الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتهاك حرمة المثقف

جمال المظفر

2009 / 4 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بات التجاوز على حقوق المثقف امرا مألوفا في العراق الديمقراطي ومن كل الجهات، الارهابية منها او الحكومية وشبه الحكومية، من دون مساءلة من جهة مهنية معنية بالثقافة كاتحاد الادباء او نقابة الصحفيين او جمعية الموسيقيين او التشكيليين. ويختلف شكل التجاوز حسب طبيعة الفعل الذي يمارس ضد المثقف، فارهاب المجموعات المسلحة يقف في الواجهة الامامية مستهدفا مشروعه الحضاري، ويقابل لباقة القلم ولياقته بحد السيف او الرصاص لا لشئ سوى انه يقف بالضد من الثقافات المنحرفة والمتطرفة التي تغذي العنف وتثير النعرات العنصرية والطائفية، وحفل المشهد الثقافي والاعلامي بعدد كبير من ضحايا الكلمة الحرة الشريفة. وهناك ارهاب اخر تمارسه المؤسسات الاعلامية والثقافية المرتبطة بالدولة او التابعة لمسؤولين يدعون في مناسبة وغير مناسبة دعمهم المادي والمعنوي للثقافة والمثقفين، ويغدقون بالاموال على منظماتهم المهنية، وهذا النوع من الارهاب لايقل شأنا عن الارهاب المسلح ..... ارهاب المثقف وعلى طول الخط ، بوضع رقبته تحت مقصلة البطالة والتهديد اليومي بالطرد من العمل بدعوى الفائض او الترهل اسوة بما كان يمارسه النظام الدكتاتوري البائد ، وليت انهاء الخدمات يتم بناءَ على تجاوزات اخلاقية او عدم كفاءة او لسوء تصرف اوعدم تنفيذ المثقف الطاعة العمياء لـ ( ولي النعمة ) ، فالتهديد يمارس بشكل دائم من اجل ان يبقى هذا الكائن الوديع منصاعا للاوامر المقدسة التي يطلقها القائمون على تلك المؤسسات، ليشعرونه بانه معرض للاقالة في اية لحظة، وانه سيعود الى ثقافة ( الرصيف ) وماعليه الا ان يركض بيديه ورجليه ويحني قامته كي يرضي المسؤولين واشباه المسؤولين من اجل ان يبقى على قيد الحياة ، لان البطالة تعني الموت البطئ للمثقف وعائلته. مؤسسات اعلامية يملكها مسؤولون يغدقون بين فترة واخرى بالمنح والهبات على الاتحادات والتشكيلات الثقافية بدعوى دعمها من اجل ممارسة نشاطاتها، وبالمقابل تمارس الفصل التعسفي بحق المثقفين وبجرة قلم دونما خجل او مراجعة حسابات او حياء من الاتحادات التي ينتمي اليها المثقف .... بينما يحتل الاقارب والاصدقاء والحبايب تلك المؤسسات ويتسيدون المناصب دون مؤهلات تذكر سوى انهم اقارب هذا المسؤول او ذاك او انهم من النسايب والحبايب والـ ...!! .

ادعاء دعم الثقافة اكذوبة كبرى تمرر على المغفلين وماهي الا محاولة لمد المخالب في جسد الثقافة العراقية من اجل اثبات الذات وشحذ الدعم الاعلامي، وبالمقابل ينهش المثقف من الجهة الاخرى ، فمن يدعم الثقافة عليه اولا ان يدعم المثقف ويسند ظهره لا ان ( يفصمه ) ويبطحه ارضا ... فبأي منطق تمارس عقوبة الاعدام ( انهاء الخدمات ) على المثقفين دون حقوق تذكر كراتب شهرين او ثلاثة لحين حصول المثقف المنتهية خدماته على عمل في مؤسسة اخرى، رغم ان هذا الامر صعب للغاية ، فاغلب المؤسسات لا ( تلفي ) الكفاءات وذوي الخبرة، وانما تعين اشباه المثقفين لانهم يقبلون باي مبلغ يفرض عليهم ويطيعون مرؤوسيهم طاعة عمياء وينفذون سياسة نفذ ولاتناقش، ويمسحون اكتاف السيد المسؤول و( حبربشية ) ولي النعمة، ومستعدون للعمل بدون اجر لمجرد ان تظهر اسماءهم على صفحات الصحف او في تايتلات البرامج التلفازية.. والادهى من ذلك ان تلك المؤسسات تضمن حقوقها في العقود التي تنظم مع المثقف وتلطش حقوقه ، اي ان باستطاعتها ان تنهي خدماته في اية لحظة، بينما لايحق له ان يقاضيها لاي سبب كان ، لانه بلا ظهر يحميه، اذ ان اغلب المؤسسات والاتحادات الثقافية والاعلامية في الحضن الحكومي وتغدق عليها المكارم والهبات من كل الجهات التي تبطش بالمثقف ..!!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التبوريدة: فن من الفروسية يعود إلى القرن السادس عشر


.. كريم بنزيمة يزور مسقط رأس والده في الجزائر لأول مرة




.. بعد إدانة ترامب.. هل تتأثر فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية ا


.. لابيد يحث نتنياهو على الاستجابة لمقترح بايدن بخصوص اتفاق غزة




.. الوسطاء يحثون إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في غزة