الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناول عقار السكوت

سامي فودة

2009 / 4 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لقد عايشنا تجربة الاحتلال المريرة ومازلنا نعتاشها بكل تفاصيلها أباً عن جد منذ أن وطأ هذا العدو وأذنابه علي هذه الأرض المقدسة حتى يومنا هذا.فما كان أمامنا إلا معادلة الصراع من أجل البقاء علي هذه الأرض والحفاظ عليها جيلا بعد جيل بكل أشكال النضال من الألف حتى الياء فكانت المعادلة التي فرضت علينا هي المقاومة. مقاومة المحتل ،المقاوم الذي يناضل ويقاتل ويسجن ويبعد ويعذب من اجل ثوابت مقدسة وبين محتل غاشم نازي أطماعة الاستيلاء والتوسع والإبادة العرقية بحق كل من ينطق بكلمة أنا فلسطيني ويعيش علي هذه الأرض، ومع هذا كنا نتسابق من اجل التضحية بتقديم أنفسنا قرابين لهذا الوطن دون مقابل سواء الاعتزاز والشموخ بوسام التضحية وفي كل جولة نخرج مرفوعين الرأس ونفتخر ولا نخجل مع من يحاربنا لأنة في البداية والنهاية أسمة عدوة محتل وغاصب وقاتل .
أما اليوم ماذا أقول لأبنائي بعد أن علمتهم معني المقاومة وشرف السلاح وحرمة الدم أقول لهم عفواً لقد تغيرت النفوس وأصبحنا نجري وراء الكراسي والفلوس وتركنا خلفنا أعز من المال والنفوس هو الوطن ما الذي أصابنا يالله هل جرثومة إقليمية أم فكرة انتهازية من الذي زرع في نفوسنا هذا الوباء ومن الذي افقدنا البصيرة وأصبح الحقد الاعمي هو المسيطر علينا دون تفكير بنتائجه ما الذي أوصلنا لهذه المرحلة هل حب الأوهام ونسج الخيال في إقامة ما.. في نفس يعقوب ؟
وحتى تحمي نفسك من الموت أو الإعاقة المستديمة أو النفي عن ارض الوطن أو التخوين تناول عقاقير السكوت. عقارا في متناول أيدي ألاف من سكان قطاع غزة مجانا لا يباع ولا يرد بالرغم من وجود مئات الأصناف من هذه العقارات تحت مسميات عديدة تباع بأسعار متفاوتة بالصيدليات واسم هذا العقار المنتشر هو عقار السكوت وهذا العقار ينصح استخدامه لأنة كحد السيف أذا متنعت عن استخدامه أصابك صداع وهزل وإذا سئت استخدامه عرضت نفسك أما للموت أو الإعاقة المستديمة أو التخوين أو التكفير أو النفي عن ارض الوطن ، وان أردت استخدامه فينصح بحرص مع الخد بالحيطة والحذر الشديد خوفا من مستطرقين السمع وإبلاغ ولي الأمر بالأمر وحينها ياويلك سوف تجيش الجيوش لك وتشحن الهمم وسيكون موتك فيه ألوان العجب لأنه بذلك خروج عن النظام المألوف وبهذا حكمت علي نفسك بالفناء شيئا لا يصدق أصبحنا كغيرنا من الدول الاخري فعند مخالفة الفصائل لا بد من خفض الرؤوس.
لهذا متى نتحرر من ذاتنا ونخرج عن صمتنا .ونكسر كل شيئا حولنا بتعبير عن رأينا فمتى خلقنا عبيد. فقد قالها سيدنا عمر رضي الله عنه لقد أنجبتنا أمهاتنا أحرارا فلماذا كل ذلك لماذا استخدام سياسة تكميم الافواة وكبت الحريات إذا لابد في الأمر شيئا تخاف منه هي الحقيقة فالحقيقة هي كأشعة الشمس احذر منها فهي تظهر كل العيوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد سقوط الأسد... سوريون في ألمانيا يعبرون عن آمالهم ومخاوفه


.. مغامرة كاياك لا مثيل لها بالإمارات




.. مئات الضربات الجوية والبحرية الإسرائيلية تدمر غالبية قدرات س


.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة




.. مراسل الجزيرة يرصد مشاهد من حرق ضريح الرئيس السوري السابق حا