الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائصي-بين قلمين

ماجدة سلمان محمد

2009 / 4 / 14
الادب والفن


بين قلمين
شطرك من الشعر الذي وضعته في رأسي ورحلت متأملا أن أُكمله قصيدة يدور برأسي كإعصار تنتظر بعض عواصفه الانفلات من دوامته التي تسرع مع كل نبضة، أحاول الاتصال بك، لا تجيبني، أعلم أنها الجمعة وأن الأجواء تنسلق حيث أنت، لكنني لا أطيق لحظات انتظار في مخاض، تعرف ضيق صبري، أجول بين أروقة الشقة التي تصر حتى تكاد جدرانها تطبق على اضلعي ، ارتدي نعلا كبيرا.. اسحبه خلفي أتناول قطعا ً من بسكوت النخالة على غير رغبة مني ،أخرج للشرفة.. واسافر في الوديان التي ملّت تأملاتي ،الوديان التي تسكنها السكينة والأضواء ممتدة، لاشيء يربك شارعنا الذي احتقن بالمورفين سوى قلقي.
البرد عاد بعد أن عانى الجو من الزهايمر مؤقتا وظن أنه في آب لأيامٍ مضتْ، أدور كدرويش حول نفسي بطريقته الملوية على أنغام تنبعث من غير مصدر حولي، أرقص على أنغام تنبعث من إحدى الفضائيات التي تعجُّ بالأغاني، "ومن الشباك لرمي لك حالي من كثر شوقي ليك ما بنام"، أرقص وأرقص، وأروح وأجيء في طلق من تنتظر ولادة الابنة لتحبل ثانية وتنجب الصبي الذي يحلم به زوجها، وفوق رأسي يرقد ديوان المهلهل ويملأ رأسي بقصص الزير وكليب والصاحب بن عبّاد.
اتصل بك ثانية وشطرك يعج بذاكرتي، "ما غير هجرك ويحي سوف يرديني"، أرسل لك رسائل علك تصحو من سباتك.. إنه الربيع.. وأخيرا تشدو فتطربني، أحاول أن أسمعك ما تشققت عنه أرضي لتربو بذور قصيدة تأمل النمو تحت أشعة الشمس، لكن ما كتبت لا يصل إلى مرماك الذي كان في الجهة الأخرى، كانت كراتي ُتسدَّدُ إلى خارج الساحة بكليتها.
أشطب ما كتبت وأتوجه صوب المرمى الذي دللتني عليه، لأجاري جنون الحبلى التي تلد لك هذه الابنة الجميلة.

اُطلُّ من شرفات الروح منتظراً
وحبك ريط ٌ في الهوى تطــــــــويني
هديلُ صوتك تاه بغابات وجدي
كلما أطفئت ناره، على البعد تُذكيني
سُداتي ولُحمتي وخيوط ملونة
وزلٌّ بين يديكِ يوماً، غزلتيني
هدأ بالتكوين إعصار ومضى
حين، ترنيمة النوم كنت تُنشديني
أغفو والأحلام لعينيَّ شِـــفار
وليس للحيــن بعد حينَكِ حيـــــنِ
أمِلتُ وما ضاعتْ فيكِ تأملاتي
بأنك بعد مشيء الله تلاقيــــــني
واستظل من رمضاء باديتي بظلٍ
وارتع في شفتيك شراب الرياحينِ
وتضيء مدلهمات الليالي
ونور وجهك من تشرق به عيني
وتَكِنُ الروح في هدأةٍ ليست الكرى
بل سكون كسكون الليل يحويــني
بين أحضانك على الجيد منسرحٌ
سواد الليل من شعرك يدنيـــني
على النهود محاريب نرجسٍ
تفك مصلوب في الهوى دينـــي
فكم من ليالٍ سنمضي عاشقين
وهل تطفىء الليال شوق العاشقين ِ؟
وارتشفُّ الرضاب كهيمان ألم به
ظمأ ٌ فيا حرَّ قلبي هل سترويني؟
وارهنُ خصر اً بالأحضان أطوقهُ
فيطلقُ صراخُ الذي كنتِ تكتمين ِ
وتسيحُ وديان وتربو أرض
وبعد التأوه بدلال تعانقيني
وازفر اغترابي ويزيد وجدي
واطلب المنى ثانية فتنيليني
وثالثة ورابعة والفجر ينبلج
ويصيح الديك ولخامسة تُسلميني
وأصحو من حلم لم أزلْ به
وقد غرقتُ بالماء المهين
ويضيق صبري كمفطوم نهدا
فبما بعد الحلم ستصبِّريِّني

أُنهي ماكتبته لك.. ارسله
فتبادرني الى رفضه!!
وتطلب ان امحو بيتك الذي بنيت عليه قصيدتي ..!!
خوفك يمنعك حتى من اشهار شاعريتك ..
فمتى ستجاريني ؟
حاولت جاهدة شدك الى حيث تنكر انك تنتمي ..
حاولت قطع اربطة المومياء التي تمشي بها وانت على قيد الحياة ..
بزغت بكل دفيء الشمس في حياتك لاجفف اجنحتك العذراء..
لمنحك فرصة الاستحالة الى فراشة..
تطلق اجنحتها للنسائم ..
لكنك فضلت الانزواء ..
واجترار الهزائم !!

23/3/2008عمان

الز ِلْ : نوع من السجاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنانة الراحلة ذكرى تعود من جديد بتقنية -اله


.. مواجهة وتلاسن بكلمات نابية بين الممثل روبرتو دي نيرو وأنصار




.. المختصة في علم النفس جيهان مرابط: العنف في الأفلام والدراما


.. منزل فيلم home alone الشهير معروض للبيع بـ 5.25 مليون دولار




.. إقبال كبير على تعلم اللغة العربية في الجامعات الصينية | #مرا