الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القتل هو الحل الاسهل في العراق

نجاح العلي

2009 / 4 / 10
حقوق مثليي الجنس


لا اعرف لماذا مر حادثة قتل عدد من الشبان بعمر الورد في مدينة الصدر ببغداد اواخر شهر اذار ومطلع شهر نيسان مرور الكرام دون ادانة اواستنكار.. ربما تاخرت عدة ايام قبل الشروع بكتابة مقالتي للتاكد من الامر ومعرفة حيثيات الموضوع.. وبعد التحري والتقصي تبين ان القوات الامنية عثرت على جثث ثلاثة شبان قتلوا باطلاق النار عليهم في مدينة الصدر وان جثتين تعرضتا للتعذيب وقد علقت عليهما ورقة تحمل عبارة (منحرف) وان الجثتين كانتا لشابين (16 و18 عاما) القيتا في منطقة السدة التي عادة ما ترمى فيها النفايات في اطراف مدينة الصدر مع العلم انهما قد تعرضا قبل ايام من مقتلهما لهجمات ادت الى اصابتهما بكسور في الايدي والارجل.. فضلا عن مقتل ثلاثة شبان اخرين نهاية شهر اذار للاسباب ذاتها.
وقد سبق عملية القتل تحشيد جماهيري من قبل رجال الدين اذ ندد احد خطباء الجمعة في المدينة بما وصفه بمظاهر الانحراف بين النساء والرجال كارتداء الشبان لازياء مشابهة لازياء النساء وظاهرة التخنث"، وناشد المصلين وقف انتشار هذه الظاهرة وهذه المناشدة بطبيعة الحال بمثابة اعطاء الضوء الاخضر او لنقل اباحة دماء هؤلاء مع تبرئ عشائرهم من دمهم مما جعلهم عرضة للقتل والتصفية.
ان انتشار ظاهرة التخنث بين الشبان وخاصة في العاصمة بغداد يرجع سببه التعصب الديني والانغلاق الاجتماعي مما يدفع الشباب وخاصة المراهقين بارتداء ملابس ضيقة والذهاب الى المقاهي وصالات الالعاب، وقد انتشرت حالات التعذيب بحق هؤلاء في مناطق متفرقة خاصة في شرق بغداد.
الغريب في هذه الحادثة ان الشجب والاستنكار ياتي من اقاصي العالم امام الصمت الرسمي والشعبي في العراق فقد نضم عدد من المواطنين تظاهرة في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، نددوا بحادثة قتل هؤلاء الشباب وضعوا خلالها زهوراً على نعوش رمزية لهم.
وبحسب جماعات لحقوق الإنسان أنها وثقت الجرائم التي ارتكبت ضد المثليين بالعراق، وأكدت أن 400 مثلي على الأقل قتلوا هناك خلال السنوات القليلة الماضية.
ان تشريع القتل واباحة الدماء هو الحل الاكثر سهولة والاكثر دموية في معالجة بعض المشاكل والظواهر الاجتماعية الا انه بالتاكيد يؤدي الى تفاقم الحالة ويزيد من تعقيداتها، فالحل من وجهة نظرنا هو بالكلام والموعظة الحسنة وان اصروا على موقفهم في اختيار طريقة عيشهم فامرهم الى الله اما يعذبهم او يتوب عليهم، فما الضرر بارتداء ملابس معينة ضيقة كانت ام واسعة او اتخاذ تسريحة معينة او وضع مساحيق والوان معينة على الجسد او وضع اوشام عليها.
ومن اعطى الحق لاي كان ان يقيم القصاص على الناس؟ أليس امير المؤمنين او الحاكم هو من تقع عليه مسؤولية اقامة الحد وفق رؤية المذاهب الاسلامية قاطبة، وان ارتضى البعض اقامته بدعوة الحفاظ على المجتمع من الانحراف، فاين هؤلاء من المفسدين والقتلة والمغتصبين خاصة اذا ما علمنا ان العراق جاء في المركز الاول في الفساد المالي والاداري، فلماذا لا يقام القصاص على هؤلاء المفسدين؟ ولماذا لم نشاهد او نسمع ان احد المرتشين او المفسدين او المتجاوزين على المال العام تم قتله او تصفيته؟ رغم عدم ايماننا بهذه الطرق فنحن دولة مؤسسات ودولة قانون تتاح فيه للفرد وفق الدستور العراقي الحرية الكاملة في اعتناق الدين او المذهب او طريقة العيش التي يرتضيها دون المساس او الاساءة الى حقوق وحريات الاخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية


.. طلاب نيويورك يواصلون تحدي السلطات ويتظاهرون رفضا لحرب غزة




.. نقاش | اليمن يصعد عملياته للمرحلة الرابعة إسناداً لغزة ... و


.. لحظة اعتقال قوات الاحتلال حارس القنصل اليوناني داخل كنيسة ال




.. حملة أمنية تسفر عن اعتقال 600 متهم من عصابات الجريمة المنظمة