الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للرابع عشر من نيسان

أحمد السعد

2009 / 4 / 9
الحركة العمالية والنقابية


ستحل علينا بعد أيام ذكرى عزيزة على قلوبنا نحن الذين كان لنا شرف العمل فى أتحاد الطلبه العام فى الجمهوريه العراقيه وعلى طلبة العراق وكل الوطنيين والتقدميين. لقد كان الرابع عشر من نيسان أنعطافه تاريخية فى مسيرة الحركة الطلابيه العراقيه ارتبطت بنضال الشعب العراقى من أجل الحرية والكرامة وحق الحياة والتنظيم للجماهير الطلابيه ولقد ابرزت وثبة كانون 1948 ظهورألأتحاد الذى قاد العمل الطلابى فى معارك الشعب المصيريه وأرتبط هذا النضال بمجمل حركة شعبنا نحو الحريه ودفع طلبة العراق فى مجرى هذا النضال الأرواح وتعرضوا للأعتقال والتعذيب فى معتقلات نورى السعيد حتى ظهر الأتحاد الى النور والعمل العلنى بعد ثورة تموز 1958.
أن نضال الطلبه من أجل وحدة الحركة الطلابيه ومن أجل مؤسسه علميه رصينه ترفد الوطن بالطاقات المبدعة والخلاقه لم ينفك عن النضال الوطنى للشعب العراقى من أجل تحقيق المجتمع المبنى على العدالة الأجتماعيه وأحترام الأنسان كقيمة عليا ، مجتمع يحترم العلم والعلماء ويسير نحو المدنيه بركب التطور والعمران والبناء .
لابد من التأشير الى أهمية استقرار المجتمع أمنيا وماديا وأزدهاره أقتصاديا وثقافيا وشيوع قيم الحضارة والتمدن فيه على نوعية مواطنيه وتركيبتهم النفسيه والمزاجيه والذى ينعكس فى سلوكهم اليومى وبالتالى فى أنتاجيتهم ولابد من أن نؤشر أن الفترة من 1978 وحتى الوقت الحاضر لم يشهد المجتمع العراقى الهدوء والأستقرار المطلوب لنشوء أجيال منفتحه على المستقبل ذات رؤيه واضحه وسليمه وعقليه منفتحه على العلم والتحضر والتمدن وذات مرونه عاليه فى تقبل الجديد والمفيد من منجزات العلم والحداثه ، فما شاب تلك الفترة وحتى الوقت الحاضر من سيادة الأجواء البوليسيه والخوف نتيجة السياسات القمعيه التى انتهجها حزب البعث بعد وصول صدام حسين الى سدة الحكم وأعتماده اسلوب القمع والملاحقه والتنكيل بكل المعارضين للنظام خصوصا بعد الحملات الأجراميه التى طالت القوى السياسيه فى البلاد بمختلف اتجاهاتها والتى تعرضت الى القمع الوحشى والأبادة والتعذيب والملاحقه والأعدامات مما جعل الأجواء محتقنه وسادت أجواء الخوف وأنعكس ذلك على سلوك الناس وبالتالى على الأطفال والطلبه فسادت المدارس والجامعات أجواء الخوف والرهبه الذى فرضته السلطات آنذاك على الجميع مما اربك التفكير ولجم الأبداع والتحصيل وأنكمش المعلمون وأساتذة الجامعات وصاروا يحسبون الف حساب لكل كلمة تصدر عنهم وأمتلأت الجامعات والمدارس بعناصر الأمن المدسوسه بين الطلبه مما خلق جوا بعيدا كل البعد عن الأجواء الأكاديميه الطبيعية وجاءت الحرب مع أيران وما رافقها من ذهاب المعلمين والمدرسين والأساتذه الى جبهات القتال ونزوح الناس من مناطق القتال وأستخدام المدارس لأسكان العوائل النازحه أو أستخدامها كمقرات للوحدات العسكريه أو مقرات للجيش الشعبى او المنظمات الحزبية أو الأجهزة الأمنيه مما أربك العملية الدراسيه ناهيك عن التأثير المدمر للظواهر العسكريه وأصوات الأنفجارات والخوف على نفسية الطلبه وخصوصا صغار السن منهم مما أضعف قدرتهم على التركيز على موادهم الدراسيه . ولقد خلقت الحرب مشكلة أخرى هى غياب الآباء الدائم أو موتهم فى ساحات القتال مما أدى الى ترك الأمهات يتحملن مسؤوليات التربيه مما ولد مشكله جديده وهى مشكلة الأولاد والبنات الذين فقدوا آبائهم أو أخوانهم فى الحرب وترك ذلك تأثيرا مدمرا على نفسية الطلبه ومستوى تقبلهم وتجلى ذلك فى أنخفاض اداء الطلبه خصوصا فى المراحل النهائيه من الدراستين المتوسطه والأعداديه بل وحتى الجامعيه .
وبعد سقوط الدكتاتوريه لم يتغير شيئ ملموس على واقع طلبة العراق ، فمن هيمنة الحزب الواحد على المؤسسه التعليميه الى هيمنة القوى الأسلاميه التى مارست ضغطا كبيرا تجلى فى المضايقات التى تعرض لها الطلاب والطالبات فى الجامعات والمعاهد وتحويل المؤسسات التعليميه الى (حسينيات) ومنع الطلبه من أقامة الأنشطه اللآصفيه كالسفرات الطلابيه والمعارض الفنيه والعروض المسرحية والغنائيه وتعرضت الطالبات الى شتى صنوف المضايقات بسبب ما يرتدين من ملابس ..الخ. فى ظل هذه الأجواء لم يجر تجديد او تطوير للمناهج الدراسيه وجرت عملية منظمه لأغتيال الأساتذه الجامعيين بغية دفعهم للهجرة الجماعيه لكى يتسنى للجماعات الأسلاميه السيطره على المؤسسات التعليميه والجامعات وأدارتها وفق مشيئتها وتصوراتها مما أبعد المؤسسه التعليميه عن أهدافها العلميه والمعرفيه حيث سادت الفوضى والأرباك فى دوام الطلبه وأنتظامه وكثر تغيب الطلبه وأستهانتهم بالمؤسسه التعليميه بسبب كثرة العطل والأجازات . المسأله الأخرى المهمه هى فى التضييق على عمل التنظيمات الطلابيه ودخول رجال الدين المستمر للحرم الجامعى وأقامتهم الندوات الدينيه ونشرهم البيانات والمنشورات التى تتضمن استعداء الطلبه بعضهم على بعض وخلق حالة من الأحتقان فى الوسط الطلابى وتحريض البعض على البعض الآخر بحجة الدعوه الى الفضيله ، لقد منعت الموسيقى فى نوادى الجامعات ومنعت الكثير من المظاهرالمعروفة فى الوسط الجامعى كالأختلاط والمنافسه وروح العمل الجماعى خصوصا فى الكليات التطبيقية ولمتتمكن التنظيمات الطلابيه الديمقراطيه من العمل أو أقامة الفعاليات بسبب المنع الذى مارسته عمادات الكليات والمعاهد المتواطئه مع القوى الأسلامبه أو الخائفه من أثارة غضبها ، لذلك أنكفأ الطلبه على انفسهم وتجنبوا الخوض فى الأمور التنظيميه والمهنيه وتجنبوا التجمعات التى يمكن أن تؤدى بهم الى الأختطاف او الأعتقال او القتل فى أحيان كثيره . وسط هذه الأجواء لم يتمكن الطلبه من تنظيم أنفسهم والألتفاف حول المنظمات الطلابيه التى تمثلهم حيث أغلقت ابواب العمادات فى وجه هذه المنظمات ومن بينها أتحاد الطلبه العام الذى سيحتفل طلبة العراق بذكرى تأسيسه بعد أيام ولم يمنح فسحة العمل المطلوبه ليمارس نشاطه المهنى .وينشط فى تدعيم وحدة العمل الطلابى والوطنى كفصيل مهم وأساسى من حركة البمجتمع المدنى من أجل الديمقراطيه والعدالة والتمدن.
المجد لذكرى الرابع عشر من نيسان أنطلاقة العمل الطلابى الوطنى التقدمى والخلود لشهداء الحركة الطلابيه المناضله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحق قدم.. 3408 فرصة عمل جديدة في 16 محافظة.. اعرف التفاصيل


.. ألمانيا.. متضامنون مع فلسطين يعتصمون أمام جامعة هومبولت في ب




.. كل يوم - -حكايات الحما- .. اتيكيت وقواعد التعامل بين الخصوصي


.. غزة اليوم(3-5-2024):عدنان البرش.. طبيب مستشفى الشفاء، في عدا




.. نقابة الصحفيين الفلسطينيين: 135 صحفيا وعاملا بمجال الإعلام ق