الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم احترقت بابل

مجيد محسن الغالبي

2009 / 4 / 10
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


"حين تدفقت عربات الجحيم كانت بابل تتلوى على خاصرة الفرات من الالم وكان نزيف السنين المر ترف له الاوصال وبابل عروس الدنيا التي لم يغادرها بريق العيون ظلت شاخصة وهي ترى اعذاق التمر الذهبية التي تدور صغار الضياء الصفر بين فرداتها يعفرها تراب العجلات وزعيق الرجال الذين هجروها في لحظة من الخزي يصم اذنيها كان الذهول مرارة الموت وهي ترى مدورة الهباء تطيش باتعابها ويتلقف الغرباء اشيائها الحلوة حتى اقراطها.. بكت بابل من القلب وادمت دموعها يباب الرجولة التي نكصت ولعل هول اللحظة ان ترى ابنائها ينهوب بيتها ويحرقونها .... صرخت بابل ولكن الصم الصياخيد وحدها كانت تبكي ..فمتى يابابل نضحك معا؟"
ان سعي الشعوب للحرية وإصرارها على الدفاع عنها ليس لان الحرية تمنح مساحة من الوجود غير المقيد بل لان الحرية مصدر للحياة فإذا كان المعطى الحضاري هو ناتج لأداء الإنسان الواعي فان حيثيات الوعي لايمكن ان تكتمل بدون الحرية لان الوعي اصلا مظهر من مظاهرها وبالتالي فان اية هوية وطنية لاي تكوين اجتماعي وعلى اية بقعة من الارض سوف تعاني من التهميش بل والقصور عن الاندماج والتفاعل الانساني ومن ثم الضمور اذا ما تعرضت الى القيود اوالتحديد من الخارج
ان البنى التحية لاي شعب في الدنيا هو ثقافته والتي هي مصدر لنشاطه الجمعي على مر العصور وان جزئيات هذه الثقافة من التفرد بحيث يشكل بصمة تاريخية لاتتكرر في أي شعب اخر ولا في زمن اخر ومن ثم فان الرافد الثر الذي يتدفق في رحم الازمنة ويغني الحياة البشرية والذي يصدق عليه مفهوم الحقبة الحضارية هو نتاج عياني لتفاعل عطاءات الشعوب المتدفقة من ارثها وقيمها الحاضرة ووعيها وقدراتها المتميزة ولذلك فان الهمينة على الشعوب تمثل احتواء لثقافتها وهذا مايعني مسخها واحلال ثقافة البديل المهيمن مما يجعل منها مفصل من مفاصل ثقافتة هو وتابعا مسخا له وهو مما يعني ليس الحرمان من التفاعل الحضاري فحسب بل خلق للثقافة القائدة التي تجعل من ارث الشعوب وقدراتها الحاضرة ثقافة مقادة أي ان كل المنجز التاريخي للشعب المغلوب لايساوي اكثر من عبوديته وبالتالي فلا هوية وطنية ولاجود اصلا الا مع السيد الذي يتدفق بقوافل الهيمنة ويقبض باقانيم الوجود المغلوب فيقلب ذات اليمين وذات الشمال وفقا لمقتضيات مصالحه فلايغدو المغلوب سوي مصدر من مصادر الطاقة أي مجرد رقم في نظام معلومات او ربما علبة من علب الخزين وعندها تكون الارادة مجرد امنية عقيمة بعيدة المنال عندها تشيع ثقافة العيش الاستهلاكي التي يكرسها الغالب فلا قيم اكثر اهمية من قيم الاستهلاك لابمفهوم الاقتصاد بل بمفهوم الادارة والثقافة وينهد الصراع الكامن في المجتمع والذي كان ذات يوم مصدر للابداع لانه مظهر من مظاهر التنوع الخلاق فيتحول الى اداة من ادوات التقويض ذلك بسبب السعي المتزاحم للعيش وفقا لثقافة لاتبتعد في بصيرتها اكثر من الحاضر
ولكي تستكمل قبضة الاحتواء فان جميع هياكل التنظيم في المجتمع ينبغى ان تتوقف لانها تمثل في ترتيبها للسلطات التي انتجها المجتمع ذات يوم ادوات لاستغلال الطاقات لانها مصدر ديمومته ومع الاحتلال تصبح لامعنى لها لانها تشكل تعارضا مع هياكله التنظيمية التي تدور عجلتها لديمومته الامر الذي يعني تخريب كل البنى التنظيمية ممايسمح لكل عوامل التردي التي كانت قيم التنظيم تحد من وجودها ان تطفو على السطح وفي مقدمتها خطر الادارة والانحلال الاجتماعي وسيادة القيم البدائية التي تخضع لتنظيم القبيلة وروابط القرابة عندها تبدو حقيقة الوجود مع الاحتلال مجرد وهم .
مجيد محسن الغالبي
8/4/2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف