الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل في التهجير نعمة، يجب ان نشكر الله عليها
عصام البصري
2009 / 4 / 12مواضيع وابحاث سياسية
ظهر هوس واضح في بعض النصوص المقدسة بعد 9/4/2003 مباشرة. وبرزت تلك النصوص على لافتات في مناطق مختلفة من بغداد، ورددها رجال الدين في خطبهم. ومن تجربة خاصة عندما كررها سائق تكسي ليستنهض الهمم لمقاومة الاحتلال!.
وامام تواجد القوات الامريكية في العراق وسقوط صدام حسين ارتبك مثقفون واساتذة جامعات وساسة لامعون. وحدد رجال الدين اشكاليات التعامل مع القوات الامريكية. ويتذكر العراقيون فتاوي تحريم الانتساب للشرطة او الجيش!، ودعى رجال دين عرب للجهاد تضامنا مع فتاوي في العراق. واصبح في العراق جيوش متعددة الاسماء منها للسلف الصالح او لصفات الحق او لمنقذ وغيرها. وانتسب مراهقون لتلك الجيوش وقادها خبرات عسكرية سابقة، وايدها ورعاها رجال الدين من مختلف الطوائف وتحمس لها كوادر احزاب يسارية كذلك. وظهرت سطوة الاحزاب الاسلامية واضحة في مفاصل الحياة.
وشاعت الظواهر الشاذة مثل الخطف مقابل الفدية، وعللها البعض لتمويل عمليات المقاومة وما سموها بالجهاد. وبرر رجال دين وساسة تلك الظاهرة ووثقها البعض في مقالات عديدة على الانترنيت.
ومن الظواهر الشاذة القتل العشوائي لنشر الرعب فاغتال الاوباش الاطباء والاساتذة والعمال الغير مهرة وغيرهم، وطالت عمليات القتل المتبضعين في الاسواق. وانتشرت المفخخات في كل ارجاء العراق وبغداد خاصة، وبلغت اعداد القتلى ارقاما خيالية كما اشارت المسوحات الميدانية العلمية، وكانت حرب اهلية حقيقية.
تم التهجير لغلق مناطق بالكامل لطائفة محددة، فهذا رافضي وذاك ناصبي والاخر مسيحي وغير ذلك. والتهجير بدون اثاث لسرقتها. ولابد من طرفة فقد اعترض شاب على نقل ثلاجة ومجمدة من دار مهجر، فاجابه المراهق انها لرافضي، وشاعت تلك الظاهرة في مناطق الطائفتين، ومن المستبعد ان يكون السبب التعامل بالمثل، وكان التصرف مبررا وفق النص المقدس "واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير"الانفال- الاية 41. ويتعزز اليقين بهذا من شيوع التعامل الحرفي مع النص المقدس، وتتناول العديد من الندوات على الفضائيات اشكاليات التفسير الحرفي للنص. وغنمتم اشارة لاصابة الفائدة من تجارة او عمل او حرب كما ورد في التفسير، واعتبروا دور واثاث المهجرين ضمن الفائدة اثناء الحرب حيث الطائفة الاخرى اصبحت من الاعداء يجوز قتل افرادها وغنم اثاثهم واموالهم (عززت بعض المقالات على الانترنيت بالادلة اندلاع حرب اهلية). ومن المؤكد ان الاسلاف مارسوا هذه (امتلاك اثاث وسلاح الاخر وزوجاته وبناته) في الحروب بينهم، فهي اسلاب حرب ولا ضرورة لذكر اسماء تلك المعارك. وهذا نقل للتجارب عبر التاريخ بامتياز يسجل للعراق.
لقد جرت كل تلك الفظائع ابان سيطرة الاحزاب الاسلامية، اي ما بعد سقوط الصنم. ووقتها شاع ارتياد الجوامع، وظهر للبعض علامات فارقة على الجبين في تفسير حرفي للنص المقدس "سيماهم في وجوهم من اثر السجود" الفتح الاية 29. ويتندر البعض على هذه العلامات حيث يتم استخدام الكي بالخضروات الساخنة جدا.
وقد تعرضت للتهجير من داري ذات المساحة الواسعة والاثاث الممتاز!، وتكرر تنقلي في دور الايجار واسكن في النهاية ما يشبه المخزن حاليا، ومن المؤكد ان نشرح للزوار اشكاليات الدار المستأجرة كنوع من الاعتذار عن التقصير في الضيافة. واعترض بعضهم باعتبار ذلك جحود وعدم شكر الله على النعمة!. وربما يجب ان نشكر نعمة التهجير، ونعمة الخوف والهلع الذي سيطر على اطفالي وكذلك نعمة سرقة اثاث منزلي، ونشكر اذ صرفت مبالغ للايجار وشراء الاثاث والملابس وغيرها. ولا ادري ماذا سيكون حالنا اذا ما قامت فعلا دولة دينية في العراق واضحت السيطرة كاملة للاحزاب الاسلامية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -هبّة ديموغرافية- للعراق.. لماذا كل هذا الجدل بشأن نتائج ال
.. هل مازال بإمكان سوريا التعويل على إيران وروسيا؟
.. أسبوع حاسم أمام الحكومة الفرنسية يبدأ بالتصويت على مشروع قان
.. هل تعرضت إيران لخدعة من روسيا في سوريا؟ | #التاسعة
.. المعارضة السورية المسلحة تعلن سيطرتها على مدينة تل رفعت الخا