الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلقاء القبض على رسوم كاريكاتيرية

ابراهيم زيدان

2009 / 4 / 13
حقوق الانسان



يتحدثون عن الحرية التي وفرها الاحتلال الأمريكي ، ويفخرون أيضا بالتجربة الديمقراطية الفتية لنظامهم السياسي الذي جاء بعد سقوط الطاغية في 9 نيسان عام 2003 ن ولكن الواقع المرير يكشف تناقضا صارخا ، فالممارسات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية وحمايات المسؤولين في الدولة تنفي كل ذلك ، فقد شهدت السنوات المنصرمة اعتداءات تعرض لها عدد كبير من زملائنا العاملين في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة على حد سواء ،ولا نريد أن نتطرق إلى عمليات الاغتيالات التي راح ضحيتها عدد كبير من زملائنا ، فهذه لاتزال مقيدة ضد مجهول على الرغم من وعود المسؤولين في وزارة الداخلية بالكشف عن أسماء الفاعلين ، وأشك في ذلك مادامت لم تتخذ إجراءات من قبل بحق أولئك الذين ضبطوا متلبسين بالجرم المشهود مع دعاوى قضائية من قبل ذوي الضحايا ضدهم ، ومع ذلك لايزالون يتمتعون بالحصانة البرلمانية والامتيازات الأخرى ، خشية على العملية السياسية ، إذ أن الطرف السياسي المدان احد أعضائه يرى أن في ذلك موقفا سياسيا مضادا له يراد من خلاله إنهاء وجوده سياسيا بينما العملية بحد ذاتها قضية جنائية ، وهم في ذلك عطلوا السلطة القضائية التي قيل أنها مستقلة ولا سلطان عليها ، ولكن الملاحظ أن الحكومة صادرت جميع السلطات وأعادت ألينا ممارسات النظام السابق الذي احتكر جميع السلطات ويزعل البعض حين يوصف بالدكتاتور .
ولا تزال العملية السياسية التي يشوبها الكثير مما ذكرنا أثمن من حياة العراقيين ، فكل يداري غيره على حساب الضحايا الأبرياء ، واليوم تطورت الأساليب الديمقراطية في احترام الرأي والرأي الآخر ، فقد حملت ألينا الأنباء خبر مداهمة الأجهزة الأمنية في كربلاء منزل الفنان ( سلمان عبد ) بتهمة الإساءة إلى رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال لوحاته ، كما اعتقلت مدير مكتب الحزب الدستوري العائد لوزير الداخلية جواد البولاني الامين العام للحزب على خلفية تنظيمه المعرض الكاريكاتيري هذا ، بينما نفى الفنان سلمان أن تكون لوحاته هذه تسيء إلى شخص السيد رئيس الوزراء ، مبديا في الوقت نفسه أسفه لما وصفها بالمعلومات الكيدية التي وصلت إلى الاجهزة الأمنية بشأن لوحاته هذه .
ومادام قد تعرض الفنان سلمان عبد بسبب لوحاته إلى مطاردة الاجهزة الأمنية ومداهمة داره للقبض عليه ، فان قابل الأيام سيحمل الكثير من الممارسات القمعية التي تذكرنا بالنظام السابق ، إذ أن مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر غير موجود في قاموس العراق الجديد الذي بشرونا به ، وقد رأينا واحدث للزميل منتظر الزيدي من قبل حين عبر عن رفض شعبي لممارسات الاحتلال الامريكي ، فتعرض إلى الضرب والاهانة ومن ثم السجن بتهمة التعرض إلى شخص السيد رئيس الوزراء ، من دون أن يحرك صاحب الشأن وهو المجرم بوش أية دعوى ضد الزيدي .
فلا غرابة أن يتعرض الصحفيون والإعلاميون على أيدي حمايات بعض المسؤولين في الحكومة ، فغدا ستحمل الأيام ماهو أسوأ ، فقد يسجن شاعر بسبب قصيدة فسرت أبياتها على إنها إساءة لشخص هذا المسؤول أو ذاك ، وغدا سيسجن كاتب لأنه انتقد أداء هذه الوزارة ، وجميعها أثبتت فشلها الذر يع لتورط أطراف كثيرة فيها بالفساد الإداري والمالي وهلم جرا ، فالمطلوب في عراق الأرامل والأيتام والمحاصصة الطائفية والفيدرالية أن تبقى الضحية التي أوصلتهم إلى الحكم صامتة إلى الأبد وإلا سيكون مصيرها المقابر الجماعية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3