الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر و أولاد حارتنا

عبدالرحمن اللهبي

2009 / 4 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كنا ونحن يوافع في الحجاز تتقسم المدينة إلى أحياء نسمي الحي(حارة) فطباع أهل الحجاز و مصر تكاد تكون واحدة .
كنا نحن اليوافع في الحي دائمي التحرش بأبناء الحي المجاور و دائما تحدث المناوشات بين حي و آخر.
عندما أشاهد حال الدول العربية الآن أجدها حالة مكبرة عن الأحياء فيما مضى.
كانت الحواري أو لنقل كما كنا نقول (الحواير ) تجدها متضامنة لو جاءهم غريب عن البلدة .
الغريب في الأمر أن كل حي من الأحياء له كلابه و تجد كلاب الحارة في قتال دائم إلا أن يدخل كلب غريب من حارة أخرى تجد كلاب الحارة اتحدوا عليه و نهشوه من كل جانب.
الآن ما أشاهده أن الدول العربية لا تتوفر فيها ولا حمية كلاب الحواير قديما.
كان هناك طريقة عجيبة عندما يريد أبناء الحارة تأديب أحد كبار حارتهم المنشق عنهم أو كبير حي آخر يبعثون بأحد صغارهم أو احد التافهين عندهم ليتحرش بذلك الكبير فإن حاول الرد عليه أو الاعتداء خلق مبررا لأبناء الحي للاعتداء عليه أو تركه أمام الناس وقد نزل من قدره إلى مستوى ذلك التافه.
ما أراه الآن هو ما يحدث لمصر هذه الدولة الكبيرة الكريمة التي ضحت بأبنائها طوال عقود في سبيل الجميع تتكالب عليها القوى الكبرى أو التي تأمل أن تصبح من الكبار أملا في ما ض قد تولا, تلك الدول التي تبدو ظاهرا أنها على عداء وهي في الحقيقة تعمل على مصالحها متضامنة من وراء حجاب حتى مع العدو الظاهر و مصالحهم جميعا تقتضي الإجهاز على مصر التي كما قال حافظ:
أنا إن قدر الإله مماتي ***** لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي
و لما أن الشرق العربي هو المستهدف و لن يتمكنوا منه إلا بعد الإجهاز على مصر.
كلفوا السيد حسن نصر الله أن يكون هو ذلك الصغير الذي يقف في وجه مصر لتجهيزها للإجهاز عليها.
لقد كان عقلاء الحارة في مثل هذه الحالة يترفعون عن النزول إلى مستوى لا يليق بهم حتى لا ينزلوا من قدرهم و يخلقوا المبرر لباغي الشر, و لكن يبدوا أن رجال مصر بلعوا الطعم فأصبحت مصر العظيمة خصما لحزب ليس له في عداد الدول قيمة.
إن حزب الله أصبح شوكة في خاصرة الأمة العربية و هذا لا يعني أنني من المعادين للمذهب الشيعي فكثير من كبار المذهب في لبنان يعارضون ما يقوم به الحزب.
ليت رجال مصر يترفعون عن مجارات هذا الحزب و يتخذون الإجراءات المقننة ضد كل تصرف يبدر عنه دون النزول إلى مستواه.
لقد حاولوا أن يشغلوا مصر بحماس و من لف لفها لينطلق الدمار الذي ستستفيد منه إسرائيل و إيران في المقام الأول و تخرج منه مصر صفر اليدين.
إن حزب الله و حماس و من لف لفهم حركة تقويضية لو تمكنت لنجح مخطط التفتيت و اشتعلت نيران الفتن التي لا تبقي ولا تذر.
أسأل الله أن يكفينا شرها و شر من ينفخ فيها و كم من النافخين خلف الباب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحلة مؤثرة تتهافت عليها شركات صناعة السيارات العالمية | عالم


.. عريس جزائري يثير الجدل على مواقع التواصل بعد إهداء زوجته -نج




.. أفوا هيرش لشبكتنا: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الج


.. مصدر لسكاي نيوز عربية: قبول اتفاق غزة -بات وشيكا-




.. قصف إسرائيلي استهدف ساحة بلدة ميس الجبل وبلدة عيترون جنوبي ل