الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تراث الفقيد عبد السلام المؤذن حي لايموت// الوعي المطابق والوعي المتاخر. .

بلكميمي محمد

2009 / 4 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


الضرورة الطبيعية ، التي تتحكم في تطور الجنين داخل بطن امه .. تشبه الضرورة التاريخية ، التي تتحكم في تطور المجتمع الجنيني ، داخل بطن المجتمع .. الام .
في الحالة الاولى ، تقوم الصيرورة الطبيعية على النحو التالي : بعد اخصاب بويضة الام ، تنطلق عملية تراكم ونمو خلايا الجنين.
وفي لحظة معينة من ذلك التراكم الكمي ، تحدث القفزة النوعية ، تحول الجنين الطبيعي ، الى كائن بشري مكتمل التشكل والتبلور .
ويتشكل هذا الكائن البشري الجديد ، داخل بطن امه ،، يبدا الصراع في الاحتداد ، بينه وبين الكائن البشري القديم الذي تمثله الام .
هذا الصراع بين الجديد والقديم ، الذي تتخلله اوجاع والام ،، يبلغ ذروته في مرحلة المخاض ، التي تؤشر لقرب ساعة الوضع ، حيث يظهر المولود المتحرر من جسم امه .
هذا بوجه عام ، هو القانون الموضوعي للضرورة الطبيعية .
ان القانون الموضوعي الاخر للضرورة التاريخية الذي يتحكم في تطور المجتمع ،، يشبه الى حد كبير ، القانون الاول .
في البدء ، يكون الانقسام ،، أي ظهور المجتمع الجنيني ، في صلب بطن المجتمع الام الحامل .
ثم تنطلق صيرورة تراكم ونمو وتطور خلايا طبقات المجتمع الجنيني الصاعد .
وفي لحظة معينة من ذلك التراكم الكمي ، تحدث القفزة النوعية ، المتمثلة في استكمال تبلور وتشكل المجتمع الجديد ، وداخل بطن المجتمع الام القديم .
الامر الذي ينجم عنه تناقض ، بين الجديد المتطلع الى التحرر والاستقلال ، والقديم الذي يعرقل ويعيق ذلك التطلع .
هذا التناقض ، هو سبب الازمة ( ركود النمو ) ، التي تعبر عن نفسها في شكل انفجار عنيف ، بين المجتمع القديم والمجتمع الجديد .
وهذا الانفجار هو المخاض ، الذي يعبر عن قرب ساعة ولادة المجتمع الجديد .
الى هنا يمكن الحديث عن التشابه ، بين منطق تطور الظاهرة التاريخية .
مع ذلك هناك اختلاف جوهري بين الظاهرتين ، يتحدد في التالي ، بالنسبة للطبيعة يحصل الوعي وقت جد مبكر ، قبل لحظة المخاض ، بالكائن الجديد ( انتفاخ بطن الام مثلا ) .
في حين ، بالنسبة للتاريخ ، يتم نمو الجديد في بطن المجتمع القديم في سرية تامة ، بحيث لايمكن الوعي بالكائن الجديد ، الا عند حلول لحظة المخاض ، أي انفجار صراع طبقي عنيف ، بين القديم والجديد ، الذي يؤشر لقرب ساعة الولادة .
لذلك من الناحية السياسية ،، ان الذي يميز بين الحزب الطليعي ، ( في المنعطفات التاريخية الحاسمة ) ، هو الذي تكون له حاسة الشعور والادراك الاستثنائية ، التي توحي اليه بان لحظة المخاض قد حانت ، ويالتالي يكون وعيه مطابقا للواقع الموضوعي ،، ومن ثم يكون قادرا ، بدون ادنى تردد ، على تحديد الشعار السياسي الجريئ الذي تقتضيه المرحلة .
وفي راي الفقيد عبد السلام المؤذن ، ان المجتمع المغربي دخل مرحلة مخاضه ، منذ انفجار اضراب 14 دجنبر العظيم .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل