الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل الحذر- ينتج مجازر جماعية في الفلوجة

فهد ناصر

2004 / 4 / 10
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لليوم الخامس على التوالي تواصل القوات الامريكية حصار مدينة الفلوجة وقصفها بكل ما تملك من قدرات وطاقات تدميرية،طائرات أف 16،طائرات الهليكوبتر،الدبابات،المدفعية بمختلف أشكالها ،هي معركة ليست ضد دولة أعلنت العداء لامريكا،بل ضد أناس يسكنون مدينة محددة ،حصار منع كل شيء عن المدينة ،ألا الهواء الذي تلون واصبح عبارة عن سحابة من البارود وروائح المتفجرات والقنابل التي تحيل البيوت التي دمرت فوق رؤوس ساكنيها الى تراب لتزيد من حدة الاختناق بالهواء .
ترى، لماذا كل هذه الوحشية والارهاب الذي لايمكن وصفه في التعامل مع مدينة عراقية بحجم الفلوجة ؟هل لان أربعة من الامريكان قتلوا وتم التمثيل البشع بجثثهم وبتلك الطريقة التى شاهدها العالم أجمع عبر شاشات التلفزيون ووسائل الاعلام ؟ألا يكفي قتل أربعة من أهل هذه المدينة حتى وان كانوا أطفالاُمن ضمن عائلة واحدة تتكون من 25 شخص أبيدوا عن بكرة أبيهم ؟ألا يكفي قتل 300 أنسان وهذا الرقم قابل للزيادة ؟ أم أن ما يرتكب في الفلوجة من جرائم مروعة سيكون رسالة موجهة الى جهات وأطراف أخرى مليئة بالشفرات والرموز المكتوبة بالدم وقوة التهديد ؟
ما يحدث في الفلوجة حتما سيدفع الى الاذهان ما حدث لمدينة الدجيل خلال السنوات الاولى للحرب البربرية والقذرة بين نظامي الارهاب والقتل ومعاداة الانسانية حين شنت أجهزة الارهاب والقمع البعثية المختلفة والمرعبة حملتها المسعورة ضد سكان مدينة الدجيل من قتل وأبادة جماعية وتدمير البيوت وتسوية المدينة بالارض ونفي جماعي لمن بقوا أحياء من تلك المجزة الرهيبة لا لشيء سوى أن شخص ما أطلق الرصاص باتجاه موكب المجرم البعثي والارهابي المتوحش والشخص الاكثر معاداة للبشرية(صدام حسين) عندما زار تلك المدينة أو مر بها في لحظة مرعبة من لحظات وأيام العراقيين السوداء .
ما يحدث في الفلوجة هو تكرار لذات الاساليب والممارسات البشعة والاجرامية والارهابية ضد الابرياء.ما ذنب مدينة في بلد يفتقد الى كل شيء ،الامن والامان،سلطة القانون،ملامح الدولة وطبيعة وشكل النظام السياسي القائم،بلد تحول الى ساحة واسعة لتصفية الحسابات السياسية القذرة ما بين أمريكا من جهة وبين مناهضيها من تيارات الاسلام السياسي ودول رجعية وأرهابية كايران وغيرها من دول الجوار العراقي من جهة أخرى .
أن ما يحدث في الفلوجة وكل مدن العراق الاخرى هو نتيجة فشل مخططات أمريكا وسياساتها وممارساتها في العراق .تزايد معدلات البطالة والفقر وأنعدام الامن والاستقرار وعدم قدرتها على بلورة نظام سياسي محدد في بلد عانى ويلات مرعبة على يد واحد من أعتى الانظمة الدكتاتورية والذي دعمته هي بنفسها وزادت من قدراته وقوة فتكه وقمعه للملايين من المتطلعين لغد أكثر أمنا وأكثر أستقرارا ،لغد يليق بالانسان وكرامته وأرادته.
تسعى أمريكا وتابعيها في مجلس الحكم لالصاق تهمة الارهاب بمدن ومناطق محددة من العراق وانهم من بقايا النظام البعثي المقبور وتطلق بذلك يد القوات الأمريكية لتمارس واحدة من اكثر هجماتها وحشية ودموية ضد الابرياء من نساء واطفال وشيوخ في حملة عقاب وتصفية جماعية ضد سكان مدينة الفلوجة في حين يخرسون ويصمتون كالحجر أزاء الافعال الارهابية الشنيعة التي تقوم بها قوى وحركات ارهابية ورجعية من حركات الاسلام السياسي ضد النساء والاطفال وضد كل معالم التمدن والتقدم في المجتمع في مدن جنوب العراق تنفيذا لسياسات النظام الارهابي الرجعي في أيران .
الخلاص من حكم البعث المقيت وجلاديه وأجهزته القمعية كان امنية كل أنسان يامل أن يعيش بلا خوف أوأضطهاد في بلد يسوده الامن والاستقرار غير أن هذا الامل قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانهياروالتلاشي بفضل ممارسات أمريكا وقوى الارهاب التي حولت حياة وامن واستقرار المنكوبين في العراق الى ساحة لحوبها القذرة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له