للاسف وه يتصارعون يغفلون علي ان الصراع يؤخر العراق كثيرا شكرا مرة اخري

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ