الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألفَ مَرْحى يا عراق

ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)

2009 / 4 / 14
الادب والفن



غَنّى النّهارُ اليوم ..
مَرْحى
وأنْشَدَ ياعراق
يا أمَّ أحْمد
إمْسَحي الدمعات عَنك
أحمد لم يَمُتْ والله
ليلى لم تَمُتْ هَيْهات
بَلْ ماتَ الطّغاة
أشْعلي الشّمع وغنّي
أوفي بالنّذور
وزّعي الحَلوى لأهلِ الحَيْ
وانثري الأزهار في الطرقات
صبايا الحَي ما جِئنَ اليكِ
بالحُزْنِ
بالآهاتِ
بالعَبَرات
عانقي الأطفال سيّدتي
وارسُمي البَسمات بالقبلات
اليوم عيد
اليوم عيد
أيّها الأطفال تعالوا
تعالوا أيّها الأيتام
أبناء الشّهيد
يا أرامل
يا ثكالى
زغردوا هذا المساء
اشعلوا الشّمع وغنّوا
أيّها الشّهداء قوموا
انهضوا طَلَعَ الصّباح
فَرّت الأشباح وانقشع الظلام
ولّتْ جيوش البغي والطّاغوت
تاهَ في الصّحراء يزيد
عَضَّ هولاكو الأنامل والبنان
جنكيز مغميّ عليه
ثعلبٌ خارت قواه


*******


هِيَ ذا الحوراء جاءت والحُسين
جاءت العذراء وعيسى
ثورة ضد الطغاة
مات نمرود وفرعون
وثمود مات
مات نيرون وبينوشيت
أيّها الشّهداء قوموا
اليوم عيد
اليوم عيد
نحن جئنا بالشّموعِ والنّشيد
لك يا سلام
لك يا شهيد
فالهلال من زمن بعيد
ما هَلَّ يوما في العراق
والشّمس غابت من عقود
مُذْ صَبَغَ الجلاّدُ بالأسودِ
كُلّ أبواب البيوت
مُذْ نَفَخَ الشّيطان في الأرضِ الدّخان
والفضاءات ادلهَمّت والسّماء
مُذْ نَفَثَ السّلطان الدّمار
والدماء والخراب
والمقابر والسّجون والحروب
مُذْ فاضَ طوفان الدماء والظلام
وجثى الليلُ على صَدْرِ العراق
مُذْ غادرَ الأبطال صوب الله
وما قالوا وداعا
مُذْ قطعَ الجلاّدُ رؤس النّخلِ
والعصافير خرّبت أعشاشها الغربان
المواسم ضيّعَتْ أحلامها
وما عادت للبساتينِ الخُطى
وجمالاتُ الدّروب
مُذْ أوصدوا الأبواب في حاراتنا
خوفاَ من الأشباحِ والظّلمة
والحِقْدُ الدّفين
مُذْ ذبَحوا البسمات على كل الشّفاه
مُذْ رسموا الموتَ على وجْهِ الحياة
واقتطفوا منا حلاوات السنين
مُذْ يومها غرِقَ الفرات
وفاضت دِجْلةُ الخير عقودا
بالدّماءِ والدّموعِ
والنّحيب والأنين
مُذْ كانت الأرض حُبْلى
بالأماني والعذاب
وأحلام العيون
وانخَسَفَ القمرُ الحزين
مُذْ أمستِ النّجمات حمراء
كالجراحِ في الجبينِ
عراق
عراق
مَرْحى بكَ ياعراق
وافرحتاه
جاء نيرودا وحكمت
دجلة الخير غنّت للفرات
عانق الجبل النّخيل الباسقات
هي ذا نازك تنشد شعرها
والبياتي ثم بِلّنْد
أيّها الشّهداء قوموا
اليوم عيد
اليوم عيد
جاء فيكتور جارا
ياعراق
يارفاق
يعْزِفُ الألحان من ألَمِ الجراح
وأَلَنْدي جاء وجيفارا
ولومومبو ومانديلا
جاء الشفيع والعطا
جاء قاسم شاحباَ بعدَ غياب
وقميصهُ الخاكي
والبنطالُ يحكيانِ
قِصّة الزّمنِ الخئون
قِصّةُ الأوغاد والحقد الدّفين
قِصّة الغَدْرِ المُبين
قوموا أيّها الشّهداء
هَيّا..
لَمْلِموا الأهات وأوجاع السّنين
ياعبلّي ألَمْ تَدري؟
طلعَ الصّبح فانهض
ياحسن ..
إلبس الثوب الجديد
واترك معسكرك الرشيد
اليوم عيد
هذا مظفر و( الرّيل وحمد )
إصعد يا حسن إصعد
ياعائدة يا صباح
هل تسمعوني يارفاق
إن كنتما في قعر سِجْنٍ مُظلمٍ
فاصرخوا أنّا هنا
أم أنتما في عُلُوٍّ
فتعالا
ها هنا نَحْنُ جميعا
يا أبا العيس غنّي
أيّها الصدر قم
وأنتِ يا بنت الهدى
في الجماهير اخطبوا
كأبي ذرّ وعلي
تأريخنا..
سيف إبن مُلجِم والرأس الشّريف
وعدد الناس المقابر
والسياط والسجون
والحبال التي كانت
عناوين العراق
أنذاك..
ها هي اليوم نراها
عُلّقت فيها الرّقاب
وتَدَلّت كالثمار العَفِنات
الرؤس الخاويات
الحَبْلُ يسألُ ويُعيد
أين الجناة ؟
أين الطّغاة ؟
هَلْ من جديد؟

*******

يا عراق يا جريح
إرفع عالياَ صوتك
للنجومِ
للقمر
للأله
للسّماء
اليوم هولاكو يعضُّ
على الأنامل والبنان
جنكيز مَغميّ عليه
ثعلبٌ خارت قواه
أيّها الأحرار
في كل مكان
أيّها الأحباب
قد آن الآوان
فتعالوا
وهَلِمّوا
اليوم عيد
اليوم عيد
اليوم أشرقت الشّموس
مِنَ المقابر
وانبَعَث النّهار
مِنَ اللّحود
حسين لم يمتْ والله
بل مات يزيد
خاب مَنْ ظن حسين
مات مذبوحا
مِنَ الوريدِ الى الوريد
فالحسين هو العراق
شامخا وسط السيوف
عاليا رغم الطغاة
أقسمُ لو مات العراق
فهيَ خاتمة الوجود
أقسم لو ماتَ العراق
فهيَ خاتمة الوجود


*******

وافرحتاهُ يا عراق
اليوم انبعثَ النّهارُ والضّياء
اليومُ اندَحَرَ الجُناةُ
وغدا سَيَندحر الغُزاة
ياعراق
ياسماء
اليوم غَرّدتِ البلابل
واليوم أنْشَدت النوارسُ
ألف مَرحى ياعراق
قُمْ أيّها السّياب
وارمي بدجْلة أو بُوَيبْ
عِكّازَتيك ..
هكذا قال الطّبيب
إحملْ هَدِيّتك لِغيلان
وأطفال العراق
فاليوم عيد
والعيدُ عيدك والعراق
والعيدُ عيدك والعراق


الدكتور ابراهيم الخزعلي
29/12/2006
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | المخرجة ليليان بستاني: دور جيد قد ينقلني إلى أ


.. صانع المحتوى التقني أحمد النشيط يتحدث عن الجزء الجديد من فيل




.. بدعم من هيئة الترفية وموسم الرياض.. قريبا فيلم سعودي كبير


.. المخرج السعودي محمد الملا يتحدث لصباح العربية عن الفيلم الجد




.. الناقد الفني أسامة ألفا: من يعيش علاقة سعيدة بشكل حقيقي لن ي