الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلمِّي -حماس- لنبني للحب وطنا!!

حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)

2004 / 4 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نشرت مقالتي التالية قبل حوالي سبع سنوات.. لكنني أعود لنشرها مجددا بتحريض من مقال أخير لزعيم حركة حماس الحالي الشيخ الدكتور عبد العزيز الرنتيسي تحت عنوان: "الشعب الفلسطيني يستحق قيادة انقاذ".. ألمح من مقال الرنتيسي أن حماس على أبواب تحول نحو الاهتمام بقضايا الشعب الفلسطيني المدنية.. وكانت حماس، طوال الانتفاضة الراهنة تؤكد أن الأولوية في المرحلة الراهنة هي لمقاومة الاحتلال.. في مقاله الأخير يبرز الرنتيسي توجها واضحا نحو الاهتمام بالشأن الفلسطيني الداخلي.. وحماس تعلن هذه الأيام بوضوح أنها على استعداد للمشاركة في إدارة قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي المرتقب.. لهذا رأيت أن أعيد نشر مقالتي التي دعوت فيها حماس قبل حوالي سبع سنوات للمشاركة في بناء وطن جديد للفلسطينيين.. مرحا بحماس!! مرحا بالرنتيسي!!


وفيما يلي مقالي القديم المتجدد:
لحركة "حماس" الإسلامية حضور وطني له أهميته المستمدة من ارتباط نظريتها السياسية بالعقيدة الوجدانية للغالبية من الفلسطينيين والعرب.
تنتمي العقيدة الوجدانية لحركة حماس إلى تراث تجربة عربية روحانية، حملت، على امتداد تاريخها كله منذ إبراهيم العظيم، شعلة الدعوة لإخراج الإنسانية من ظلماتها إلى النور الأعظم، وفقا للرؤية الدينية الإسلامية.
وفي الإسلام، دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم واتباعه، فإن الله، هو "نور السماوات والأرض". وعقيدة الإسلام هي عقيدة مسلم يؤمن بالله الذي هو النور الأعظم.
عقيدة "حماس" الوجدانية هي الإيمان بالدين الذي يصف الله، رب العالمين، بأنه النور الواسع العميق، الممتد في الكون كله، أرضا وسماوات..
هذه العقيدة، تمنح "حماس"، والإسلاميين كافة، أهمية أكبر من الأهمية التي تكتسبها الحركة الإسلامية من الحضور السياسي الوطني
نشأت "حماس" استجابة لمتطلبات فرضتها على الساحة الوطنية انتفاضة الإرادة الوطنية قبل عقد من الزمان.
وبعد عشر سنوات، تغير الواقع الذي أعطى، فيما أعطى، الإعلان عن إنشاء حركة "حماس" لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي بمناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
لم يكن لدى "حماس" التي هي صورة جديدة من حركة الإخوان المسلمين في فلسطين، أي تفكير عملي لخوض جهاد شامل ضد وجود إسرائيل برمته. كان تحرير فلسطين (من البحر حتى النهر) قضية مؤجلة في استراتيجية حركة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها "حماس".
إعلان زعيم حماس، أحمد ياسين مؤخرا، عن استعداد حركته للدخول في "هدنة" مع إسرائيل، هو إعلان غير صريح عن استعداد "حماس" للعودة إلى استراتيجية حركتها الأم، حركة الإخوان المسلمين، التي تؤجل قضية تحرير كامل فلسطين من الاحتلال الصهيوني، إلى ما بعد انتصار راية السلام في أوطانه التي يحكمها أبناء منه…
مطلوب من "حماس" إذن، أن تعود إلى تاريخها، طالما تم تجاوز شروط تكوينها، وأسباب وجودها..
والإسلاميون، الذين انخرطوا في "حماس" لدحر العدوان الإسرائيلي لعام 1967، الظالم بطبيعته المغلقة، هم أمام مهمة أخرى الآن.. لا تختلف في جوهرها العميق، عن المهمة التي سعت "حماس" إلى إنجازها..
والإسلاميون، مطالبون اليوم، بتعميق حضورهم الوطني للمشاركة في معركة دحر العدوان والظلامية من نفوسنا ومن عقولنا.. من تاريخنا ومن حاضرنا ومن مستقبلنا.
واجب الإسلاميين، المؤمنين بأن الله هو النور الأعظم، أن يجاهدوا، بعقل منفتح، لنبني في فلسطين، وطن الدين، وطنا للنور، وطنا للحب الكبير، والحكمة العميقة، وطنا للحرية الجمل، وطنا لكرامتنا!!.

* نشرت في "البلاد" التي (كانت) تصدر في رام الله بتاريخ6/11/1997








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المنتخب الإنكليزي يعود من بعيد ويتأهل لربع نهائي مسابقة أمم


.. أسير محرر يتفاجأ باستشهاد 24 فردا من أسرته في غزة بعد خروجه




.. نتنياهو في مواجهة الجميع.. تحركات للمعارضة الإسرائيلية تهدف


.. أقصى اليمين في فرنسا يتصدر الجولة الأولى للانتخابات التشريعي




.. الغزواني يتصدر انتخابات موريتانيا