الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالحة الحزب الشمولي

كاظم الحسن

2009 / 4 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تطرح هذه الايام مشاريع للمصالحة مع حزب البعث من اجل دمجه في العملية السياسيةالجارية في العراق،ونحن نفترض حسن النية للداعين لها ولكن لابد من النظر في تاريخ هذا الحزب ومعرفة ماهية تركيبته القائمةعلى الشوفينية والعنف والدم والتدمير والاستخدام المفرط للقوة في كل مراحل تاريخه السياسي وعليه يصبح امامه طريقان لاثالث لهما : اما ان يتنصل من ماضيه الدموي ويعتذر للشعب العراقي عما اقترفه من جرائم ومظالم وفظائع بحقه وبالتالي يفقد هذا الحزب كينونته العنفية وهذا مايجعله هذه اللحظة رافضا الاعتذار للشعب العراقي وربما يبحث عن (عفا الله عما سلف اخرى) بعدما دفعنا الثمن غاليا من جرا ء الاولى اتي اطلقها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم من دون ان يدرك عواقبها وما كان يحق له ذلك ، لان القرارات في مثل هكذا احداث تتطلب ان تكون موضوعية وذات طابع مؤسسي لافردي لكي لانتحمل وزر اخطاء الحكم الفرد.
والطريق الثاني وهو اقرب الى القبول ان يبحث عن تسمية اخرى شريطة ان يلتزم بالمادة السابعة من الدستور التي تنص على حظر اي كيان او نهج يتبنى العنصرية او التكفير اوالارهاب او التطهير العرقي اوالطائفي او يحرض اويبرر او يمجد او يمهد لها . ويذكر في هذا المجال ان حزب البعث قد اطلق دعوات للمصالحةمع احزاب المعارضة لكي تنخرط في العمل السياسي داخل العراق بعد اشتداد الخناق والحصار على النظام البعثي مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وكانت شروط هذا الحزب الفاشي ، حسب ماأعلنها احد اقطاب النظام هي ان تعترف هذه الاحزاب بمبادىء البعث وان تؤمن بانقلاب 14 تموز وما اطلق عليها القادسية وام المعارك وهكذا لم يبق لهذه الاحزاب سوى ان تتبعث ليس الا وانه منطق الاحزاب الشمولية التي لاتتقبل الرأي الاخر.

ولو نظرنا الى تجارب الشعوب الاوروبية في هذا المجال نجد ان الاحزاب الفاشية والنازية قد تم حظرها بعد الحرب العالمية الثانية وهو امر طبيعي لان الاحزاب الشمولية لاتقبل بانصا ف الحلول ولفد كانت خطيئةالدول الاوروبية المناهضة لهتلر هي اعتقادهم بامكانية التصالح والتراضي مع الحكم النازي عن طريق تقديم بعض من اراضي جمهورية الجيك ولم ينفع كبش االفداء هذا اذ سرعان ما انقض هذا النظام على القارة الاوروبية ليبتلع المزيد من الاراضي ويهلك الملايين من البشر.
والتجربة الاخرى هي ما قامت به الاحزاب الشيوعية في اوروبا الغربية حين تبنت ماطلق عليه الاورشيوعية لكي تندمج بالمشهد السياسي الاوروبي بعد الحرب العالمية الثانية اذ اعترفت بالنظام الديمقراطي والتجربة البرلمانية في تلك الدول ولم يصدر من تلك الاحزاب اي سلوك قائم على العنف او الدم عندما كانت في صفوف المعارضة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب