الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات الانروا في لبنان

ابوعلي طلال

2009 / 4 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


في انتخابات تعتبر الاكثر سخونة وتنافسا منذ اكثر من اثنى عشر عاما للفوز بالمقاعد التمثيلية لاتحاد المعلمين والموظفين والعمال في الانروا في لبنان..وفي اجواء نادرة من الديمقراطية عاشت المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان يوما انتخابيا استمر حتى ساعات متأخرة من يوم الثامن من نيسان 2009م شارك فيه مايقارب الـ2800 معلم وموظف وعامل في مختلف القطاعات.
وقد تميزت هذة الانتخابات عن سابقاتها بوضوح التافس السياسي فيها وما حملة من معاني ودلالات ومن رغبة واضحة للقوى السياسية الفلسطينية من الاستفادة من هذة الانتخابات للدلالة على حجمها وحضورها بين صفوف اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان...بل ذهبت بعض القوى لابعد من ذلك للاستفادة من نتائجها على طاولة الحوار الفلسطيني.
كما اختلفت صور وشكل اللوائح المتنافسة في هذة الانتخابات، فما هي الخلفيات التي خاضت على اساسها القوى والكتل الرئيسية هذة المعركة؟ وكيف ادارتها وما هي الاهداف المعلنة والمخفية لها في هذة الانتخابات ؟وماهي المؤشرات التي تمخضت عنها نتائج هذة الانتخابات. اسئلة سنحاول الاجابة عليها وبشكل قريب من الموضوعية.
بداية تكمن اهمية هذا الاتحاد كونة الاتحاد الاكثر ديمقراطية في الاوساط الفلسطينية في لبنان رغم ان نظام الانتخاب فية نظام اكثري لايعبر عن الحجم الحقيقي لاحجام القوى كما هو الحال في النظام الانتخابي النسبي الكامل،كما يعتبر الاتحاد الاكبر للفلسطينيين في لبنان حيث يمثل اكبر شريحة فلسطينية في لبنان،كما يتحمل مسؤولية الدفاع عنهم وعن حقوقهم ومكتسباتهم في ظل خسائر فادحة في صندوق التوفيرالخاص بهم ونسب متزايدة في تخفيض الموازنة العامة للانروا والتي تطال بالاساس الخدمات المقدمة رغم قلتها لللاجئيين الفلسطينيين في لبنان اولا والموظفين والعاملين ثانيا. ووحدة وتطويرهذا الاتحاد مطلبا فلسطينيا بامتياز وفيه مصلحة لكل العاملين فية.

فقد تشكلت اللوائح في هذة الانتخابات بطريقة ادراماتيكية نظرا للرغبة البارزة والجلية للقوى والكتل الفلسطينية الحاضرة فيها ،فلائحة الوحدة والكرامة ( فتح – شعبية – ديمقراطية ) والتي فازت بالانتخابات السابقة غادرتها الديمقراطية في صيدا وبيروت وطرابلس (لرغبتها وقناعتها بامكانية زيادة حجمها وخاصة في بيروت ) فيما بقيت لتستفيد من قوتها في صور ودعمها في البقاع.
فيما حافظت فتح والشعبية على تحالفهما في كل لبنان.
اما حركة حماس فقد اعدت لهذة الانتخابات على مدى ثلاث سنوات في محاولة جادة منها للدلالة على حضورها وشعبيتها وقدرتها التمثيلية لللاجئيين الفلسطينيين في لبنان ولتقدم نفسها بديلا عن م ت ف ،وحشدت لهذة الانتخابات كل القوى المناهظة لمنظمة التحرير الفلسطينية.وكان واضحا استخدامها للصمود الاسطوري لشعبنا الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على غزة والتعاطف والدعم المعنوي والمادي الذي حازت علية بصفتها القوة الرئيسية هناك مستفيدة من المواقف والاخطاء السياسية الفادحة التي ارتكبها بعض رموز وقيادات السلطة و م ت ف اثناء العدوان. والمخاض الداخلي وارباكاتة الذي تمر به حركة فتح على ابواب مؤتمرها العام.وقد شكلت لوائحها وتحالفاتها ومكنتها الانتخابية بشكل دقيق وسلس وقد مكنها ذلك من الاتصال بكل العاملين والموظفين والمعلمين في اطار الانروا بدون استثناء.

اما فتح والتي تعيش مخاض مؤتمرها العام المرتقب وارباكاتة ونتائج مؤتمرها في لبنان فقد جمعت قواها وامكانياتها لتؤكد بهذة الانتخابات على انها الرقم الفلسطيني الصعب والتنظيم الاكثر تمثيلا للفلسطينيين في لبنان. وبالاضافة لاشكالياتها الداخلية فقد عانت وتأخرت في حسم اللوائح على المستوى الداخلي وعلى مستوى العلاقة مع الجبهة الديمقراطية مما اربك حملتها الانتخابية وقدرتها على الحراك والمناورة.وقد كان لاشكالياتها الداخلية الاثر السلبي والواضح على نتائج الانتخابات خاصة في الشمال وبيروت.

اما الشعبية والتي تلقت نكسة واضحة في نتائج الانتخابات السابقة فقد حددت وقبل ثلاثة شهور من العملية الانتخابية اهداف تمثلت في استعادة دورها وحجمها الطبيعي بين الفلسطينيين في لبنان فشكلت لجنتها النقابية المسؤولة عن هذا الملف واعطتها كل الصلاحيات ووجهتها السياسية حماية م ت ف كممثل شرعي موحد للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.وقد خاضت الانتخابات على اساس برنامج نقابي اجمعت علية مختلف القوى النقابية بالتحالف مع حركة فتح في صور وصيدا وطرابلس ودعمت تحالف فتح والديمقراطية في البقاع.

اما قوى التحالف الفلسطيني والتي تراجع دورها في هذا الاطار منذ سنوات فقد شكلت كتلتها بالتحالف مع ذياب الطبري الذي يتمتع بحضور جدي في المقر الرئيسي للانروا في بيروت والذي تحالف علنيا مع كتلة حماس في الشمال وضمنيا في بيروت والبقاع والمقر الرئيسي وشكل دعما للوائحها في صيدا وصور ،في محاولة جادة لاستعادة دور يعتقد بانة يستطيع القيام به ويستعيد دورا للتحالف انتهى منذ سوات في هذا الاطار.

اما الديمقراطية فكما اسلفت سابقا فقد غادرت لائحة الوفاء والكرامة في بيروت تحديدا وفي صيدا وطرابلس نتيجة لذلك رغبه منها لتعزيز حضورها وخاصة في قطاع المعلمين حيث خاضت انتخابات المعلمين في بيروت بلائحة مكتملة ( فيما بقيت في لائحة الوفاء والكرامة في صور لتستفيد من قدرتها على ايصال مندوبيها ) اما في البقاع فلم يكن من مناص سوى التحالف مع فتح لمواجهة لائحة حماس والتحالف هناك.

اما باقي الكتل والقوى فقد كان حضورها ومشاركتها في هذة الانتخابات متواضعا جدا حيث شاركت جبهة التحرير الفلسطينية ضمن لائحة فتح والشعبية في صيدا بمرشح واحد من اصل 16 مرشح. اما الاحباش فقد كانت مشاركتهم في طرابلس بالترشح والماكنه الانتخابية جليا للجميع.

اما في النتائج فقد حقق تحالف فتح والشعبية النجاح وقد حسموا نتائج مؤتمر العمال والموظفين سلفا فيما حصلوا على اعلى ارقام في قطاع المعلمين ( 62 مقعد للائحة الوحدة والكرامة ) فيما احتلت حماس المركز الثاني بحصولها على 22 مقعدا في مختلف القطاعات وقد احتل تحالف القوى وذياب الطبري المركز الثالث بحصولهم على 15 مقعدا وقد احتلت الديمقراطية 7 مقاعد.
وبذلك استطاعت فتح والشعبية حسم قيادة م ت ف لهذا الاتحاد واستطاعت فتح ان تحافظ على موقعها بصدارة القوى الفلسطينية في لبنان كما استطاعت الشعبية التاكيد على مكانتها ودورها كركيزة اساسية لاي وحدة وطنية فلسطينية وموقعها كتنظيم ثاني في م ت ف بلا منازع كما تقدمت حماس بثلاث مقاعد عن حجمها السابق مؤكدة على حضورها في المشهد الفلسطيني كما عزز تحالف القوى مع ذياب الطبري مكانتة في هذا الاتحاد وخاصة في قطاع الموظفين اما الديمقراطية فقد تراجعت لتحتل الموقع الرابع في هذا الاطار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل