الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجد للعملاء واللعنة على الوطنيين بيوم التحرير من الاحتلال الصدامي

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)

2009 / 4 / 10
حقوق الانسان


في ذكرى المساء السعيد لسقوط صنم الدكتاتورية وتمثال القسوة والاستبداد، أتقدم لأرواح الشهداء ضحايا الاحتلال الصدامي من الاسلاميين والشيوعيين والقوميين ،من الشعراء الشعبيين كغازي ثجيل والمطربين كصباح السهل والمومسات بائعات الهوى والمتعة في شارع بشار ،وصانعي النكات العابرة وسائقي التاكسي الذين اقتيدوا للموت جراء مزحة في حضرة راكب ماجور، الى طلاب الصف الرابع الثانوي ج من اعدادية الكاظمية المعدومين دون استثناء بسبب عبارة شتمت الطاغية خطت بالطباشير الابيض على سبورة الصف ،الى الزعماء الدينيين والسياسيين والجنرلات وقادة الانقلابات الخائبة ,الى ضحايا غازات الخردل وثاليوم السموم من العرب والكرد والتركمان ،الى وقود الحروب الخاسرة والمهالك المجنونة الى اصدقاءي كلهم الذين غابوا في غرف مظلمة وتواروا في مقابر مجهولة..الى ذوي الضحايا نساءا واطفالا وشيوخا ...الى كل هؤلاء أتقدم ببطاقات ملونة من السعادة كما اتقدم بالعرفان الامتنان الى كل من ساهم بازالة هذا الكابوس واسقط التمثال الجاثم على العراق طيلة اربعين عاما من الكوابيس والحروب والمجاعات والعزلة الابدية.
اتقدم بالتبريكات والسعادة للعائدين من منافيهم الموحشة وغربتهم الصقيعية والى الذين مازالوا مرابطين هناك ،الى الناجين من الزنزانات المظلمة وملاجئ الحروب المهلكة ،الذين مازلوا يحتفظون برعب الليالي البعثية في دفاتر مذكراتهم الممزقة وصدورهم التي نخرتها الايام الصدامية .
وارجو ان يفهم الصداميون وذيولهم من اشباه الرجال والكتاب والاعلاميين ومعهم فرق القتلة والجلادين الذين أطالوا باعمار الطغاة ومّجّدوا مجازرهم، هؤلاء الذين لايريدون ان يعرفوا سر سعادتنا بهذا المساء السعيد واسباب المباهاة بها
اتمنى منهم وبهذه المناسبة الاسعد على ايامنا المغتصبة بانياب البعث على ان لايزايدونا على حب الوطن العراقي الذي تقاسمنا معه الالام والامال ولم نقايضاه باوقات المحن العصيبة باغلى الاثمان ولايزاحمونا على مساحة الحرية الضئيلة التي اكتسبناها بعد سيل من الدمار والارواح البريئة .
فانشدنا لوطننا اناشيد الكبرياء واعطيناه مداد الدماء في الوقت الذي كانت فيه هذه الاصوات ((الوطنية جدا ))المبحوحه تصفر بموسيقى الحروب وتتقدم الجوقات العسكرية وتهتف للعرفاء المجرمين وهم يلقون بحمولاتهم من سموم الموت على مواطنين ابرياء في ذرى جبالنا العزيزة او يسحلون شيوخنا ونساءنا الكريمات في جنوب العراق ووسطه الى مذابح القتل المجاني بحضرة الوحش علي كيمياوي .
ويأتي اليوم هؤلاء يلجأون الى اللعبة الماكرة والمخادعة بتصنيفات مزورة الى (عميل للمحتل ومتعاون معه )وهم بالحقيقة وصف انتقامي وثأري من ضحايا خرابهم وزيف كلماتهم وخداعهم و تصفيقهم المهين للطاغية الذي ذبح الوطن والعريف الذي دمر القرى على رؤوس اهلها الابرياء ،وياللغرابة ان هؤلاء يصفون انفسهم بالوطنية وهم واليوم يحاولون العودة من جديدة ليجهزوا على البقية الباقية من ابناء هذا الشعب المعذب والناجين باعجوبة من ثراماتهم ومن احواض تيزابهم ومن كراديس موتهم الاجباري في مسلسلات حروبهم الجنونية .
وبعد كل ذلك يعترض علينا هؤلاء على تسمية هذا المساء السعيد الذي ازال هذا الكابوس بمساء التحرير والحرية ،نعم انه مساء التحرير من بساطيل البعث ومن رعب زنزاناته ومن كلمات صحفه الصفراء المنسوخة عن بعضها.. وتحرر من رزنامات حروبه ومن ساعاته الرهيبة المليئة بجيوش المخبرين والمتجسسين على الكلمات والمشاعر والاحلام ..التحرر من السجون السرية والعلنية التي ملات البلاد المنكوبة بحكم العصابة البعثية وجلاوزتها ...التحرر من عشرات العناوين التي تخنق المواطن العراقي من جند الطوارئ الى جيوش الحرس الجمهوري والشعبي والاف المخبرين والجلادين والاف المطربين وصناع الطغاة ومروجي مجازرهم من اشباه الكتاب والاعلاميين،كل هؤلاء يتصدورون اليوم عناوين الصحف القومية والمؤتمرات المشبوهة بوصفهم( وطنيين جدا ومقاومين جدا) للاحتلال وهم ينسون انهم لم يبقوا للاحتلال الامريكي الا هياكل بشرية انخرها الجوع والخوف والرعب .
ان كان كل ضحايا الثرامة البعثية والمقصلة الصداميةمن العملاء فانا اولهم ولهم مع الشهداء الابطال بكل تلاوينهم وانتماءاتهم بطاقة حب نيابة واصالة عن كل العراقيين الذين يحتفلون هذا المساء بالتحرير من الاحتلال الصدامي البغيض ولو كان تحريرا على رافعة اجنبية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون أمام منزل بيني غانتس لإتمام صفقة تبادل ا


.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة




.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم


.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا




.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا