الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتبذخوا أموال الشعب

جمال المظفر

2009 / 4 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اعادة فتح الاوراق القديمة التي تحوي مآس وكوارث ونكبات أمر محزن بعد ان طويناها الى غير رجعة ونسينا شكلها لانها كانت تشكل لنا مأساة لايستهان بها ..
فخلال فترة الحصار الظالم الذي كان يلف اعناقنا ابان التسعينات ، كان القائد الضرورة يبذخ الملايين على القادة الافارقة والعرب ويوزع كوبونات النفط للمداحين والرداحين بينما كان اقتصاده مدمرا وشعبه يعاني المجاعة في اغرب معادلة ، فلم يكن مطار بغداد الدولي يخلو من زائر يومي من الدول العربية والافريقية ، كل منهم يطمح بالحصول على هبرة من مال العراقيين ، يرحلون ومعهم الحقائب المليانة عالاخر ...
كنا نشعر بالاسى لاننا نعيش شبح المجاعة ، وراتب الموظف لايكفي لشراء كيلو رز لعائلته والقائد يوزع ثرواتنا على هراقلة الكراسي دون احترام لمشاعر الشعب ولذلك سقط في اعين شعبه وبات لايمثل الا نفسه ..
واليوم ها نحن نعيد نفس ( القوانه ) فالعراق الذي يعيش الازمات وشعبه يعاني الامرين يتبرع قادته بامواله ، وليت هذه التبرعات تذهب الى الجياع والمحرومين وضحايا الزلازل ، وانما الى الحكومات ، خمسة ملايين دولار تبرع بها العراق من اجل الدعم المادي واللوجستي العاجل والفوري الى الحكومة الصومالية الجديدة لتمكنها من اقامة وادارة مؤسسات فاعلة للدولة وتنفيذ برامجها في الامن والاستقرار والمصالحة وتقديم الخدمات العامة للشعب الصومالي ..
هل اكملنا اعادة اعمار بنيتنا التحتية المدمرة لندعم الصومال ، ام ان الخدمات قد باتت ميسورة وفائضة عن الحاجة في العراق الديمقراطي الجديد ....
خمسة ملايين دولار يتبرع بها العراق للصومال ، ولديه مليونا ارملة ، اي بامكان الحكومة الموقرة و ( المؤطرة ) بالديمقراطية الجديدة ان توزع مبلغا قدره ( 250 ) دولارا لكل ارملة من اجل اعانتهن كي لايلجأن الى الشحاذة في الشوارع والتقاطعات ، او ينظرن بعين منكسرة الى مائدة دسمة اسوة بباقي خلق الله الذين يرمون في سلة المهملات مايحلمن به ، او فتح اي مشروع بهذا المبلغ يؤهلهن لممارسة اعمال تساعدهن على كسب المال ، كمنحهن ماكينات خياطة او غيرها من المستلزمات الاخرى ، او فتح دور للايتام ، هذه الفئة المغضوب عليها والتي تستلم شهريا مايعادل دولارين وهي كارثة كبرى ومعيبة على اية حكومة تدعي مراعاة شعبها ..!!
لماذا ندعي قصر ذات اليد عندما يتعلق الامر بالشعب ، بينما لانبخل على الاصدقاء بما تجود به الخزينة ، المهم ان الاعلام يطبل ويزمر بان القائد الفلاني كريما حد النخاع ويده مبسوطة الى عنقه ، بل مبسوطة كل البسط للاصدقاء المتعددي الجنسيات والملل ...
راعوا مشاعر الشعب ولاتغالوا في ايذائه ، فالشعب بحاجة الى اعادة اعمارالبنية التحتية التي دمرها الاحتلال الامريكي لا ان نوزع اموالنا على الذين يتفرجون على مآسينا ويصدرون القتل لنا ويزيدون النار حطبا ..
نتبرع للعرب ، والعرب يطالبوننا بديونهم ويمارسون القتل بحق الشعب العراقي ويدعمون الارهاب ويصدرون لنا الارهابيين ويضخون الاموال لالنصرة الشعب العراقي او دعم اقتصاده وانما لتدميره وايذائه ، بينما الغرب يتنازل عن ديونه في وقفة مشرفة لهم ومخزية للعرب الذين لبسوا اقنعة الشياطين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معدن اليورانيوم يتفوق على الجميع


.. حل مجلس الحرب.. لماذا قرر نتنياهو فض التوافق وما التداعيات؟




.. انحسار التصعيد نسبيّاً على الجبهة اللبنانية.. في انتظار هوكش


.. مع استمرار مناسك الحج.. أين تذهب الجمرات التي يرميها الحجاج؟




.. قراءة عسكرية.. ما مدى تأثير حل مجلس الحرب الإسرائيلي على الم