الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة ماكنة حلاقة - المذكرة السادسة

نبيل قرياقوس

2009 / 4 / 11
سيرة ذاتية


السبت والاحد هما يوما العطلة الاسبوعية في اوساكا، يتمتع بها العاملون بعد خمسة ايام عمل دؤوب. زرت في هذه المدينة اليابانية معامل انتاج مختلفة وفي جميعها اقسام رئيسية للبحث والتطوير تضم خيرة العقول العلمية ، اضافة الى اقسام تدريب الشباب الجدد فنيا. العاملون جميعا لهم زيهم الخاص كل حسب شركته او معمله ولديهم ساعة استراحة خلال العمل يتناولون فيها وجبة طعامهم، المرافق الصحية العامة في تلك المعامل لايمكن لمستخدمها الدخول اليها دون خلع حذائه وارتداء (نعال) خاص موجود في مدخل تلك المرافق.


نضمت لنا الشركة المستضيفة زيارات سياحية تمتعنا بها كثيرا ايام العطل، اذكر منها زيارتنا لقلعة اوساكا التاريخية المبنية كلها من خشب وبعدة طوابق بطريقة معمارية جذابة وقد ركب اليابانيون فيها مصعدا كهربائيا، رأينا ساحات جميلة لاتغادرها الطيور التي تسير مطمئنة بين اقدام (البشر)، اما القطط فهن محترمات ومقدرات بشكل يفوق ماتتصوره اي قطة عراقية، فهن نظيفات وموضوعات في اقفاص للبيع كما هي حال بعض الكلاب النادرة التي تباع في سوق الغزل ببغداد، كنت اصفن على تلك القطط واتذكر حال القطة المسكينة في العراق وهي تتصيد لقمتها في بقايا الازبال، اسمحوا لي ان اخرج عن نطاق الموضوع واذكر لكم حديثا طريفا (ذا صلة) لأحد زملائي البصريين الذي قدم الى بغداد في اعوام التسعينيات وقت كان العالم كله يحاصر شعب العراق المغلوب على امره، قال لي: (اعتقد ان الامور في بغداد غير متأثرة جدا بالحصار، لأني رأيت قططكم تمشي في الشوارع وهي بحال ليس كحال القطط البصرية التي باتت وكأنها شبح هيكل عظمي متحرك!.)


ارجع الى اوساكا ولانتقل سياحة بقطارات المترو بعد قطع تذكرة من ماكنة ذكية بلمس اسم المنطقة التي انوي السفر اليها وتقوم هذه الماكنة بارجاع المبلغ المتبقي لي بذمتها من المبلغ المدفوع. عربة القطار فيها كراسي قليلة وهي للمعوقين وكبار السن، اما الكل المتبقي فهم واقفون ومنظرهم كمنظر مسيرة تظاهرة، تجد العديد منهم بيدهم كتاب صغير يتابعون قراءته ماسكين باليد الاخرى مسندا مربوطا بسقف العربة.


من المفارقات السياحية التي صادفتها تلك التي حدثت لي مساء احد الايام بفندق اقامتي باوساكا حيث وددت استعمال ماكنة حلاقة الوجه الكهربائية التي اصطحبتها معي من بغداد، وجدت ان رأس السلك الكهربائي للماكنة لايمكنني تلبيسه بمأخذ كهرباء الغرفة، اتصلت بأحد منتسبي الفندق دون ان يسعفني بوسيلة، اضطررت للحلاقة بشفرة اعتيادية وانتهى الموضوع بالنسبة لي.


صباح اليوم التالي وبينما كنت اتدرب في مقر الشركة لمحت مسؤولا من الفندق الذي اقيم فيه وهو يتنقل بين مكاتب ادارة الشركة، والى هنا اعتقدت ان الموضوع لايخصني، الغريب في الأمر ان (تاجيما سان) الخبير المدرب لنا اخبرني ظهر نفس اليوم بأن مسؤول الفندق جاء ليخبر ادارة الشركة أن احد ضيوفها (يقصدني) أراد استخدام ماكنة حلاقة كهربائية مشغلا إياها على كهرباء الفندق! استغربت أيما استغراب لما سمعته واندهشت لدرجة أفقدتني صوابي فصمتّ بدل ان اسأله عن نوع العلة في ذلك، وها قد مر اكثر من عشرين عاما ولازلت للآن غير عاثر على موجبات منطقية لذلك الحدث العجيب، فهل من مفسر؟ وهل من مصدق!؟.


مفارقات نادرة اخرى عشتها في رحلتي، سأدونها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة السيارات الكهربائية الصينية | عالم السرعة


.. الشرطة الألمانية تطلق النار على مهاجم يحمل فأسا داخل تجمع لم




.. سلسلة جرائم مروعة.. قصة قتل غامضة وسلسلة من الألغاز تقود إلى


.. مسلسل -هاوس أوف ذو دراغن- : متى تعلن الحرب بين الملكتين تارغ




.. -يلوّح بفأس وعبوة حارقة بين المشجعين في #هامبورغ.. - والشرطة