الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخفي أعظم؟

حسين عبدالله نورالدين

2004 / 4 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بكل الصلف والغرور والوقاحة قال له : شكرا لك.

انها كلمات أحمد منصور في ختام لقائه احد قادة الحرس الجمهوري العراقي في برنامج بلا حدود الذي قدمته الجزيرة يوم الاربعاء الماضي السابع من ابريل .
لم اشاهد من البرنامج سوى الدقائق العشر الاخيرة. ولكنها كانت كافية لاعرف كيف سارت بقية الدقائق التي لم اشاهدها.

كان المذيع يسال الضابط المكسور الخاطر، بسبب هزيمة كرامته العسكرية، بطريقة اشبه ما تكون بالتحقيق، ولكن دون أي وجه انساني.

محور الدقائق العشر الاخيرة التي سمعتها من البرنامج كان حول الخيانة.
قال المذيع انه كانت هناك خيانة وقام بتسمية قائد الحرس سفيان ماهر التكريتي
فرد عليه الضابط لا، لا توجد خيانة. سفيان ماهر ظل يقاتل حتى يوم الثامن من نيسان، وهو اليوم السابق على سقوط بغداد. وكان هذا الضابط يراه راي العين.
لكن المذيع اصر على ان هناك خيانة والضابط من ناحيته اصر على موقفه. وعندما طرح المذيع سؤالا عن من هو المسؤول عن الخيانة وعن السقوط اجاب الضابط بجراة لم يتوقعها المذيع:انه صدام حسين!
الذي راي البرنامج لاحظ ولا شك كيف اندهش المذيع وتغير شكله عندما سمع هذه الكلمة.
وكأن أحمد منصور صاحب البرنامج لا يريد ان يسمع هذه العبارة.
لا يريد ان يسمع عبارة ان صدام حسين هو الذي خان العراق وبغداد بان زج بالجيش في معركة غير متكافئة.
لا يريد ان يسمع من هذا الضابط انه بقي وحده في المعركة بعد ان تفرق اثنا عشر الف رجل من فرقته اشتاتا.
ساله المذيع وماذ فعلت عندما وجدت نفسك واثنين من القادة وحيدين؟
اجابه الضابط المسكين: ودعنا بعضنا بعضا وذهبنا الى بيوتنا.
فكانت كلمة المذيع: شكرا لك.
وانتهى البرنامج.
قال له شكرا لك بطريقة مليئة بالغرور والصلف والقرف وكذلك القهر.
نعم كان مقهورا!
وكأنه كان يريد ان يسمع من هذ الضابط ان صدام حسين بطل قومي وان سفيان ماهر قبض عشرات الالوف من الدولارات وسافر الى اميركا مع عائلته ثمنا لتسليم بغداد. وبقية اسطوانة اصحاب وهم المؤامرة.

وكأني باحمد منصور وهو المعروف بانتمائه الايدولوجي للاخوان المسلمين يريد القول ان صدام حسين كان سيهزم الاميركيين لولا ان قريبه سفيان ماهر خان الامانة.

ربما لم يفت أحمد منصور ان القوات الاميركية في حربها في العراق استعملت قوة نيران هائلة تدمر اعتى الجيوش، ولكن بالتاكيد فاته ان قوات الجيش العراقي وقوات الحرس الجمهوري وحتى الحرس الجمهوري الخاص وربما فدائيي صدام كل هؤلاء لم يكونوا راغبين بالقتال من اجل حماية نظام صدام حسين.
لم يكن أي مواطن عراقي مستعدا للتضحية بقطرة دم واحدة من اجل نظام البعث الفاشي.
حتى الذين قاتلوا في ام قصر والناصرية في الايام الاولى للحرب لم يفعلوا ذلك الا خوفا من النظام الذي كان لا يزال متماسكا في بغداد، ولكن بمجرد ان بدات طلائع القوات الاميركية بالوصول الى مشارف بغداد ووصلت انباء عن هروب قيادة البعث وهروب صدام حسين انهارت كل اشكال القتال او المقاومة وبدا العراقيون يرحبون بالقوات الاميركية.

أحمد منصور ومن هم مثله يريدون مقاومة الحقيقة ولا يرغبون الا برؤية ما يريدون.
كان أحمد منصور في البرنامج المذكور يندهش اذ يقول له الضابط المسكين انه خلال احد الاجتماعات التعبوية مع صدام حسين لم يجرؤ احد على التحدث بالحقيقة. وانه هو ظل خائفا الى بدات الحرب لانه ابدى ملاحظة بسيطة خلال الاجتماع.
ويساله أحمد منصور: الى هذا الحد تخافون منه؟

نعم يا أحمد منصور، الى هذ الحد واكثر.
كان احد العراقيين يقول لي اننا نخاف ان نفكر بامر صدام حسين حتى عندما نكون وحدنا.
انت لا تعرف يا أحمد منصور، او لا تريد ان تعرف، حجم الخوف الذي زرعه صدام حسين في نفوس العراقيين.
لديك في الجزيرة العديد من الزملاء العراقيين وغير العراقيين من ذوي الضمائر النظيفة، اسالهم يقولون لك.
ولا تستغرب ولاتندهش من اجاباتهم.
فالحقيقة دوما اغرب من الخيال.

حسين عبدالله نور الدين
كاتب صحفي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح